تحول مؤتمر الحزب الجمهوري في كليفلاند أمس، إلى منبر للخطاب الشوفيني المتشدد ضد المسلمين والمهاجرين والأقليات، فيما هبت عاصفة إعلامية ضد ميلانيا زوجة المرشح دونالد ترامب، إذ اتُّهمت خلال مداخلتها بسرقة مقطعين من خطاب للأميركية الأولى ميشيل أوباما ألقته في مؤتمر الحزب الديموقراطي عام 2008.
وخيم على أجواء المؤتمر الخطاب اليميني المتشدد، مع مقاطعة الوجوه الجمهورية المعتدلة المناسبةَ واقتصار المشاركة على رموز حركة حزب الشاي وعائلة ترامب ومؤيدين متشددين في السياسة الداخلية والخارجية، من بينهم عمدة نيويورك السابق رودي جولياني والسناتور توم كوتون.
وكان يفترض أن يتصدر العناوينَ الأولى في المناسبة تأكيدُ أنصار المرشح الجمهوري للرئاسة على ضرورة إغلاق الأبواب أمام اللاجئين السوريين ومضاعفة الضربات ضد تنظيم «داعش»، إلا أن زوجته ميلانيا عارضة الأزياء السابقة، خطفت الأضواء بفضيحة مدوية، بعدما كشف وسائل الإعلام الأميركية أنها سرقت حرفياً مقاطع من خطاب ميشيل أوباما.
وأحد المقاطع المسروقة التي تداولها الإعلام هي: «منذ صغري علمني أهلي قيمَ العمل في السعي لما نريده، وأن الكلمة هي الرابط، وأن تفعل ما تقوله وتلتزم بالوعد، وأن تعامل الناس باحترام».
أما أوباما فقالت في 2008: «باراك وأنا تربينا على القيم ذاتها، قيم العمل في السعي لما نريده وأن الكلمة هي الرابط وأن تفعل ما تقوله وتلتزم بالوعد وأن تعامل الناس باحترام وكرامة».
وحاولت حملة ترامب احتواء الفضيحة وتأكيد أن المفردات «شائع استخدامها»، إلا أن النسخ الحرفي هيمن على مواقع التواصل الاجتماعي وأحرج زوجة ترامب.
وفيما يحاول المرشح الجمهوري حصد قفزة في الاستطلاعات من وراء المؤتمر، أحبطت التظاهرات المناهضة له والمشاركة المحدودة لأقطاب الحزب مساعيَه.
وقال لـ «الحياة» نايت سيلفر، الأخصائي الذي أصابت توقعاته في الانتخابات الرئاسية الأميركية في 2008 و2012، أن حظوظ ترامب للفوز على منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون، لا تتجاوز الـ35 في المئة.
سيلفر الذي رصد نتائج كل الانتخابات الأميركية الاشتراعية والرئاسية بدقة منذ 2008 وصحت توقعاته في هذه الجولة من الانتخابات التمهيدية في 49 من أصل 50 ولاية، قال لـ «الحياة» في كليفلاند، إن فرص فوز كلينتون في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل تناهز الـ65 في المئة. وأشار إلى أن هذه النسبة تراجعت في الأسابيع الأخيرة بعد نتائج مكتب التحقيق الفيديرالي حول بريدها الخاص، وضيق هامش الاستطلاعات بينهما إلى معدل أربع نقاط لمصلحة وزيرة الخارجية السابقة.
مع ذلك، تحدث سيلفر عن نجاح الحزب الديموقراطي في تحسين موقعه في ولايات فلوريدا وبنسلفانيا وفيرجينيا الحاسمة، وتوسيع الخارطة الانتخابية غرباً في كولورادو ونيفادا.
وسادت الفوضى والمشادات الكلامية الساعات الأولى بعد افتتاح مؤتمر الحزب الجمهوري، بعد فشل معارضين ترامب في فرض تصويت على تعديل قوانين المؤتمر وانسحاب وفد كولورادو من القاعة.
وحملت معظم الخطابات نبرة متشددة ضد المهاجرين، وضد اللاجئين السوريين وسط صيحات «يو أس آي»، وتنديد بسياسات أوباما، لرفضه تسمية تطرف داعش بـ «الجهادي الإسلامي»