أخبار البلد - نشرت صحيفة "السفير" مقالا عن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ، إستقت معلوماته من "حزب الله".
أهمية هذا المقال الذي وقعته ملاك عقيل تكمن في أنه يكرس إنتقال "حزب الله" وسورية من موقع التحالف مع هذه الإمارة الخليجية إلى موقع المعاداة.
ويكشف هذا المقال أن علاقات "حزب الله" بأي طرف هي علاقات ظرفية، تشهد إشادات إذا صبت في مصلحته وتحفل بالتخوين، إن هبت الرياح بما لا تشتهييه مصالح "ولاية الفقيه".
في هذا المقال، يتباهى "حزب الله" بأن أمينه العام السيد حسن نصر الله تملّص من استقبال أمير قطر، في أثناء زيارته الأخيرة للبنان.
وفيه أيضا أن "حزب الله" أزال من الجنوب كل علامات الشكر لإمارة قطر على مساهمتها في إعادة الإعمار التي تلت حرب تموز 2006.
ومما جاء في المقال الآتي:
*تدريجياً، سرعان ما انهت براكين المنطقة المتفجّرة شهر العسل القطري اللبناني السوري.
*قسم من الذين رافقوا الأمير في جولته في الضاحية والجنوب باتوا ينظرون اليوم بعين الريبة الى الدور المشبوه لإمارة المليارات والشيكات على بياض ـ الرشوة، قبل انفضاح الدور.
*يروي أحد الظرفاء أنه عندما طلب مؤخراً من أحد المراسلين في الجنوب صورة من وحي «المآثر القطرية» في احدى القرى الأربع، جاء الجواب أن عوامل الطبيعة والعواصف الأخيرة أطاحت بصور الأمير القطري وكل اللوحات المهللة بـ«شكراً قطر». وعندما طلبت صورة لقرميد احدى المدارس، وهو يرمز الى علم قطر، تبين أن عوامل الطبيعة قد اختارت من بين كل مباني بنت جبيل والجنوب هذا المبنى لتنزع تلك القرميدات عنه، ولا يعود هناك من أثر للمكارم القطرية.
*لم يكن مشهد استقبال الرئيس الأميركي باراك اوباما للأمير حمد في منتصف نيسان الجاري مهنئاً إياه على دور قطر في ترويج الديموقراطية في الشرق الاوسط سوى الخيط الأخير الذي قاد منتقدي الدوحة، الى تثبيت التهمة عليها، «بالجرم المشهود»، في حفر اسس المشروع الفتنوي في سوريا والبحرين والمشاركة في إدخال «البولدوزر» الاطلسي الى ليبيا... لترتسم شبهة المؤامرة على الكثير مما يجري في الساحات العربية منذ أربعة شهور حتى الآن.
*من انقلب على والده ليحظى بالإمارة قبل 16عاماً، يستطع بسهولة ان يطعن صديقه (الأسد) في الظهر. في البداية ركبت قطر موجة المقاومة بالتزامن مع مرحلة المناكفة مع السعودية، وها هي اليوم تركب موجة الثورات انسجاماً مع مشروع الرئيس باراك اوباما للتغيير في المنطقة». هو انقلاب مباح في السياسة، لكن أثمانه عرضة للأخذ والرد.... لقد عاد القطري الى قواعده سالماً بعدما قدّم ارواق اعتماده، هذه المرة علناً امام الاميركيين، بحثاً مرة اخرى عن منصب قيادي في العالم العربي أو ربما توهم بعضهم بأن قطر تملك قابلية أن تصبح دولة كبرى.
* تفيض قلوب بعض الناقمين على السياسة القطرية الحربائية لتطال أداء الامير نفسه الذي داوم، كما يقولون، «في استوديوهات «الجزيرة» ليشرف على رسم المخطط المطلوب في ليبيا والبحرين وسوريا. كما ان صاحب «الخلفية الوهابية» هو نفسه من دفع أثمان استضافة كأس العالم أضعافاً». هؤلاء يتكئون على وثيقة نشرتها صحيفة «يديعوت احرونوت» تبرز مجموعة الشروط التي وقعت عليها قطر لاستضافة «المونديال»، منها إقناع سوريا بالتخلي عن دعم «المنظمات الإرهابية»، ومتابعة الدعم لجنوب لبنان مما يقرّب امير قطر من «حزب الله» والسعي لكشف موقع السيد حسن نصر الله من خلال هدايا تقدّم له تساعد على تحديد مكان وجوده عبر الأقمار الصناعية، والضغط على تركيا من اجل مقاطعة سوريا، وإثارة الملف الكردي، وتفعيل دور قناة «الجزيرة» من خلال تغطيتها لملفات حساسة في كافة الدول العربية وفق مخططات تصل من مؤسسات إعلامية أميركية متخصصة بذلك، وإثارة ملفات الفساد في العالم العربي الخ...
*في قاموس من صفّق بالامس لديناميكية قطر الزائدة في التحرّر من أثقال وجود أكبر قاعدة عسكرية اميركية للقيادة والسيطرة على اراضيها، فإن هذا الدور لم تكن غايته، برأي هؤلاء، سوى إنتاج مصداقية لقطر وشاشتها الفضائية، لكي تقوم لاحقاً بوظيفتها السياسية الاستراتيجية الكبرى في ادارة الفتن في المنطقة بهذا الشكل المفضوح في الأداء وتضخيم الأحداث. يتحدث هؤلاء عن بطيختين حملتهما قطر في اللحظة السياسية نفسها: بطيخة الصداقات السياسية المثيرة للشكوك وبطيخة دعم المقاومة. وفي منطق المصالح، لا يمكن لقطر الا ان تكون مكلّفة بهذا الدور تمهيداً لمهمة اكبر وضعها العقل الاسرائيلي في الادارة الاميركية.
*حسناً فعل السيد حسن نصرالله ما لم يجد البعض له تفسيراً، عندما تفادى أن يجتمع في «كادر» واحد بالأمير القطري. قال «السيد» للمعنيين بالبروتوكول القطري عبر «القناة الحزبية» المعنية «من غير اللائق أن يخضع أمير دولة مثل أمير قطر الذي وقف الى جانب قضيتنا في أصعب الظروف، الى الإجراءات الأمنية التي يخضع لها أي ضيف يلتقي به». هي الصدفة وربما الحنكة والحكمة التي جعلت الحزب ينأى عن ذلك اللقاء الذي يقول بعض المعنيين بالتحليل اليوم، إنه ربما كان يراد للصورة وظيفة وربما للقاء نفسه وظيفة أمنية... وفي كل الأحوال لم يكن في البد إلا ما كان ولو عاد الزمن كان «حزب الله» سيتصرف كما تصرف.. وكان «السيد» سيتصرف باللياقة نفسها