إضاءة على رواية "عقد زوال"

إضاءة على رواية عقد زوال
أخبار البلد -   اخبار البلد
 

بقلم : صابرين فرعون

يسلط بشار النّهار الضوء على نواة المجتمع الرئيسية "الأسرة" ، مناقشاً محاور أساسيةً يرتكز عليها تحديد نجاح أو فشل الزوجين والأولاد في تماسك أو انهيار المنظومة التربوية للبنة الأساسية في بناء المجتمع ، مؤكداً أن موضوع العقوق مرضٌ قاتلٌ ينشأ من عدم قدرة الفرد على التحكم بزمام الماديات التي تفقده إنسانيته وتحوله لآلةٍ عاطلةٍ عن الإحساس أو التفكر وخاضعةٍ لزر التشغيل المبرمج على تحقيق النزوات ..

ظاهرة عقوق الآباء للأبناء وتشمل الزوجة أيضاً ، تبدأ بالعقاب التعسفي وحرمان الأبناء من حقوقهم وتنتهي بتفكك الأسرة ولفظ كل مفاهيم التحضر والإنسانية وإنتاج نشء وجهته الشارع بحثاً عن قواعد التربية واكتساب خبرة التعلم في مدرسة الإجرام وانتهاك شرعية الفطرة الخيِّرة التي جُبل عليها الفرد منذ كان نطفةً في رحم أمه ، وهو المُشرَد الذي وقع عليه فعل الهرب قسراً وقوةً ، فيتوحد مع هذا الفعل ويتمرد على واقعه كرد فعلٍ عكسية على قيد الاستبداد ، كما فعل إمام أحد الشخصيات المتغيرة في الرواية ، والذي تحولت شخصيته من طفلٍ ، ضحية لتعسف الأب "صلاب" ، إلى متمردٍ على براءته وضعفه وقلة حيلته ، سارقاً للحقول ، هارباً من المدرسة وكذلك عاق للأم "عذاب" التي تخضع كما أولادها للحالة القهرية من قبل رب الأسرة ، مما يؤكد أن سطوة القسوة التي حجرت أبوة ذلك الذكر "صلاب" ، ذات الشخصية الثابتة وسجين الماضي ، له ردة فعلٍ مساويةٍ على الطفل ولكنه يفرغ شحنة ألمه وغضبه بأشخاص ضعفاء ، وأن هذا العقوق جاء على خلفية أن الأب ربما تربى في ظرفٍ مماثلٍ من العنف الأسري وهو يعيد مشاهد التعذيب إياها معتقداً أنه يأخذ بثأره ويُحصل حقه بإعادة ترتيب الأدوار ولعب دور الأب ، متناسياً خياراً سلمياً آخر يعود عليه وعلى أسرته براحة البال وهو إيقاف ذكريات الماضي من التحكم بشخصه ، وتعد شخصية صلاب مثالاً على إخضاع الوعي للاوعي وتجريد العقل البشري من سعة الأفق ..

كما سلط النهار الضوء على الماديات التي ينجر خلفها البشر في خضم تفضيل المصلحة الشخصية على المصلحة العامة وبالتالي الانتقال من كون المشكلة في الأسرة إلى المرحلة التي تشمل أفراد من أسر مختلفة تتوافق معايير أخلاقياتهم وقبول الرشاوى وبالتالي تنوع شرائح المجتمع وغناها بأفراد يتبنون صيرورة الأنا الأنانية في عملية الهدم المجتمعي ...

اللافت في الرواية هو اجتهاد الراوي على نحت أسماء شخوصه بحسب معالمها وسماتها ، فمثلاً اسم القرية المنسية يوحي بأنها منسية من الإنسانية فأهلها يتفشى بينهم الجهل والتسيب وكثرة الإنجاب وعدم تحمل المسؤولية اتجاه الأبناء ، وعذاب الزوجة الأنثى التي هربت من جور الأب والأخ وتوهمت عوضها في الزوج الذي زيّف لها الواقع ورسم لها صورةً غيريةً ليست له حتى وقعت في شراكه كزوجة ثانية بعد وفاة زوجته التي عانت من ضربه المبرح لها بسبب وبغير سبب ، وشخصية "أبو جروح" لكثرة الطعنات التي حصدها نتيجة لعبه القمار وكثرة ما سببه من نكبات لأسرته كونه اغتصب ابنته أمام زوجته الأولى معاقبةً لزوجته وإعلاناً لفحولته أمام صديقته التي أحضرها لتشهد سلوكياته الشاذة ، كذلك  كانت الأسماء ذات حدين في بعضها ، فمثلاً صلاب من الصلابة والقوة والتجرد من الإحساس وعطب عاطفة الأبوة لديه ولكن أفعال هذا الرجل اتجاه أسرته تنم عن ضعف في محاولة للخلاص من تراكمات الذاكرة الإجرامية .. 

