خاص بأخبار البلد - خالد أبو الخير
يتصف بالدقة في عمله، ورغم أن كثيراً من عواصف الغبار اثيرت حوله، الا ان الوزير لوزارتين، "العمل والسياحة"نضال القطامين بقي مبحرا في سفينته.. مع النسيم.
يمكن القول أن القطامين يحظى بدعم الرئيس عبد الله النسور، وربما ثقته أيضاً، فانجازاته مقياس، وغيرها يمكن المرور عليه.
ولد في عشق الطفيلة العام 1961، وتعمد بتربتها الحنون ورباها والرياح التي تهب في شتى الانحاء، ومهما مضى الزمان، تبقى للطفيلة مكانتها، فهي مسقط الرأس، وملاعب الصبا وعترة الشسوع والمدى.
والده المرحوم مرضي عبدالله القطامين، من رجالات الأردن الذي بدأ حياته معلما ثم مديرا لتربية الطفيلة وتقلد العديد من المناصب العليا في الدولة. وعرف رحمه الله بعفة لسانه ونظافة يده.
الشاب الوسيم، غض الاهاب، الذي ودع ذويه وعمّان وحل في لندن دارسا الهندسة المدنية ، كان في أعطافه الكثير من العزم والارادة ، فلم تكن تلك الفترة سهلة في حياته، فقد اضطر للعمل في اكثر من وظيفة منها وظيفة "نادل" وغيرها، ورغم ذلك حاز البكالوريوس مع (مرتبة الشرف) عام 1983.
الوزير الذي يتصف بالجرأة والثقة بالنفس ويعتبر العمل ليس عيباً، لا يستحي ان يقول بفخر إنه عمل في أعمال شتى أثناء دراسته شأنه شأن غيره . يقول: الكثيرون ممن يوجدون الان على رؤوس اعمالهم ، عملوا في المطاعم ومحطات الوقود، والعمل عبادة وأكثر من 114 اية في القران الكريم تحث على العمل، لذلك العمل مقدس".
ولا يترك تلك الفرصة لتمر الا ويحث الشباب والفتيات على انتهاز فرص العمل التي توفرها وزارته ضمن حملات التشغيل.
ومن لندن الى السويد التي حصل منها على شهادة الدبلوم العالي في السلامة المرورية عام 1992، كما انهى دراسات في هندسة الطرق .
بعيد عودته الى ارض الوطن عمل أستاذاً في كلية الهندسة والتكنولوجيا في الجامعة الأردنية، وأستاذاً في كلية الهندسة في جامعة مؤتة، وأستاذاً في كلية الهندسة في جامعة البلقاء التطبيقية، ثم مديراً للعلاقات الدولية في جامعة مؤتة، وعميداً للبحث العلمي وعميداً للدراسات العليا في الجامعة الهاشمية، فمستشارا هندسياً لسلطة إقليم البتراء – وزارة السياحة والآثار الأردنية.
وللقطامين تجربة نيابية قصيرة حين جاء عضواً في مجلس النواب السابع عشر ، الى ان اختير وزيراً للعمل في 2012-2013.
موقف محرج أفلت منه بذكاء وظرف ، عندما ألقى كلمة عن "تكنولوجيا المعلومات" أمام مؤتمر عن "المساواة بين الجنسين في العمل" بحضور الأميرة بسمة بنت طلال، عازياً هذا الخطأ إلى "الترهل الإداري" الذي تحدث عنه جلالة الملك ، وشدد على ضرورة تداركه وإصلاحه خدمة لصالح الوطن حاضره ومستقبله، الأمر الذي أثار ضحك وتصفيق الحضور.
غمز الكثيرون من زاوية شقيقه معن الذي عين مديرا للمكتب الخاص لرئيس الوزراء، فاستقال. وقال: "لقد فوجئت بالمسؤوليات الملقاة على عاتق الرئيس والذي يعتبر رجل دولة من طراز رفيع، الا انني رأيت انني لا استطيع الاسهام فيما يطمح اليه فآثرت ان اترك موقعي لمن يستطيع ذلك داعياً الله ان يعينه على الامانة". بيد ان توضيح معن القطامين لم يشفي الغليل.
الغمز طال ايضا غياب الوزير فترة، تبين انه كان خلالها بمعية والده الذي كان قيد العلاج في مستشفى لندني.
دون أي اعتبار للحالة الانسانية.
غمز آخر خطير تبدى في وثائق تتطاير في محاولة لوضع العصي في دواليب القطامين، واخرى ذات علاقة بالهزات التي تعرضت لها وزارة العمل واضرابات الموظفين التي واجهها بوعي وتجاوب.
ولم تكد تهدأ الأمور قليلا حتى تفجرت قضية ابنه عمر مع المواطن سائق الكيا، وقضية تعيينه في الديوان الملكي.
الناظر لكل هذه القضايا المثارة حول القطامين، قد يتوصل الى ان ثمة "محرك" لها، وان الوزير كان مستهدفاً، بيد ان الحق يقال ان " أبا عمر" لم يرد الا في اضيق الحدود، ولم يقاضي أحداً.
انسانية القطامين ظاهرة، وقلبه يغمر محبيه بالود والورد، أما خصومه.. فسلام وكلام جميل ورب مستعان.
انجازاته صعب ان اتحدث عنها، وعثراته ايضا، فتجربة الرجل ما تزال في محافظ الحاضر.. قابلة للتطوير.