أخبار البلد - قام امس المستشار خالد سليم رئيس هيئة الفحص بجهاز الكسب غير المشروع بالتحقيق مع جمال وعلاء مبارك نجلي الرئيس السابق حسني مبارك، بشأن البلاغات المقدمة ضدهما حول تضخم ثرواتهما بشكل غير شرعي واستغلال نفوذ والدهما الرئيس المخلوع في جمع مبالغ وثروات هائلة وتحقيق مصالح شخصية كبيرة.
وكان المستشار خالد سليم انتقل الى مقر احتجاز جمال وعلاء بسجن طرة في تمام الساعة الثالثة ليبدأ أولى جلسات التحقيق معهما ومواجهتهما بتحريات الأجهزة الرقابية حول ثروتهما.. وكشفت مصادر داخل سجن طرة بأن كلا الشقيقين فقدا الكثير من وزنهما وبدوا شاردين في الوقت الذي كان فيه المحقق يمطرهما بوابل من الأدلة التي تفيد بحجم ثرواتهما وانهما دأبا على أن يستفيدا من منصب رئيس الجمهورية الذي تبوأه مبارك ليمثل لهما بوابة العبور نحو عالم المليارديرات.. وكما شهد سجن طرة تحقيقا موسعا ضم نجلي مبارك كما المستشارين آسر حرب وأحمد سعد، عضوي اللجنة القضائية المشكلة بناءً على قرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة لاسترداد أموال مصر من الخارج، لمناقشة كل من جمال وعلاء حول عناصر ثروتيهما وحساباتهما الموجودة في الخارج.
وأكد المستشار عاصم الجوهري، رئيس جهاز الكسب غير المشروع ورئيس لجنة استرداد أموال مصر من الخارج، أن انتقال أعضاء جهاز الكسب إلى سجن طرة للتحقيق مع علاء وجمال لا يعد تمييزاً للمتهمين وانما كان خطوة لا بد منها حيث كشفت للتقارير الأمنية صعوبة السيطرة على الموقف الأمني إذا تم استدعاؤهما إلى مقر الجهاز الموجود بشرق القاهرة ولذلك اتخذ قرار ذهاب المحققين للسجن امتثالاً لخطوة الموقف الأمنية وحرصا على سير التحقيقات.
وفي سياق متصل تقدم أمس والد خديجة الجمال زوجة جمال مبارك بوثائق لجهاز الكسب غير المشروع تفيد بان الممتلكات التي تمتلكها خديجة باسمها لا علاقة لها بأموال وثروات عائلة مبارك.
على صعيد آخركشفت برقية دبلوماسية أمريكية أن وزير الدفاع الرئيس الحالي للمجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية المشير محمد حسين طنطاوي كان مستاء وغاضبا للغاية من جمال ابن الرئيس السابق حسني مبارك واحتمال خلافته لوالده، وأنه لا يستبعد القيام بانقلاب لتصحيح الأوضاع في حالة غياب مبارك.
وتبين البرقية أن برلمانيا بارزا قال للأمريكيين إن جمال الذي يحتمل أن يخلف والده يرى في كل من وزير الدفاع، ومدير المخابرات عمر سليمان، تهديدا لبلوغه هدفه في الرئاسة، كما أكد أن طنطاوي قال له بصورة شخصية إنه في حالة استياء متزايد من جمال.
ويعود تاريخ البرقية إلى نيسان/ابريل2007 وسربها ويكيليكس مؤخرا، وتورد تفاصيل اجتماع بين نائب مصري (حذف الموقع اسمه لأسباب أمنية وقانونية) ومسؤولين بالسفارة الأمريكية بالقاهرة.
وحذر المتحدث المصري الأمريكيين من ازدياد ثقة جمال ومجموعته بأن الأمور ستسير وفق هواهم ومخططاتهم بعد تعديلات دستورية أقرت في آذار/مارس 2007 ويعتقد أنها أتت لتمهد الأرض وتهيئة الرأي العام لخلافة جمال، وأنه سيعمل على إزالة العوائق التي تعترض طريق رئاسته (طنطاوي وسليمان).
وتقول البرقية إن المتحدث البرلماني أشار إلى أن طنطاوي قال له إنه لم يعد يستطيع احتمال فساد جمال و'حاشيته' وأنه 'لا يستطيع تحمل ما حدث في البلاد وما يمكن أن يحدث بها'. كما عبّر عن عدم تبرمه وضيقه الشديد للتعديلات الدستورية ورأى أن تنفيذ انقلاب في مرحلة ما بعد مبارك هو الحل الأفضل من أجل انقاذ مستقبل البلاد وعدم دخول مصر في فوضى عارمة ويقول المتحدث عن طنطاوي وفقاً للوثيقة 'نحن في وضع مريع وبين خيارات أحلاها مر'.
ويختتم كاتب البرقية السفير الأمريكي بمصر آنذاك فرانسيس ريكاردون برقيته إلى الخارجية الأمريكية بواشنطن بالتعليق التالي ويرى (البرلماني المصري الذي تم حذف اسمه) مصدرا جيدا للمعلومات بوصفه نائبا برلمانيا له وضعه كما يشير ويكيليكس فإننا نشدد بأنها المرة الأولى التي يثير فيها أحد مصادر معلومات السفارة مسألة انقلاب مرحلة ما بعد مبارك. وفي الوقت الذي تعتبر فيه مسألة الخلافة الرئاسية من المواضيع الساخنة والمفضلة لصالونات القاهرة السياسية، فإن مسألة الانقلاب موضوع حساس لا يتم عادة تناوله بانتظام في الأوساط المصرية'.