اتخذ النّهار من التصوير الأدبي والفني بنياناً للغته السردية ويعود ذلك لكونه شاعر كما ناثر،  هنا يطلق العنان للتفاصيل الدقيقة في مساحة أكثر اتساعاً من الحيز الشعري للقصيدة ، مانحاً الجملة النثرية بعداً شاعرياً للرواية مما يجعل منه كراوٍ شخصيةً متواريةً عن الأنظار لا نلمس تحركاته إلا من خلال السرد عنهم ...

يلفت ، أيضاً، القارئ العنصر المكاني الذي رسمه بدقة وحاكاه بصورتين مصغرة ومكبرة ، الصورة الأولى تمثل بيت أسرة صلاب المكون من غرفة ويميزه الشمع و"البريموس" والباب الخشبي والنافذة المغطاة بالنايلون لمنع تسرب البرد ، التي تكررت على طول الرواية موضحة ظروف المعيشة السيئة التي يجنيها أمثال هذا الأب في تهربه من مسؤولياته والاعتماد على الأطفال ليعملوا لتوفير حاجيات المنزل ومصارعة نزعة السيطرة بسوء الخلق والدماثة ، والصورة الأخرى قرية "المنسية" التي جنى عليها أهلها برغم طبيعتها من حقول زراعية شاسعة بأن تكون بلا هوية حضارية ترقى بهم ..

أما العنصر المكاني ، يتم تلمس معالمه من خلال الطقس البارد والمطر والقبور المروية ..

"عقد زوال" رواية تؤكد على أن الأبوة من المهام التي تقع على عاتق الزوج تجاه أبناءه ، فإن فرط وقصر بمهامه وتبنى أن يكون عاقاً لفطرته فهو يبطل قيمة عقد الزواج ويحوله لعقد صوري ، يشرع فيه بممارسة عُقده على زوجته وأبنائه ، قاطعاً أواصر الرحمة والاحترام المتبادل ، جاراً الأسرة للضياع ..

بشار جميل فواز النهار روائي وشاعر أردني ، حاصل على دبلوم تمريض ، صدر له حديثاً رواية "عقد زوال" ، وفي صدد نشر المجموعة الشعرية "تشابهت القصائد حول قامتها" ، والعملان صادران عن دار فضاءات للنشر والتوزيع ، كما أنه يحضر لكتابة روايةٍ ثانيةٍ عن الأخطاء الطبية ...

شريط الأخبار العثور على جثة شخص مفقود بمنطقة اللجون في الكرك كييف تنقل معركة المسيرات إلى البحر المتوسط وتستهدف ناقلة للنفط الروسي أعمال تعبيد في عمان بمساحة 500 ألف متر مربع وبكلفة 3 ملايين دينار إعلان أمريكي مرتقب بشأن "الإخوان المسلمين" الأرصاد: طقس بارد نسبيا وتحذيرات من الضباب والصقيع خلال الأيام المقبلة الأردن يرحب بتعيين برهم صالح مفوضا ساميا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تأخير بدء امتحانات الطلبة في لواء البترا السبت الشرق الأوسط للتأمين راعٍ ذهبي للمعرض والمؤتمر الأردني الدولي للشحن والتخليص والخدمات اللوجستية وتشارك بخبرتها الريادية في التأمين البحري الملك للنشامى.. " حظ الأردن بكم كبير يا نشامى، وكلنا فخورون بكم وبما حققتم" لجنة التأمين البحري في الاتحاد الأردني لشركات التامين تشارك في مؤتمر ومعرض JIFEX 2025 في العقبة ولي العهد يبارك للمغرب بطولة كأس العرب ويشكر قطر على حسن التنظيم النشامى يصلون إلى أرض الوطن بعد تحقيقهم الوصافة في بطولة كأس العرب مذكرة احتجاج بشأن الأداء التحكيمي في مباراة الأردن والمغرب من هو رئيس محكمة استئناف عمان الجديد الأردن يرحب بقرار إلغاء العقوبات المفروضة على سوريا بموجب قانون قيصر وفيات الجمعة 19 - 12 - 2025 الاتحاد الأردني لكرة القدم يعلن موعد عودة النشامى إلى عمان الذهب يسجّل أعلى مستوى له في التاريخ الأمن العام: خذوا تحذيراتنا على محمل الجد... الشموسة أداة قتل أجواء باردة في أغلب المناطق.. وتحذيرات من تدني مدى الرؤية الأفقية