عمان ـ فنانة ملتزمة بالفن الراقي والمثقف، الذي يفرض حضوره في كل المناسبات والمسرحيات والأعمال الفنية، تملك صوتا ذا عذوبة دافئة يدخل القلب دونما استئذان. مكادي نحاس فنانة أردنية أخذت على عاتقها الدفاع عن الفن المحترم وتقديمه. حول أعمالها الجديدة والفن الملتزم، كان لنا هذا الحوار والبداية مع تجربتها الجديدة في العمل الإذاعي «تيجي نسافر».
■ تيجي نسافر هو برنامج إذاعي يتحدث عن قصص الأغنيات ومناسباتها، كما يتناول مواقف وأخبار الفنانين العظماء، أمثال شادية وعبد الحليم وأم كلثوم وفيروز وغيرهم من عمالقة الجيل.
□ البرنامج كان يذاع على إذاعة الجامعة الأردنية، ولكنه توقف الآن لانشغالاتي الكثيرة. بشكل خاص أحببت الإذاعة أكثر من التلفزيون، وكانت لديّ تجربة سابقة في تقديم وإعداد برنامج بعنوان «موسيقى مع مكادي» وحصل جائزة أفضل برنامج موسيقي عام 2010 وكان يتناول الحديث عن أعمال الفنانين الملتزمين والمستقلين في العالم العربي، وعمل لقاءات معهم عبر الهاتف أو عبر استضافتهم في الاستوديو.
■ بعد النجاح الكبير لمشاركتك في مهرجان جرش في العام الماضي، تغيبين عن الحضور هذا العام. هل هناك أي أسباب؟
□ ليس هناك سبب غير أن إدارة المهرجان لم تتصل بنا ولا ندري فعليا على أي أساس يتم التنسيق مع الفنانين وما هي آلية مشاركاتهم.
■ كيف وجدتِ إقبال الجمهور الأردني والعربي على الفن الملتزم في الحفل الذي قدمته على مسرح جرش 2014؟
□ إقبال الجمهور رائع جداً، خصوصا عندما تقدمين لهم مادة فنية وثقافية يستمتعون بها. وليس فقط على مسرح جرش، بل في كل حفل لي مهما كبر جمهوره أو كان محدودا، فإن الجمهور العربي ذواق ويعرف الغث من السمين، إلا أنه محروم من الاستماع إلى النوع الجيد من الموسيقى والغناء، لعدم اهتمام الإعلام العربي بهذا النوع من الموسيقى والفن الملتزم. الجمهور العربي متعطش لهذا النوع، خصوصا في هذه المرحلة الصعبة التي نعيش فيها في العالم العربي!
■ «يا عمة»، «صغيرة كنت وانت صغيرون» من التراث العراقي. «من وين ابدأ يا قلبي» من التراث السوري، ما هو سر تعلقك بتراث بلاد الشام؟
□ تراث بلاد الشام هو تراثي الذي تربيت عليه وترعرعت وأنا أسمعه منذ الطفولة، وأنا بنت بلاد الشام هذه البلد العظيمة الموغلة في الأصالة والتاريخ، التي تحمل تراثا عظيما علينا جميعا الحفاظ عليه. وهذه أغنيات عزيزة على قلبي أقدمها للجمهور في كل مناسبة.
■ نجد في الكثير من أعمالك الفنية الروح الكلاسيكية «الزمن الجميل» والاهتمام الكبير بإعادة إحياء التراث القديم، فما هو السبب؟
□ السبب هو الشعور بالمسؤولية تجاه هذا الإرث العظيم والخوف عليه من الضياع في ظل السخافة الجارية في العالم الغنائي العربي. المحافظة على التراث تعني المحافظة على هويتنا العربية الأصيلة بكل ما فيها من جمال ومعاني وقصص وتاريخ عظيم.
■ كيف تصفين تجربتك الثانية في الكتابة والتلحين في ألبومك الاخير «نور»؟
□ تجربة أعتز بها طبعا، وخصوصا عندما أرى أن الناس تردد هذه الأغنيات التي ألفتها ولحنتها، فهذا يعني لي الكثير. واعتقد أنه عندما يقوم المغني بتأليف وتلحين أغنياته بنفسه فهذا يجعل العمل أصدق، حيث أنه ينتقل للناس بكل صدق وإحساس عال، عكس من أن يكون هناك مؤلف للكلمات وملحن وموزع ومؤد .
■ وهل انت راضية عن المستوى الذي تم تقديمه في هذا الألبوم؟ وما الذي تطمح إليه مكادي في الأعمال المقبلة؟
□ الحمدالله راضية جداً وأطمح إلى أن أغني الأغنيات التي لم أغنها بعد! فهناك الكثير من المواضيع والألحان التي لازلت لم أتطرق لها. وإن شاء الله سأفعل في الأعمال المقبلة.
■ «مقام» وهي شركة الإنتاج الجديدة التي أسستها عام 2012، ما هو الدور الذي تقوم به لنشر الوعي الثقافي بين الشباب، كما سبق وأشرت في أحد اللقاءات الصحافية؟
□ مقام هي شركة أسستها أنا وزوجي سعود علان، وهي محاولة منا لدعم الشباب العربي الذي لديه موهبة ويهتم بالموسيقي والثقافة لتقديم فرص له وأيضاً إنتاج اسطوانات وتوزيعها ومساعدة هؤلاء الفنانين الشباب على إيجاد فرص لتقديم أعمالهم وترويجها. وهي شركة تُعنى بنشر الوعي الفني الثقافي من خلال دعم الفنانين المستقلين والملتزمين بتقديم أعمال جيدة وفريدة.
■ ما هو سر نجاح الفنان الملتزم، وهل هنالك من ثمن يدفعه مقابل أن ينأى بنفسه عن الفن الهابط؟
□ سر نجاح الفنان الملتزم هو الإيمان بما يقدم من فن والتصميم على النجاح في ظل غياب الدعم لهم وأيضاً عدم الاستخفاف بالمستمع العربي ومحاولة تقديم أفكار جديدة غير مستهلكة كما الفن الهابط واستهلاكه المواضيع والألحان واللوازم الموسيقية.
■ ما هو مشروعك المقبل؟
□ مشروعي المقبل عمل يجمعني مع أهم الملحنين والشعراء في العالم العربي وأتمنى أن يرى النور قريبا.
■ كيف ترين مستقبل الأغنية الوطنية والرومانسية الملتزمة؟
□ أرى أن مستقبل الأغنيات الملتزمة هو أن تعيش أكثر وأن تدوم لفترات أطول من الأغنيات الاستهلاكية التجارية! فنحن نعمل على بناء تاريخ موسيقى عربي يوثق لمرحلة عشناها.