يتمتع الاردن عربياً بسمعة عالية من حيث المستوى الراقي في خدماته الطبية والعلاجية التي يقف وراءها كادر طبي متميز مشهود له بالكفاءة الرفيعة. من هنا راح يستقطب الآلاف من المرضى العرب الذين يؤمونه للاستطباب في مستشفياته حيث يتواجد فيها امهر الجراحين والاطباء الاردنيين في شتى حقول الاختصاص.
السياحة العلاجية باتت استثماراً وطنياً في هذا البلد حيث الأمن والاستقرار متوفران فيه.
ما اود ان اشير اليه هنا ان هذه السياحة العلاجية قد تعرضت في المدة الأخيرة لانتكاسة سببها –وكما اشار الدكتور ابراهيم آدم في مقال نشره قبل مدة في جريدة الرأي الغراء- بعض الاجراءات المتعلقة بضرورة تقديم اي مريض من الاشقاء السودانيين او الليبيين او اليمنيين او التشاديين او غيرهم طلباً الى وزارة الداخلية بغية الحصول على تأشيرة دخول قبل سفره. وتلك خطوة لم تكن موجودة في السابق ما يعني ان المريض العربي سينتظر اسبوعاً او اكثر حتى يحصل على التاشيرة..
الدكتور ابراهيم آدم اخصائي جراحة الاعصاب المعروف اشتكى من ان هذا الاجراء قد حد كثيراً جداً من اعداد المرضى العرب الذين باتوا يقصدون جمهورية مصر او تركيا او ماليزيا او جنوب افريقيا حيث يحصلون على التأشيرة في المطار.
إن السياحة العلاجية تمثل رافداً استثمارياً لا يستهان به فالمريض العربي يصحبه اقارب له ينعشون الحركة الاقتصادية في البلد. لذا فقد تمنى هذا الطبيب على الجهات المسؤولة ان ترفع هذه القيود عن القادمين للعلاج من البلدان السابق ذكرها. فمستشفياتنا باتت تشكو الآن من قلة عدد المرضى العرب الذين اصبحوا يقصدون بلداناً اخرى تسهل حضورهم.
لماذا لا نكون كمصر او تركيا مثلاً حيث التأشيرة يتم الحصول عليها في المطار؟ آلاف المرضى بعد هذا الاجراء الحكومي باتوا يقصدون تركيا ومصر وجنوب افريقيا للعلاج.
لقد اطلعني الدكتور ابراهيم آدم على حالة انسانية لمريضة من تشاد تعاني من فشل كلوي خطير يوشك ان يقضي على حياتها. رجاه اقاربها في اتصال تلفوني به من تشاد ان يساعد في حضورها السريع للأردن للعلاج عند احد الاخصائيين الاردنيين ولدى مراجعته الجهات المسؤولة قيل له على هذه المريضة ان تتقدم بطلب الى وزارة الداخلية للنظر فيه وبعد اسبوع يصلها الرد. وهنا –والكلام لهذا الطبيب الانسان- نصح المريضة ان تذهب الى جمهورية مصر لأن وضعها الحرج لا يسمح بالانتظار.
اختم بالقول إن العودة عن هذه الاجراءات تصب في صالح الاستثمار الوطني، فالحركة في الفنادق ستنتعش بل ان سائقي سيارات الاجرة انفسهم سيستفيدون بدورهم كثيراً.
بلدنا الاردن يتمتع بالامن والاستقرار، فثمة عيون ساهرة لا تنام تحافظ عليه. فلنوسع للسياحة العلاجية بدلاً من التضييق عليها. إنها رافد كبير لاقتصادنا الوطني، ولتكن التأشيرة في المطار كغيرنا من البلدان.
سيظل هذا البلد واحة أمن واستقرار في ظل قيادة حكيمة ترحب بالاستثمار الذي ينعش اقتصادها ويخفف من أزمته.
لماذا تراجعت السياحة العلاجية؟
أخبار البلد -