نهاية الأسبوع الماضي، كما هي كل الأيام بالنسبة لانتقاد النواب وعدم التضامن معهم، الى الحد الذي يجعلك تفكر: كيف يتعاملون مع النواب بهذه الطريقة؟ ومن هم الذين انتخبوهم أصلا؟!. النائب مازن الضلاعين؛ فجع بفاجعتين وربما أكثر ولم يجد ذلك التضامن المطلوب والمتوقع من الناس، وذلك مع تناقل وسائل إعلام نبأ قيام ولده بترك دراسة الطب في أوكرانيا، والالتحاق بمنظمة «داعش» الارهابية، وذلك على الرغم من تصريحات النائب نفسه عن سيرة ولده في الفترة الأخيرة قبل النبأ «المأساة»، حيث يقول النائب بأنه زار نجله في أوكرانيا، ووجده قد تغير بعد زواجه من إحدى الأوكرانيات، التي لديها ميول متطرفة حسب الوصف، ويقول النائب بأن ولده كان مطيعا له، حيث طلب منه يوما أن يحلق لحيته ففعل، لكنه حاول التثبت من نبأ قيام ولده بعملية «انتحارية» ولم يستطع، ولا خبر لديه سوى الذي تتناقله وسائل الاعلام، والمقارنات الموجعة التي يمارسها الناس بين نبأ وفاة ابنه ونبأ استشهاد الطيار البطل معاذ الكساسبة، وهي مقارنات موجعة بلا شك، وفي نهاية المطاف وعلى الرغم من أنه النائب الثاني في هذا المجلس الذي يتعرض لمثل هذه المأساة، ولا بد أنه يشعر بالجفوة الشعبية بعد هذا النبأ، لكنه بلا شك سيكون سعيدا بموقف الشعب الأردني من الارهاب وسوف يهتم أكثر بموضوع التغرير بشبابنا واقتيادهم الى العتمة.. وعلى صعيد آخر؛ يتعرض النائب زيد الشوابكة لهجمة إعلامية، ما زالت تستعر بلا مبرر، وعلى الرغم من أن بعض المواقع الاخبارية نشرت فيديو عن «الهوشة»، التي جرت على جولتين في أحد المطاعم في العقبة، في الأولى قام عامل من جنسية عربية بشتم وتحقير أحد الزبائن، والذي تبين فيما بعد بأنه قريب النائب الشوابكة، وهو النائب الذي بادر من فوره بالذهاب الى المطعم، والتحدث مع المسؤولين فيه ومع العامل المعتدي، حيث يوضح الفيديو بأن النائب الشوابكة قد قام بدوره المعروف عنه كنائب، حتى وإن حدثت المشكلة بين أي مواطن وآخر، يظهر الشوابكة بالفيديو يتحدث مع العامل وربما يوبخه على إساءة معاملة الزبون، فامتدت أيدي بعضهم الى العامل، وقام النائب بمحاولة منعهم من الاعتداء على العامل كما يظهر في الفيديو، نقول على الرغم من أن الصورة بين أيدينا وتوضح الموقف، إلا أن الناس يهاجمون النائب بطريقة غير مبررة، وأستطيع الجزم بأن لو كان أحد هؤلاء مكان النائب أو أشقائه أو أقاربه، لفعل أكثر مما فعلوه مع عامل يسيء التعامل مع المواطنين، وهي قصة ليست جديدة، وبإمكان أي مواطن ملاحظتها في كل المرافق التي يوجد فيها عمال غير أردنيين ... وخلونا ساكتين أحسن! موقف الضلاعين من نبأ وفاة ابنه موقف طبيعي، وفيه رجولة والتزام بدوره كنائب له مواقفه المعروفة عن التطرف، ولا يجوز أن نطارد مشاعره الحقيقية تجاه الارهاب في مثل هذا الظرف الخاص، لكنني متأكد بأن الرجل صاحب موقف ورأي ولن يلبث طويلا ويتحدث للجميع عن انطباعاته وعن رأيه مما يجري..فلا تستعجلوه واعذروه فمصابه كبير أعانه الله. أما النائب زيد الشوابكة، فهو بالتأكيد ليس من طلاب النجومية الاعلامية، وهو نائب «محام» اصلا، ولا مجال للتشكيك بموقفه اللائق كنائب وكمحام، وهو لم يعتد على العامل بل قام بمحاولة الدفاع عنه.. فتوقفوا عن جلد النواب واستغلال ظروفهم الخاصة للإساءة اليهم وإلى مجلس النواب جميعه.. أقول هذا ولا أعني بأن مجلس النواب مثالي، لكن في المثالين السابقين يظهر أن موقفهما سليم لا يتطلب انتقادا ولا هجوما عليهما ولا توجيه الإساءات ضد أشخاصهما ودورهما الدستوري. -