أخبار البلد
«خوف الغزاة من الذكريات… وخوف الطغاة من الأغنيات» قال محمود درويش في رائعته «على هذه الأرض ما يستحق الحياة» ووزيرة الثقافة في إسرائيل ميري ريغف تعترف أنها خافت وأخذها الرعب لسماع إذاعة جيش الاحتلال تكرس برنامجا عن شاعر فلسطين الأول. وحملت ريغف بشدة أمس على الإذاعة الإسرائيلية، ردا على قيامها ببث برنامج عن الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش واتهمتها بالانحراف عن الطريق.
وقالت إن المحطة الرسمية في وزارة الأمن لا يمكنها السماح لنفسها بتعظيم وتمجيد الرواية المعادية لإسرائيل في إطار برنامج اذاعي انشغل في جوهره بنصوص إسرائيلية». ونبهت في صفحتها على الفيسبوك إلى أن محمود درويش ليس إسرائيليا ونصوصه معادية وجوهره يعارض القيم الرئيسية للمجتمع الاسرائيلي.»
وزعمت ريغف المعروفة بمواقفها المتطرفة وبتصريحاتها الشعبوية الهابطة واستخفاف أوساط واسعة من المثقفين اليهود بها، أن المطلوب تنظيف وسائل الإعلام الفلسطينية من «مضأمين التحريض لا أن نمنحها المزيد من المنابر». وقالت إنها توجهت في هذا الموضوع إلى وزير الأمن افيغدور ليبرمان وطالبت بالإسراع في «ترتيب الأمور» داخل الإذاعة.
وتناول البرنامج الذي تم بثه في إطار «الجامعة الإذاعية» قصيدة محمود درويش «سجل أنا عربي» التي جاء فيها، ضمن أمور أخرى «أنا لا أكره الناس ولا أسطو على أحد، ولكنني إذا ما جعت آكل لحم مغتصبي .» وجاء من إذاعة الجيش انه تم في سنوات السبعينيات تأسيس «الجامعة الإذاعية» كمنبر إذاعي يسمح لعالم الأكاديمية بإغناء وإثارة المستمعين. وتابع بيان الإذاعة التي تتعرض لحملات متتالية من ريغف منذ توليها حقيبة الثقافة «خلال الفصل الدراسي الحالي يجري استضافة محاضرين يتحدثون أيضا عن كتابات الراب كوك وجابوتنسكي.الحرية الأكاديمية تلزمنا السماح بالإغناء الفكري الذي تطرحه الإذاعة في خدمة المستمعين.»
وقال رئيس القائمة المشتركة النائب ايمن عودة معقبا للإذاعة ان «وزيرة الثقافة تخاف من الشعر، انها تعرف بأننا اذا تعرفنا على ثقافة بعضنا البعض فمن الممكن ان نرغب في نهاية الأمر بالعيش معا.»
منبر لرسائل العدو
وانضم للحملة على الإذاعة المعلق في صحيفة «يسرائيل هيوم» حاييم شاين وقال إنها المحطة العسكرية الوحيدة في العالم التي توفر لكثرة حماقتها وبؤسها، منصة لأحد ألد أعداء إسرائيل. وتابع محرضا «تحت العنوان المخادع «الجامعة الإذاعية» يقدمون برنامجا كاملا عن محمود درويش، الشاعر الدموي. شاعر يرمز مع كبير المخربين ياسر عرفات إلى الطموح الفلسطيني لتدمير دولة إسرائيل. بعد البرنامج عن درويش يمكن طبعا البث لجنود الجيش برامج حول كتاب كفاحي لأدولف هتلر، كشخصية بلورت تاريخ القرن العشرين. فلكلاهما هدف مشابه، القضاء على اليهود.
واستذكر قصيدة محمود درويش «مارون في كلام عابر» لعام 1988 عن الإسرائيليين «اذهبوا أينما شئتم، آن تنصرفوا / اخرجوا من كل شيء، من جراحنا/ من أرضنا/ من برنا.. من بحرنا/ من كل شيء» . وأشار إلى أنها قصيدة كلها أمل بأن يتم طرد اليهود من دولة اسرائيل كلها. والرسالة «أن تموتوا أينما شئتم».
وبرأيه فإن إذاعة الجيش الإسرائيلي لم تنحرف عن الطريق، لأنها لم تكن أبدا على الطريق، زاعما أنه منذ الصباح وحتى المساء يمكن سماع مذيعين ومحللين في إذاعة الجيش يحولون الإذاعة إلى حصن لليسار الإسرائيلي الغارق. وأضاف «لذلك فإن الانشغال بمحمود درويش ليس مفاجئا. لا يفترض بالإذاعة العسكرية أن تنشغل في السياسة، وبالتأكيد أن لا توفر منبرا لرسائل العدو. يجب على الإذاعة العسكرية أن تدعم الجنود، أن تغرس فيهم ميراث القتال وتعزز إيمانهم بعدالة الطريق. وخلص للدعوة لإغلاق الإذاعة التي لا تحقق الأهداف المرادة وقال إنها خسارة على أموال دافع الضرائب من أجل إذاعة مدنية يمكنها أن تواصل خدمة ايديولوجية اليسار مثل بقية الإذاعات.