في الكرك والجنوب عموما؛ ومنذ بدايات خطوط وعينا تتبدى لنا الأسئلة «تنموية»، نقول:
«لويش»؛ وهو مصطلح تبدأ به أي سؤال استقصائي، وأساسه اللغوي عبارة «لأي شيء»، فنقول مثلا : لويش الكرك ما تصير عاصمة الأردن؟ ..لأي شيء لا تصبح الكرك عاصمة للمملكة الأردنية الهاشمية؟ وهذا سؤال سألته لنفسي حين درسنا في المدرسة مادة الجغرافيا، السؤال صبياني جنوبي .. وثمة سؤال غير صبياني، يتم طرحه كركيا جنوبيا شعبيا حكوميا نيابيا نقابيا صحفيا ونضاليا ومصلحجيا أيضا :
لويش مشروع توسعة مستشفى الكرك الحكومي لم يكتمل لهسّا؟ «لويش» يا ناس!
حسب العطاء؛ فإن مدة المشروع 900 يوم، يتم بعدها تسليمه كاملا، لكن المشروع الذي انطلق منذ 8 سنوات لم يكتمل بعد، ورغم هذا فقد تم الانتقال إلى المباني الجديدة، ويوجد ملاحظات كثيرة على الجهات المسؤولة عن المستشفى والمشروع وعن المنطق أيضا:
الملاحظة الأولى المهمة جنوبية كركية: لويش الحكومات ما بتهتم في المشاريع في الجنوب كما تهتم فيها بعمان وفي كل المناطق؟ يعني لويش «بتطلع» أرواحنا وينشف «ريقنا» ونحن نتحدث ونطالب؟!
ستة رؤساء حكومات تغيروا وتبدلوا خلال السنوات الثمان، و5 وزراء صحة أيضا، ولا أعلم كم وزيرا للأشغال تغير وتبدل خلال السنوات الثمان التي مرت على انطلاق المشروع، ويبدو أن لا نية لدى الوزارة أو الوزارتين أو الحكومة عموما، لإنهاء هذا المشروع وتسليمه للناس الذين تزايدوا، وأصبحوا بحاجة لتوسعة المستشفى «ثالثة» فوق التوسعتين على مستشفاهم، حيث كان من المقرر رصد 4 ملايين دينار على موازنة هذا العام لاكمال ما تبقى من المشروع، لكن الحكومة لم تفعل، وهاهو نصف العام يمضي، والمستشفى الوحيد الذي يخدم مئات الآلاف من الناس هناك يضيق ويكمل مسيرته «إجرائيا» باتجاه العصر الحجري:
أما بقية الملاحظات: تم الرحيل قبل الجاهزية، وجهاز الرنين المغناطيسي لم يتم نقله، والمطبخ في مكاتب الادارة، ولا معلومة عن مصير الأقسام القديمة، والتكييف مرصود لكنه مفقود..الخ الملاحظات.
هل تريدون أن تفهموا كيف يتم التعامل مع هذه المشاريع؟ هذا موضوع يصعب توضيحه، لكنني سوف أعطيكم مثالا، لتقريب «الجنوب» البعيد: مرت ستة شهور والمراسلات غزيرة كثيرة بين وزارة الصحة ووزارة الأشغال، للإجابة على سؤال: «الكهرباء يا ناس ع مين ع الصحة ولا ع الأشغال؟! .. وكله يتمنطق ويتقونن ويدافع ويرافع والدهر يمشي.. لكن الشهور الستة انتهت الله وكيلكو .
قبل أن أنهي هذه المقالة سأحاول للمرة العشرطعش الاتصال بمدير المستشفى هاتفيا لسؤاله عن وضع المستشفى، علما بأنني أتوقع الإجابة «الأمور عال العال»، ومنذ أمس وأنا أحاول لكنني سأحاول للمرة الأخيرة بعد أن أرسلت له رسالة مطلعها : صباح الخير يا قرابة..أنا صحفي خيوه ..الخ.
الحمدلله: ها هو المدير يرد على الهاتف، ويعتذر بأنه كان مشغولا جدا في اليومين السابقين، وبأنه يحترم الصحافة والاعلام فلا شيء شخصيا بالموضوع، وقال الدكتور المهذب علي الحمايدة مدير مستشفى الكرك الحكومي «تراه نسيبنا اصحكوا تسولوفوا»:
المستشفى توسع كثيرا وأصبح فيه 250 سريرا، وهناك اقسام حديثة بمواصفات عالمية منها التوليد مثلا،وكذلك نقول عن قسم الطوارىء، وقسم الخداج، فالجهة المشرفة هي USAID، ولدينا ايضا 6 غرف عمليات مجهزة جيدا، ولدينا 18 سريرا الآن في icu ccu..
اما الاقسام القديمة فهي تحتاج إلى اعادة تأهيلها لتصبح سعة المستشفى 300 سرير، وهذا من متطلبات كلية الطب التابعة لجامعة مؤتة..
المشروع لم يكتمل ولم تستلمه الوزارة، على الرغم من مرور عام على استخدام بعض الاقسام، هناك ملاحظات نعم، «ولا اتهم طرفا بالتقصير»..(الديبلوماسية والأخلاق العالية صفة كركية تستحق الاحترام)، وقال أيضا :
التأخير يعود لعدم وجود مخصصات، وهذا أمر دفع بالشركة المقاولة «المتعهد» للتوقف، ولا يوجد موازنة ليقوم المتعهد بإنهاء بعض الأعمال المتعلقة بالتكييف وغيره، ليتمكن من تسليم المشروع بشكل رسمي..
أين المخصصات يا 6 حكومات و5 وزراء صحة وعدد لا بأس به من وزراء الأشغال؟ «لويش» ما تدفعوا للزلمه خليه يكمل شغله؟!
اجعلوا الربة عاصمة للحب والوفاء لن تجعلوها أنتم وإن شئتم، لأنها كذلك فعلا