قال شاهد عيان لرويترز إن طابورا من 30 دبابة تابعة للحرس الجمهوري وما يصل إلى 70 شاحنة محملة بالجنود شوهد على الطريق الدائري السريع المحيط بدمشق الساعة 1000 بتوقيت غرينتش امس الأربعاء.
واضاف الشاهد وهو عضو سابق في الجيش السوري طلب عدم كشف المزيد عن هويته 'كل شاحنة تحمل من 20 إلى 30 جنديا. القافلة كانت متجهة إما إلى الشمال باتجاه حمص أو إلى الجنوب باتجاه درعا'.
وقال سكان إن دبابات وناقلات جند مدرعة تنتشر عند المشارف الشمالية لمدينة الرستن على بعد 20 كيلومترا شمالي حمص و15 كيلومترا من مدخلها الجنوبي منذ صباح امس.
ونفذ حوالي 150 طالبا الاربعاء اعتصاما تضامنيا مع مدينة درعا في الجنوب السوري التي يحاصرها الجيش منذ 25 نيسان (ابريل)، بحسب ناشط حقوقي.
وصرح الناشط لوكالة فرانس برس 'نفذ 100 الى 150 طالبا اعتصاما للاعراب عن تضامنهم مع درعا هاتفين (بالروح بالدم نفديك يا درعا) و(ارفعو الحصار عن درعا)'.
ولم يستمر الاعتصام وقتا طويلا حيث فرقته قوى الامن بالقوة، بحسبه.
الى ذلك قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان مئات السوريين أحيلوا للقضاء بتهمة 'النيل من هيبة الدولة وإثارة الشغب' وذلك في إطار حملة الرئيس بشار الاسد لسحق الاحتجاجات المناهضة لحكمه المستمر منذ 11 عاما.
وتم توجيه هذه التهمة التي تبلغ عقوبتها السجن ثلاث سنوات الثلاثاء إلى مئات ممن اعتقلوا قبيل صلاة يوم الجمعة الماضي. وتشهد أيام الجمعة عادة اكبر مظاهرات للمطالبة بالاطاحة بالأسد.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن الاعتقالات الجماعية مستمرة في أنحاء سورية واصفا ذلك بأنه خرق آخر لحقوق الانسان والمعاهدات الدولية.
واشتدت الحملة بعد ان قصفت وحدة للجيش تدعمها الدبابات ويقودها ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري الحي القديم في درعا بنيران المدفعية والمدافع الرشاشة الاسبوع الماضي. ودرعا هي مهد الانتفاضة التي تفجرت منذ ستة اسابيع.
ونقلت صحيفة 'الوطن' السورية عن الأسد قوله إن الجيش سينهي مهمته في درعا 'قريبا جدا'.
ونقلت الصحيفة الأربعاء عنه قوله أمام وفد يضم مسؤولين من دير الزور والبوكمال بالقرب من الحدود العراقية 'إن كل بلد في العالم من الممكن أن يتعرض للأحداث التي تعرضت لها درعا'.
ونقلت صحيفة 'الوطن' السورية الخاصة الاربعاء ان الاجتماع دام أربع ساعات ودون حضور أي من المسؤولين، حيث بحث الأسد وأعضاء الوفد البالغ عددهم نحو خمسة وثلاثين شخصا، قضايا حياتية تهم المنطقة الشرقية بشكل عام.
ونقل الفتيح عن الأسد قوله 'أنا عندي الراشي والمرتشي سواء ويجب محاسبتهما'.
وفي إطار التحرك الشعبي الذي بدأ يتبلور بهدف إعادة الحياة إلى طبيعتها في محافظة درعا، اقترح الحضور خلال اللقاء وأسوة بوفد ريف دير الزور وحلب، تشكيل وفد شعبي يمثل مختلف مناطق القطر لزيارة المحافظة والتعزية بشهدائها وإجراء المصالحة.
وقال الفتيح إن الأسد أبدى دعمه للمقترح لكنه دعا لتأجيله لحين عودة الأمن والاستقرار إلى درعا بشكل كامل.
وتتهم السلطات جماعات مسلحة ومتسللين بإذكاء الاضطرابات وإطلاق النار على أفراد من المدنيين وقوات الأمن. وقال مسؤول عسكري لوكالة الأنباء السورية (سانا) إن قوات الأمن اعتقلت أعضاء في جماعة إرهابية مسلحة في درعا وعثرت على أسلحة وذخيرة مخبأة تحت الأرض وفي حدائق.
