اخبار البلد- خاص- خالد أبو الخير
العديد من المواطنين باعتبارها المربية ومديرة المدرسة المتميزة، الشديدة والسلسة في آن.. وسيذكرها الاردنيون بانها النائب اخت الرجال.
تتصف النائب مريم اللوزي بالدقة والعنفوان والخلق الطيب والكرم الحاتمي.. ولولا أن يقال أنني أمدحها لغاية في نفس " يعقوب".. لواصلة السرد ولا ازيد عما يقوله الناس.
ولدت مريم اللوزي كبيرة، ومسقط راسها الجبيهة، وحين كانت في سن الستة اعوام توفي والدها، فحملت عبء مسؤولية اخوانها الصغار والعائلة مبكراً.
كانت الجبيهة ايامها منطقة ريفية وامها تعمل في الحقل مع المزارعين، فتحملت المسؤولية مبكراً.. وابدعت فيها.
وفي مقتبل الصبا، وتحديدا في الصف السادس الابتدائي، كانت تعلمت العجن والطبخ والغسل وتنظيف المنزل، فضلا عن العمل في الحقل.
وحين كان اخوانها يخلدون الى النوم، وتهب الريح الباردة في تلك الاماكن المفتوحة التي لم تعد الان سوى ذكرى، كانت الصبية تبدأ مراجعة دروسها، ورغم كل ما مر بها وعانته، وقطعها المسافة يوميا من الجبيهة الى مدرستها في صويلح على الاقدام، صيفا وشتاء، وفي الثلج مثلما المطر، كانت الاولى على صفها، كما كانت الاولى في امتحان المترك وحصلت في التوجيهي على المركز الاول على مستوى ضواحي العاصمة .
نقلة مهمة في حياتها حدثت عندما حصلت/ نتيجة لتفوقها، على بعثة لدراسة الادب العربي في الجامعة الاردنية.
وما ان تخرجت حتى عينت معلمة في مدرسة الجبيهة ودرست طلبة التوجيهي اللعة العربية والرياضيات والفن ومواد عدة حتى انها صارت تلحن الموسيقى وتخرج مسرحيات مسرحيات ولوحات فلكلورية.
رغم ترقيها الى مساعدة المديرة، ثم مديرة للمدرسة الا انها اصرت على تطوير نفسها، فدرست الماجستير.
تستذكر مريم اللوزي أن ترتيب مدرستها كان الاخير على مستوى وزارة التربية، فاخذت على عاتقها ان تتعهدها بالعمل الجاد والمثمر حتى تربعت على المركز الاول، وكان المعدل الاقل في التوجيهي بين طلاب مدرستها 76، وفازت بجائزة الملكة رانيا ووسام الملك عبدالله الثاني للتميز في التربية والتعليم اضافة الى اوسمة اخرى.
وعلى الرغم من شدتها التي عرفت بها في العمل التربوي الا انها كانت تقنع الطالبات ان ذلك لصالحهن، وكانت في داخلها تتعامل معهن كانهن بناتها واخواتها. وعندما تركت المدرسة تاثرت الطالبات وبكين.. لكنها سنة الحياة. وكم تسعد حين تتذكر ان احدى طالباتها قدمت من دبي فقد لكي تنتخبها، واخرى قدمت من السعودية.
بعد مسيرة حافلة من العمل التربوي، أثرت مريم اللوزي ان تحيل نفسها على التقاعد اعتبارا من يوم 21/10/2012 ، ثم رشحت نفسها للانتخابات.
وخلال سنوات عملها وبذلها التربوي، تزوجت السيدة مريم اللوزي من ابن عمها، ورزقت ب 5 بنات وولد و..هم جميعا مبدعون في مجالاتهم.
لم تستند مريم اللوزي في ترشحها الى ارثها العشائري فحسب، وانما الى محبة الناس الذين عرفوها المربية الفاضلة والحريصة على بناتهم.
أما هدفها من الترشح كنائب فكان طموحها ان تحدث تغييرا لصالح البلد والمواطن. ولعلها ما تزال تحاول الى ذلك سبيلا.
لمع نجم النائب اللوزي عقب حادثة اطلاق النائب طلال الشريف النار على النائب قصي الدميسي، فقد حالت بشجاعتها وصلابتها دون حصول ما لايحمد عقباه معرضة حياتها للخطر بأن ابعدت فوهة الرشاش الى مكان اخر بعيد.
تروي تفاصيل تلك الدقائق الرهيبة قائلة: خرجت من تحت القبة، لاذهب الي الاستراحة ولفت نظري ارتفاع الصوت والصراخ، فمشيت عشر خطوات ورايت طلال الشريف يمشي مسرعا وبيده "كلاشنكوف" والجميع يتجنبه ويبتعد عنه خوفا، لكني مشيت بجانبه ، وعندما وصل الى الحائط قمت بدفعه الى الحائط ، خرجت الطلقة واتجهت الى الحائط وحضر بعدها بعض الاشخاص لمساعدتي، واخذ الشرطي السلاح منه، فلو لم ينحرف مسار السلاح لقتل مجموعة كبيرة من الموجودين في المكان.
موقفها البطولي لم يقدره مجلس النواب، وفق ما تقول: لم احظ ولا حتى بكلمة شكر. بيد ان موقفها ومواقف اخرى حدثت معها ايام كانت مديرة مدرسة تؤكد شجاعتها ولا تحتاج الى شهادة من احد.
ندمها على دخول المجلس يتبدى احيانا في صوتها، لكنها تقول: بقعة من الضوء خير من ظلام دامس".
" لا تجامل ابداً، صريحة الى ابعد حدود، وتقول ما تعتقد به، وصراحتها تسبب لها احيانا عداوات".
تمقت الواسطة لانها على حساب اخرين، وتنفق راتبها على من هم بحاجته اكثر منها.
رفضت الحصول على جواز سفر دبلوماسي، واختارت ان تجدد جوازها بشكل عادي، عندما كانت تهم بالسفر الى امريكا قد كانت ابنتها على وشك ولادة.
" افضل أن اكون بين الناس، وأنا واحدة منهم، كأي مواطن اردني عادي".
ترك اخيها رحمه الله اثرا مهما في شخصيتها، وكان توفي بسبب خطأ طبي في احد المستشفيات.
تهوى المطالعة في الفكر والفلسفة، وتعتبر الغاء الفلسفة من الجامعات خطأ.. لأنها تعلم الانسان كيف يفكر.
حين تنظر الى واقع التعليم تتحسر، فبرأيها ان التعليم الان في الحضيض، بل ويلفظ انفاسه الاخيرة، ومن اهدافها في المجلس ان تكون عضوة في لجنة التربية والتعليم لتسهم في اصلاحه.
لا تلتفت للمسيء.. حسبها ان الدرب الذي تسير فيه، منار بالمعرفة والكبرياء.
السيدة التي ما تزال طموحاتها كباراً، وامالها، باتت تعرف ان الواقع أضيق مما اعتقدت.. لكنه ترجع ذلك الى تلكؤنا عن النهوض والانجاز.
سنديانة التعليم الباسقة عاشت مرفوعة الرأس، وهامتها لا تنحني لاي ريح.