أخبار البلد -
في سبيل تحقيق حلمها وتقديم فنونها للآخرين من ابناء المجتمع المحلي، تفني المتطوعة "شيرن مقبل" من الهلال الاحمر الاردني / فرع مأدبا ساعات يومياً بمقر الفرع بهدف تفريغ موهبتها في مجال حرفة صناعة المكعبات الصغيرة "الفسيفساء" للراغبين بإكتساب احدى الفنون الجمالية واخراجها على شكل لوحات ورسومات وتدريبهم عليها.
ومع بدء العام الجامعي الأول، انكشفت لدى العشرينية "شيرن" حينها ميولاً تجاه تعلم فن الفسيفساء او يطلق عليه "الموازييك"، وذلك بعد تحفيز من احدى صديقاتها في الجامعة، الا انها ارتطمت بدايةً بجدار "نظرة المجتمع" الرافضة لتعلم الاناث فنوناً تتعارض مع العادات والتقاليد المجتمعية السائدة، ولم ترضخ "شيرن" حبها لتعلم فن الفسيفساء لمنظومة العادات والتقاليد، بل سعت نحو استخدام كافة وسائل الاقناع لذويها من اجل الاستمرار بتحقيق ذلك الحلم.
وعن انضمامها لفريق المتطوعات في الهلال الاحمر الاردني بمأدبا، اكدت "شيرن" ان عام 2012 كان عاماً مميزاً بالنسبة لديها، حيث شرعت بنهل المعرفة عن المبادىء الاساسية للجمعية واهدافها الرامية الى تقديم الخدمات للمجتمع تطوعياً لأبناء منطقتها، حيث كان شعارها "حب العمل واثبات الوجود"، وانطلقت مسيرتها بعد ذلك مع العمل التطوعي بالاشتراك بنادي الفتيات لاحداث التغيير الذي ينمي المهارات الحياتية للمتطوعين يدفعهم بالانخراط الايجابي في المجتمع.
وتقول "شيرن" و تعابير وجهها تملؤها السعادة والأمل، انها اصبحت متفرغة للعمل التطوعي للفئات المستهدفة بمحض رغبتها بالرغم من وجود فرص عمل في القطاعات الأخرى، مشيرةً الى انها تقدمت بمبادرة تطوعية لتعليم المتطوعين فن الفسيفساء وتحقيق رغباتهم واحلامهم، مؤكدةً في الوقت ذاته انه في المراحل الاولية لصناعة المكعبات الصغيرة بحاجة الى صبر ومثابرة وجهد من قبل المتطوعين الا انه الرغبة في تعلم ذلك الفن كان اكبر من التحديات والصعوبات - بحسب رأيها - .
وتروي ايضاً ان هنالك العديد من اللوحات والرسومات لاقت قبولاً عند شرائح المجتمع ولاسيما اصحاب المحلات المعنية بترويج فنون الفسيفساء التي تشتهر بها مدينة مادبا مثل (شجرة مأدبا وشجرة اريحا واسماء شخصية وغير ذلك)، موضحةً كذلك ان منتجاتها تجاوزت حدودها المحلية الى العربية، حيث اصبح لديها زبائن من دول سوريا، والعراق اضافة الى انه طلب منها لوحات فسيفساء من قبل فتاة اسبانية كانت قد تابعت اعمالها عبر صفحتها على "الفيسبوك".
"شيرن مقبل" نموذج ايجابي وفعال للمتطوع في خدمة المجتمع المحلي سيما بعد تفانيها بعملها بكل اخلاص وامانة وتضحيتها بترك فرص العمل التي توفرت لها عقب تخرجها من الجامعة، محققة بذلك احدى مبادىء الحركة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر وهي "الخدمة التطوعية"