أخبار البلد - بقلم صابرين ع.ف
احترت في تصنيف الكتاب الذي يحمل كل مقومات النص النثري , الخاطرة والموسيقى الشعرية ولكن استوقفتني عبارة وضعها الكاتب على الغلاف : " سيرة نص قبل الكتابة " التي روسها مدخلاً للكتاب ومشيراً للقارئ أن يساعده في اكتمال هذا المنظور والجنس اللغوي ليس فقط على الورق وإنما فكراً منبثقاً عن التجربة الإنسانية ..
مورفيمات اللغة تتأثر بالمصطلح الفيزيائي " الزمكان " عند الروائي أ. عبدالرزاق .. هذا المصطلح الفيزيائي الذي كتب في حيثياته وصرح به بمصطلح باللهجة الجزائرية لهجته الأم " الزمكانوس " لتأطير لحظة معينة وتسخير الحوار " الزمني – المكاني " لخدمة السرد .. يستخدم الأسلوب الخطابي المتمثل في الأمر والمخاطبة حيث يراوح بين الأسلوب الإنشائي " الأمر والنهي " والاستفهام لإثارة العواطف والوصول إلى قرارة الروح .. اعتمد أسلوب التشخيص في تشبيهاته ..
بساطة المفردات وعمق اللغة لديه تسلط الضوء على إرهاصات الأنا اللاشعورية للنص .. استعاراته التصريحية والكناية اللغوية وحواره مع نصه لها تأثير قوي في نفس القارئ الذي يستمتع حيناً ويغوص في المعنى الحقيقي الذي لا تُحصى تأويلاته أحياناً كثيرة حتى يصير نصه المؤول يضج بالواقع و يمثل ذاتيتنا وعقلياتنا البشرية المتنوعة وهَم المواطن العربي فهو يخلق عوالم لنصه على مسرح الحياة بعفوية مطلقة في تفاصيل الأمور .. ولادة النص تمثل النشوة والتوازن وتلغي القوانين التي تتحكم بواقع الإنسان في الوطن العربي وبالتالي هي تحول مكامن الألم والوجع إلى حالة من الاستنهاض والإبداع الأدبي .. وتمد جسوراً بين الثقافات المختلفة للالتقاء عند موضع السكون والاستقلالية والهدوء الخاص والعام .. هكذا يحاور الكاتب نصه :
لم أسمع طرقك البارحة
فبتَّ متكوراً على نفسك
في سلم العمارة
هل آذاك الليل
بسبب موقفك من الظلام ؟
عبدالرزاق بوكبة شاعر وروائي جزائري يكتب مقالاً أسبوعياً في الصحافة الجزائرية وهو منتج برامج في التلفاز الجزائري له عدة إصدارات : رواية " جلدة الظل " , نصوص " من دس خف سيبويه في الرمل " , نصوص " أجنحة لمزاج الذئب الأبيض " , رواية " ندبة الهلالي " و كتابه الأخير نصوص " وحم أعلى المجاز " صادر حديثاً عن دار فضاءات للنشر والتوزيع قام بتوقيعه في معرض الشارقة الدولي للكتاب قبل أيام ..