أخبار البلد- دعا رئيس الوزراء الاسبق الدكتور عدنان بدران إلى ضرورة خلق بيئة ديمقراطية خلاقة للشباب لتنمية الفكر الخلاق المبدع المبتكر لديهم لإعداد جيل يؤمن بالتعددية الفكرية والسياسية والمساواة وتكافؤ الفرص وتفهم التنوع في الحضارات والثقافات الإنسانية.
جاء ذلك خلال ندوة بعنوان " دور الشباب في تحصين المجتمع الأردني" التي أقيمت في جامعة اليرموك، ضمن اللقاء الشبابي لطلبة الجامعات الأردنية "التحديات التي تواجه الشباب الأردني في ظل الظروف الراهنة" بمشاركة الدكتور عبد السلام العبادي، وحضور الدكتور عبدالله الموسى رئيس جامعة اليرموك،
وأوضح بدران التسويات التاريخية التي يجب إعدادها لتحقيق البيئة الديمقراطية وأهمها رفع التناقض بين سياسات الحكومات والشعوب على أساس التوافق في تطبيق الديمقراطية دون أي تهميش أو إقصاء، ورفع التناقض بين المذاهب والطوائف الإسلامية على قاعدة حرية الاجتهاد والفكر والتعبير واحترام الاختلاف مع مراعاة تعظيم الجوامع واختزال الفوارق وعدم تكفير الآخرين، بالإضافة إلى رفع التناقض بين المجتمعات الإسلامية والمجتمعات الأخرى من خلال تفهم الخصوصية الحضارية لكل مجتمع، مؤكداً على عدم وجود ما يسمى صراع الحضارات والثقافات وإنما هي عبارة عن اجتهادات لفلاسفة جدد يريدون تبوأ منعطفات تاريخية، داعيا إلى ضرورة الحد من مشكلتي الفقر والبطالة اذ أنهما تشكلان تربة خصبة للتطرف، لافتا الى دور الشباب في تحديث مجتمعاتهم من خلال بناء الفكر والثقافة ووضع حد لكل من يريد اختطاف وتشويه رسالة الإسلام أمام العالم.
وأشار الى ان تزايد أعداد الخريجين من مختلف مؤسسات التعليم العالي يشكل سلاحاً ذو حدين فإن استطعنا أن نحقق تعليما فعالاً ينسجم مع حاجات المجتمع والسوق المحلي ومواكبة للعولمة فان ذلك يحدث تغيرات اجتماعية واقتصادية جذرية وايجابية، وان لم يتحقق ذلك فان التعليم على مختلف مستوياته يشكل عبئاً يتمثل في إيجاد فرص عمل كافية لاستيعاب أعداد الخريجين المتزايدة، مؤكداً على ان كل ما ننفقه على التعليم هو استثمار طويل الأمد يتحول إلى قوة كامنة تساعد الوطن والمواطن على تحقيق الأهداف المطلوبة.
وشدد على ضرورة إعادة صياغة نظام تعليمي تربوي تنمى من خلاله المهارات والاتجاهات نحو الإبداع الذي يعتبر الطريق نحو نظام تربوي منتج يسهم في بناء الاقتصاد المعرفي، ويحّفز هذا الإبداع من خلال تواجد بيئة ديمقراطية سياسية متناغمة مع رغبات ومتطلبات الجماهير بعيده عن السلطوية والدكتاتورية، حيث ان عبء التنمية والنهضة أي مجتمع يقع على عاتق النظام التعليمي.
كما تحدث الدكتور العبادي عن " موقف الإسلام من الغلو والتطرف والارهاب" حيث أشار من خلال حديثه ان جلالة الملك عبدالله الثاني تابع اطلاق رسالة عمان التي توضح للعالم الحديث حقيقة الإسلام وتوضح مفهوم الإرهاب, موضحا الأمور التي أدت الى تشويه صورة الإسلام في بعض المجتمعات ومن أهمها الجهل بمنظومة الدين الإسلامي وما تتضمنه من تعليمات وقيم ومعارف، بالإضافة إلى استغلال العدو لهذا الجهل مما أدى إلى ظهور مصطلح ( الإسلام فوبيا ) أي الخوف من الإسلام، بالإضافة الى الغزو الفكري الذي شن من قبل بعض الجماعات على الدين الإسلامي، و الاستغلال للممارسات الخاطئة التي ترتكب بجهل او بقصد الإساءة للدين.