غيب الموت امس، الدكتور يعقوب الزيادين، أحد أبرز قيادات الماركسية العربية، وأمين عام الحزب الشيوعي الأردني، لعدة مرات، وعضو الرابطة واتحاد الكتاب العرب.
ونعى الحزب الشيوعي الأردني المرحوم زيادين المولود في بلدة السماكية في محافظة الكرك، قبل 95 عاما، والذي تبوأ مواقع حزبية رفيعة، منها امين عام الحزب الشيوعي الأردني، ونائب في برلمان عام 1956 عن مقعد مدينة القدس المسيحي.
وجاء في بيان الحزب، لم يبخل الراحل على شعبه ووطنه وحزبه وأمته العربية والإنسانية بالعطاء والتضحية والصمود، انتصارا للقيم والمبادئ الشيوعية التي آمن بها.
واستذكر المحطات البطولية التي خاضها مع رفاقه الأوائل بدءا بالصمود البطولي في سجن الجفر الصحراوي ثماني سنوات، مرورا بالجسارة والعناد اللذين تحلا بهما في أقبية السجون والتوقيف.
والراحل زيادين من مؤسسي الحزب الشيوعي الأردني في بداية الخمسينيات من القرن الماضي، وتعرض للاعتقال والتوقيف أكثر من مرة في مدينة القدس في فترة النهوض الوطني والتحرري، ولعب دورا بارزا في صفوف الحزب الشيوعي بحركة إسقاط حلف بغداد وتعريب الجيش.
رشحه الحزب الشيوعي لانتخابات عام 1954 مع الرفيق الدكتور عبد الرحيم بدر عن الجبهة الوطنية.
وساهم في الاحتجاجات الشعبية التي اجتاحت البلاد أثر تزوير الانتخابات، أعاد الحزب ترشيحه في انتخابات عام 1956 عن مدينة القدس، والرفيق نجح نائبا عن مدينة القدس.
واعتقل في عام 1958 بتهمة الانتساب للحزب الشيوعي الأردني، وحكم عليه بالسجن 19 عاما، وخرج من المعتقل في عام 1965 اثر العفو العام.
واصل نضاله في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، واعتقل سنة 77 اثر تعديه على مدير المخابرات العامة آنذاك في مكتبه.
وتبوأ عدة مناصب في قيادة الحزب حتى انتخابه أمينا عام للحزب الشيوعي في عام 1988 حتى عام 98.
وشارك في العديد من المؤتمرات العالمية المناهضة للإمبريالية والاستعمار في الحركة الشيوعية العالمية والعربية.
وللفقيد مؤلفات عديدة منها البدايات، ليست النهائيات، شاهد على العصر (مقابلة الجزيرة) وكذلك آخر مؤلفاته لو عادت بي الأيام.
ونعت رابطة الكتاب الأردنيين، زيادين الذي انتقل من الكرك إلى مدرسة السلط الثانوية عام 1939، ثم انتقل إلى دمشق لدراسة الحقوق، لكنه بعد سنتين تحول إلى دراسة الطب في بيروت، ثم عمل جراحا في القدس وأقام حياة اجتماعية وعلاقات تطورت حتى انتخب عام 1956 نائبا عن محافظة القدس.
وصف زيادين نفسه في أكثر من مناسبة بأنه طبيب أولا، وسياسي إلى حد ما، مبينا انه بذل جهده في إطار قناعاته الفكرية التي حافظ عليها عقودا دونما أهداف شخصية.