وقال وسيم طريف رئيس منظمة (إنسان) لحقوق الانسان إن افرادا من اسر المعتقلين اكدوا اعتقال 2843 شخصا وان الرقم قد يصل إلى ثمانية آلاف. واعتقل اكثر من 800 منهم في درعا.
وقال طريف ان بين المعتقلين نشطاء وشخصيات بارزة واشخاصا شوهدوا يلتقطون صورا فوتوغرافية او بكاميرات فيديو باجهزة الهاتف المحمول او اشخاصا اشتبه في انهم يقومون بتحميل لقطات فيديو على الانترنت. وأضاف أن قوات الامن تعتقل الناس في درعا ودوما بشكل عشوائي.
وبدأت المظاهرات بالمطالبة بمزيد من الحريات السياسية وانهاء الفساد ولكن بعد الحملة الامنية العنيفة يريد المحتجون الآن رحيل الاسد.
وينتمي الأسد للأقلية العلوية وتحكم اسرته سورية ذات الأغلبية السنية منذ 41 عاما.
وتقول منظمات حقوقية إن قوات الأمن قتلت 560 مدنيا على الأقل منذ تفجر الاضطرابات في درعا في 18 من آذار (مارس).
وقال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية الثلاثاء إن استخدام الدبابات والاعتقالات التعسفية وقطع الكهرباء في درعا 'اجراءات همجية تصل لحد كونها عقابا جماعيا لمدنيين ابرياء'.
وأضاف المتحدث ان الولايات المتحدة اطلعت ايضا على تقارير عن تنفيذ سورية 'حملة واسعة النطاق من الاعتقالات التعسفية التي تستهدف الشبان في درعا' وعن ان الحكومة قطعت الكهرباء والاتصالات والخدمات العامة الاخرى.
واضاف 'إنها بصراحة شديدة اجراءات همجية ترقى الى كونها عقابا جماعيا لمدنيين ابرياء'. ووصف تونر الوضع الانساني في درعا بأنه 'خطير للغاية'.
وأفادت منظمة العفو الدولية ان محتجين ابلغوها انهم تعرضوا للضرب بالعصي والأسلاك وخضعوا لظروف قاسية منها الحرمان من الطعام.
وقال فيليب لوثر المسؤول بالمنظمة 'استخدام القوة الفتاكة دون مبرر والاعتقال التعسفي والتعذيب تبدو اجراءات يائسة من جانب حكومة لا تتسامح مع المعارضة وينبغي ان تتوقف على الفور.'
وقال سكان في ضواحي دمشق حيث اعتقل كثيرون ان حواجز الطرق والاعتقالات تزايدت هذا الاسبوع في مناطق حول العاصمة. وقالت احدى المواطنات من المنطقة انها شاهدت قوات امن ترتدي ملابس مدنية تقيم حواجز من اجولة الرمال وتضع مدفعا آليا على طريق بالقرب من بلدة كفر بطنا الثلاثاء.
وذكر مسؤول حكومي من دولة عربية مجاورة ان الحملة الامنية تهدف فيما يبدو إلى منع الاحتجاجات بعد صلاة الجمعة وهو الوقت الوحيد الذي يسمح فيه للسوريين بالتجمع مع ان قوات الامن منعت الالاف من الوصول الى المساجد يوم الجمعة الماضية.
واعتقل ستة اشخاص على الاقل أمس الاول بعد ان سيطرت قوات الامن على مدينة بانياس الساحلية وهي مركز حضري اخر يتحدى المتظاهرون فيه الأسد.
وقال أنس الشغري احد قادة الاحتجاج لرويترز إن الجيش أغلق المدخل الشمالي بينما أغلقت قوات الأمن الجنوب.
لكن ناشطا حقوقيا قال ان نحو الف محتج قاموا بمسيرة في الحي السني في بانياس والذي يقع إلى الجنوب مباشرة من السوق الرئيسية وهم يحملون أرغفة الخبز تعبيرا عن التضامن مع شعب درعا. وقدم الناشط صورا للمظاهرة.
وقال احد سكان درعا ويدعى ابو محمد 'ما زالوا يسحبون كل من هو دون الاربعين عاما إلى استاد درعا حيث احتجزوا في العراء مئات من بينهم عدد من النساء الاسبوع الماضي'. وتظاهر نحو الف طالب في جامعة حلب الثلاثاء وقام آلاف بمسيرة في مدينة القامشلي الشرقية التي يغلب الأكراد على سكانها وهم يحملون الشموع ويهتفون بالحرية.
دبابات سورية على طريق حول دمشق وأخرى تنتشر قرب الرستن والحكومة تتهم مئات المواطنين 'بالنيل من هيبة الدولة' وتعتقل 8 الاف
أخبار البلد -