أخبار البلد -
تمضي اللجنة المنظمة المحلية لبطولة كأس العالم للسيدات لكرة القدم تحت (17) عاماً المقررة في الأردن عام (2016)، في تحضيراتها الأولية لاستضافة الحدث، من خلال جلسات عمل مستمرة، وزيارات إلى مقر الاتحاد الدولي (fifa) لمناقشة الاستعدادات والتباحث في آخر المستجدات. ويعلم الجميع أن اللجنة تحمل على عاتقها مسؤولية وطنية جسيمة، فهي اللبنة الأولى في التشييد لهذه البطولة الضخمة والمهمة ليس على صعيد الأردن فحسب، بل أيضاً الشرق الأوسط والوطن العربي بوجه عام، الأمر الذي يفرض عليها تركيزاً عالياً وعملاً دؤوباً كي تقوم بالواجبات المناطة بها على درجة عالية من الاحترافية والمهنية والكفاءة. ما سبق، يدفعنا لوضع العديد من الملاحظات على طاولة اللجنة، وهي ملاحظات تتعلق بطبيعة عملها خلال الأشهر القليلة الماضية وتحديداً منذ تشكيلها، ولن نرمي إلى الأسس التي تم الاستناد عليها أثناء عملية اختيار أعضاء اللجنة -رغم بعض التحفظات التي نمسك عن ذكرها حالياً-، وسنسلط الضوء فقط على السياسة الإعلامية للجنة بصورة عامة وليست تفصيلية، بعدما كشفت عن بعض الوهن. الكل يُدرك ما يمثله الإعلام من ذراع لأي توجه سواء أكان رياضيا أو غير ذلك، ولو تم استثماره بالصورة النموذجية فإنه سيشكل نقطة انطلاق مهمة لترجمة العديد من الأهداف والتطلعات، والعكس صحيح، ففي حال لم يتم التعامل مع الإعلام بالشكل الأمثل فسيحمل الأمر ارتدادات ليست بالجيدة ستنعكس سلباً على أصحاب الشأن أولاً وعلى منظومة الحدث عموماً. السياسة الإعلامية للجنة المنظمة المحلية لكأس العالم ومنذ بدء العمل، تفتقر أحياناً لأبجديات العمل الممنهج القائم على الاحترافية، وقد آثرنا في (الدستور) عدم التطرق إلى الأمر في بداياته، معتبرين أن ما يحدث لا يعدو عن كونه (نزوات)، لكن تكرار تلك النزوات ارتقى بها إلى مسمى الأخطاء التي يجب التوقف عندها من قبل المعنيين، لئلا تتفاقم. من جهة أخرى، أصبح الإعلام يُمنّي النفس بالاستماع إلى تطورات جديدة فيما يتعلق باستضافة كأس العالم، فرغم أن اللجنة المنظمة عادت مؤخراً من زيارة إلى مقر الاتحاد الدولي، إلا أن المعلومات التي تم سردها في الاجتماع الأخير أمام الصحفيين مكررة كلياً باستثناء جزئيات صغيرة، وهو ما يوحي بأن عقد هذه اللقاءات الصحفية بمثابة تأدية واجب مفروض من (فيفا) ليس إلا!!. مجمل القول: اللجنة المنظمة المحلية -التي يتواجد عدد من أعضائها حالياً في كندا لمواكبة حفل قرعة بطولة كأس العالم للسيدات بحجة الإستفادة واكتساب الخبرات-، يجب أن تعي جيداً أنها تحت مجهر الرصد، وأنها ليست بمنآى عن عبارات النقد، لأن مسؤوليتها وطنية وليست فردية، وهي مطالبة بتصحيح المسار الإعلامي من خلال سياسة أكثر انفتاحاً ووضوحاً واتصالاً بالمعنيين بالدرجة الأولى، وعليها أيضاً تقدير ما يقوم بها إعلاميون لخدمة اللعبة، فالعفوية وقلة الخبرة ومحدودية المعرفة لا مكان لها لأن الحديث هنا يتمحور حول بطولة ضخمة ستقام في الأردن، وهو ما يتطلب العمل بصورة أفضل، من خلال إظهار شراكة حقيقية مع الإعلام -فعلاً لا قولاً-، أملاً بإنجاح الحدث العالمي واستثماره أيضاً، لأن هذه البطولة ستكون البوابة نحو النهوض باللعبة بشكل أفضل من النواحي الفنية والإدارية وحتى الإعلامية، لكن شريطة العمل السليم، كون الأهلية الفكرية لاستضافة مثل هذه البطولات أهم بكثير من أهلية المنشآت والبنية التحتية. تحفيز الجمهور ! على صعيد منفصل، وبعيداً عن النواحي الإعلامية، تثير اللجنة المنظمة المحلية علامات العجب حينما تصر في كل مناسبة على التركيز باتجاه نواح غريبة وليست ذات أهمية في الوقت الراهن، على سبيل المثال: كيفية دعوة الجماهير لحضور المباريات -وذلك قبل نحو عامين من البطولة- !!، وهذا قطعاً ليس بالزمان المناسب أبداً لمناقشة مثل تلك البنود. يجب على اللجنة ترك ما يتعلق بالجمهور للوقت الأنسب، وتحديداً قبيل البطولة بأشهر قليلة، والتركيز حالياً على ملاحظات أكثر نفعاً وأهمية، لأن ترتيب الأوراق وفق الأولويات، والعمل ضمن خطة بعيدة المدى وفي إطار استراتيجي مدروس بعيداً عن العشوائية، هو السبيل الوحيد نحو النجاح، وهو الطريق الذي سيمنح المتتبعين ثقة أكبر بما تقوم به اللجنة من خطوات. كما ينبغي أن تبرز على طاولة اللجنة وبشدة، ضرورة أن يستثمر الأردن استضافة البطولة بأقصى صورة ممكنة فيما يتعلق بالبنية التحتية، بأن لا يتم الإكتفاء فقط بتحديث وترميم المنشآت الموجودة، بل يجب العمل على زيادتها مهما بلغت حجم التحديات. المجلس الأعلى للشباب وأمانة عمان، كانا على العهد بهما وهما يُقرران تشييد ملاعب ذات صبغة تدريبية بالدرجة الأولى، الأمر الذي يُظهر حرصهما على المشاركة الفاعلة في إنجاح البطولة، لكن تلك الملاعب ليست كافية لأن الأردن بحاجة فعلاً إلى ستاد ذو مواصفات عالمية، وهو ما يجب العمل عليه خلال الفترة القليلة المقبلة بالتنسيق ما بين جميع الأطراف وعلى رأسها اتحاد كرة القدم، على أن تكون اللجنة المنظمة لكأس العالم هي محور عملية التنسيق وأساسها، طالما أنها تتحدث كثيراً عن الإرث.