قالت صحيفة ناتشينال إنتيريست الأمريكية إن تنظيم الدولة يشكل تهديداً رئيساً لتونس حالياً، مبينة أن لديه استراتيجية كبرى واضحة جداً فيما يتعلق بتونس.
وتشير الصحيفة إلى أن التنظيم يستمد هذه الاستراتيجية من الهدف النهائي له؛ وهو الاستيلاء على تونس في إطار سعيه لإقامة "الخلافة العالمية"، لكنه يدرك أيضاً أن الوقت لم يحن بعد لذلك حتى الآن، خاصة أن تونس لا تزال بلداً مستقراً نسبياً مع الأجهزة الأمنية التي من شأنها صد أي محاولة من هذا القبيل.
لكن من ناحية أخرى، بحسب الصحيفة، فإن تنظيم الدولة سيسعى الآن إلى تمهيد الطريق لهذا الهدف المستقبلي؛ بجعل تونس تبدو غير آمنة للأجانب؛ لأن ذلك يشكل جزءاً هاماً من الاقتصاد التونسي عبر السياحة، والشركات الأجنبية، والاستثمار الأجنبي المباشر.
وتابعت: "يأمل تنظيم الدول الإسلامية في إلحاق الضرر باقتصاد تونس وزعزعة استقرارها، مما يشكل في نهاية المطاف نجاحاً جزئياً له، علماً أن معدلات السياحة الوافدة إلى تونس قد انخفضت بنسبة 20% على الأقل في السنة الأخيرة، كما انخفضت أعداد التجمعات في المنتجعات على شاطئ البحر الموحش، وكانت ضربة كبيرة لواحدة من الصناعات الرئيسة في البلاد".
ولفتت الصحيفة إلى أن السلطات التونسية اتخذت إجراءات بعيدة المدى لمحاولة منع وقوع هجوم آخر، ولنشر الشعور بالأمن، ومنها بناء الجدار على طول الحدود مع ليبيا، التي تنظر إليها تونس باعتبارها التهديد الرئيس لأمنها؛ لكونها معقلاً لا يستهان به للتنظيم، إضافة إلى حالة الفوضى الشاملة التي تعم البلاد.
لكن، وبرغم كل هذه الإجراءات الأمنية والاحترازية، تبيّن أن السلطات التونسية قد فشلت فشلاً ذريعاً، إذ إنها لم تفشل فقط في منع التوغل الكبير الذي أدى إلى هجوم مدينة بن قردان، ولكنها أيضاً لم تتمكن من التخفيف من نشاط التهريب المنتظم بين البلدين.
ورغم إعلان حالة الطوارئ في تونس، واعتقال أكثر من ألف من المتشددين المشتبه بهم، والمداهمات التي قامت بها قوات الأمن التونسية لعدد من المخابئ التابعة للمتشددين، إلا أنه لا يزال هناك وجود قوي للمسلحين هناك، وهم قادرون على شن هجمات مؤثرة، بحسب الصحيفة.