يشهد سوق العمل بدايات جديدة لجهة التنظيم وتخفيف العمالة الوافدة غير المنتجه، والتشدد في توفيق اوضاع العمال المخالفين، قد يساهم في التخفف من البطالة التي بلغت 14.7% حسب احدث ارقام صدرت عن دائر الاحصاءات، ومن الضرورة بمكان عدم تهاون الجهات المعنية مع المخالفين او المتسربين من قطاعات العمل، والعمل اما باليومية او في قطاعات خدمية مختلفة، فالسوق غارقة في العمالة الوافدة المخالفة للقوانين، في ظل ارتفاع وتيرة اصحاب العمل لاسيما في القطاع الصناعي يطالبون جلب عمال من جنسيات مختلفة لتسيير اعمالهم.
ومع هذه الظروف المتناقضة في سوق العمل تبدأ شركة المدن الصناعية الاردنية مشروعا حيويا بتجهيز اربع مدن صناعية في المحافظات السلط، مادبا، في المراحل الاولى، ثم في جرش والطفيلة وربما غيرهما في محافظات اخرى لاحقا، وهذه المشاريع تمول بدعم من الشقيقية السعودية، ويؤمل ان تستقطب المدن الصناعية الجديدة استثمارات كبيرة بما يساهم في تحسين وتيرة النمو الاقتصادي، واستقطاب رؤوس اموال كبيرة، وتوفير فرص عمل جديدة امام العمال الاردنيين، وهذه المدن يفترض ان تساهم في تحسين المناطق التي ستعمل فيها.
من المفيد ان تقدم شركة المدن الصناعية حوافز اضافية ضريبية وجمركية للمستثمرين الجدد وفق معايير جديدة في مقدمتها توفر فرص عمل كبيرة فالمرحلة تحتاج الى استثمارات مكثفة للعمال من جهة، والاهتمام بالمشاريع التصديرية بعد ان تراجعت الصادرات خلال الفترة الماضية من جهة اخرى، وهنا لابد من التركيز على الاستثمار بالموارد البشرية، وتدريب العمال ضمن مركز او مراكز تدريب فرعية لتشجيع الالتحاق بالمشاريع الجديدة.
ولضمان نجاح تجربة المدن الصناعية الجديدة لابد من استقطاب السواد الاعظم من العمال للمشاريع الصناعية من ابناء المناطق القريبة، والحاقههم في عمليات تدريب لتمكينهم من العمل وفق انتاجية عالية تعود بالمنفعة عليهم وعلى المستثمرين، ومنحهم الضمان الاجتماعي، والتأمين الصحي، وبناء مرافق خدمية صديقة للعاملين والبيئة، وهذه مجتمعة ستساهم يقينا في اطلاق رزم من المشاريع الاستثمارية في قطاعات مختلفة تقدم الخير للجميع، وتساهم في الحد من الهجرة من المحافظات والقرى والارياف الى العاصمة التي اعدادا تفوق الحاجة من العاملين والساكنين فيها.
معالجة البطالة والفقر يتطلب استثمارات جديدة اولا وتقديم خدمات ومزايا من رواتب وضمانات ( اجتماعي وطبي) وعدم السماح للعمالة الوافدة استحواذ على اي من الفرص التي تقدمها، والاعتماد على قوة العمل الاردنية بدءا من عمال النظافة والخدمات المساندة الى العمل المباشر في المصانع...فالاردنيون شغلوا كل انواع الاعمال قبل عقود وسنوات، وعلينا حاليا دمج ابناء المحافظات في سوق العمل ..وهذا النجاح المطلوب والمأمول.
مدن صناعية جديدة في المحافظات

أخبار البلد -