يقول الكاتب، وهو يصف رحلة إلى بغداد في سيارة دبلوماسية، بعد اختطافه من الكويت:
«أخذنا نطوي الأرض في ذلك الظلام بصمت يشوبه التوتر.. أوشكنا على وصول صفوان».
ثم يصف الارتباك الذي حصل عند نقطة الحدود هذه، وإجراء معاملة العبور، وهو يجلس في السيارة مكبلا، فيقول عند انتهاء الإجراءات:
«بعد مسافة ما قال السائق: أخرجوا الديناميت من جيبه الآن، وفكوا وثاقه. أخذت أتحسس معصمي، واعتدلت في جلستي، وأدركت أنني لم أزل حافيا فانتعلت حذائي، وفجأة، وبما يشبه الوحي الذي يأتيني من فضاء ما بعيد، قلت بهدوء أخاطب السائق: أنت وجماعتك لا تعرفونني، ولعلكم أمرتم بهذا الواجب. أما أنا فأعرف مصيري، وأقول لكم: ستظهر الحقيقة ذات يوم، فإذا ظهر لكم حقا أنني كنت مذنبا فعليكم أن تلقوا بعظمة في زقاق، وإذا ظهر لكم حقا أنني كنت بريئا فعليكم أن تقذفوا بوردة نحو السماء. خيم الصمت على الجميع، وشعرت كأنني أدلهم على التكفير عن فعلتهم الشنيعة».
تقع الطبعة الجديدة في 584 صفحة من القطع الكبير. والغلاف من تصميم سينا عطا عبد الوهاب والخطوط للفنان سلمان أكبر.