الأول، أن تترك القیادة السوریة كوباني تسقط بید "داعش" لُتحمل المسؤولیة لتركیا وحلف واشنطن، الذي لم یستطع الحد

من تمدد الإرھاب وخطره على المدنیین كما قال أوباما عند إعلانھ عن أھداف حملتھ ضد "داعش".. وفي ھذه الحالة، سینفذ

الأكراد تھدیدھم الذي أطلقھ الزعیم 'عبد الله أوجلان' من سجنھ قبل أیام، فیعود الصراع المسلح بین الأكراد وتركیا إلى

سابق عھده، حین دخلت السلطنة في فوضى عارمة في تسعینیات القرن الماضي.. وھذا ھو السیناریو "العقلاني" الذي

یفرضھ مسار تطور الأحداث، بغض النظر عن الجانب الأخلاقي.

السیناریو الثاني، أن تتدخل سوریة عسكریا لفك الحصار عن كوباني وتزوید المدینة بالسلاح والمؤن والمقاتلین لحمایتھا من

أي ھجوم آخر محتمل.. وھذا التدخلُیحتمھ قیام الدولة بواجب الأمن والحمایة لمواطنیھا، كما تفرضھ قواعد الأخلاق التي

یلتزم بھا محور المقاومة في صراعھ مع خصومھ، حتى لو كان تدخلھ في ھذا الإطار الأخلاقي سیفقد سوریة ورقة التفجیر

الكردیة في تركیا، مع أھمیتھا الإستراتیجیة البالغة، وھذا إحتمال ضعیف، لأن سمة المرحلة ھي التصعید في تركیا، بدلیل

أن أردوغان قرر إعلان الحرب على الأكراد، فعاد جیش الطاغیة لسیاسة قصف الأكراد من الجو في القرى والھضاب

والسھول والجبال على الحدود التركیة العراقیة، بعد أن بدأت قوافل عودة الأكراد للقتال في تركیا بعد أن كانوا قد غادروھا

عقب إعلان مشروع التسویة السیاسیة بین أردوغان وأوجلان، فتبین أنھ كان مجرد خدعة في إنتظار تصفیة القضیة الكردیة

بالكامل، من مدخل محاربة الإرھاب في إطار التحالف الدولي، لأن "البي كا كا" أو حزب العمال الدیمقراطي الكردستاني

مصنف من قبل أنقرة كمنظمة إرھابیة.

ولھاذا یصر أردوغان على إقامة ما أسماه بمنطقة آمنة على الحدود مع سوریة، لذبح الأكراد في مجزرة قد تفوق ما عرفھ

التاریخ زمن مذبحة الأرمن، وأن تصمت أمریكا على الجریمة وتغطیھا سیاسیا، مقابل رأس "الأسد" الذي تعھد سلطان

الدواعش أن یأتي بھبفضل جیشھ الجرار، لیقدمھ لـ'أوباما' على طبق من ذھب، على طریقة المافیا الكولومبیة، ویفرش لھ

السجاد الأحمر من كوباني إلى تل أبیب عبر دمشق، والعودة من طریق الضاحیة الجنوبیة إلى مطار بیروت للإعلان میلاد

شرق أوسط داعشي جدید، من دون حزب الله ولا أسد ولا مقاومةولا إیران ولا بطیخ.. یحكمھ زعیم الأممیة الإخونجیة

وخلیفة المسلمین الحقیقي، السلطان أردوغان.. فتتحقق أوھامھ الإمبراطوریة تحت عباءة الدین ضدا في نظریة ابن خلدون

التي تقول، أن الخلافة أمر بید السماء، وھي وحدھا دون سواھا من تھیىء الظروف لإقامتھا، وتختار من تتوفر فیھ الشروط

لتولیھا، وتمھد لھ طریق النصر والتمكین، لا أمریكا وحلفھا الأطلسي.

والمرجح بقوة، أن تتخذ دمشق الخیار الثاني، فتتدخل لإنقاذ مدینة كوباني السوریة، لأن النظام لا یمكن أن یتعامل مع تحریر

المناطق بانتقائیة وفق معاییر جغرافیة، عرقیة أو مذھبیة، وھو الذي یرفع شعار العلمانیة، والدفاع عن الحقوق والشرعیة

والقانون والأخلاق.. لكن أمام ھذا التدخل شروط وعقبات ومحاذیر كثیرة، أسوؤھا احتمال الإحتكاك العسكري مع سلاح

حلف واشنطن أو تركیا، لتكون ذریعة للرد، ما سیستدرج تدخل الحلف الأطلسي لحمایة تركیا ضد "العدوان" السوري وفق

مقتضیات البند 50 من إتفاقیة الشراكة في حلف "الناتو"، بغض النظر عن شرعیة ھذا التدخل من عدمھا من وجھة نظر

القانون الدولي وفق قاعدة المعتدي والمعتدى علیھ.

ھنا تتحول المسألة إلى قضیة إقلیمیة، وفي ھذا الإطار تحدیدا یفھم طلب إیران قبل یومین من دمشق، الترخیص لھا في

إطار إتفاقیة الشراكة والتعاون الإستراتیجیة التي تجمع البلدین، بالتدخل لمساعدة أبطال كوباني في الدفاع عن أنفسھم ضد

الھجوم الإرھابي الغاشم.. وھي رسالة واضحة إلى تركیا والأطلسي، مفادھا: أن إیران حاضرة بقوة في المیدان، وغطاء

شرعي وقانوني من دمشق.

ونعتقد أن مثل ھذا التدخل ھو قائم بالفعل، لكن بأسلوب صامت وذكي، وإلا لما صمدت كوباني طول ھذا الوقت، وأمریكا

كانت تقول أن سقوط المدینة مسألة ساعات، ولما تراجعت "داعش" فجأة، من السیطرة على 40%قبل یومین إلى 20%

الیوم من مساحة المدینة.. ولو لا ھذا التدخل لما افتخر الأكراد بوطنھم سوریة، ولما رفضوا قتال الجیش العربي السوري

إلى جانب المعارضة، لیتحولوا إلى مرتزقة ضد وطنھم إرضاء لأوھام دیكتاتور تركیا.. وأیضا، لتظاھروا في عواصم

العالم ضد الرئیس'الأسد' بحجة أنھ لم یعد یستطیع حمایة شعبھ، ولطالبوا بتدخل دولي لإنقاذھم. وھذا بالتحدید ھو ما لم

یحصا ویفسر بالتالي سر صمت القیادة السوریة وھدوء الرئیس 'الأسد' وابتسامھ في وجھ زواره.

ومؤشر ھذا التدخل الناعم، ھو جنون وزیر خارجیة السعودیة، الھزاز 'سعود الفیصل'، وإعلانھ في مؤتمر صحفي الإثنین،

بمعیة وزیر خارجیة ألمانیا في جدة، أن إیران تحتل العراق وسوریة والیمن، وعلیھا أن تنسحب من ھذه الدول إذا أرادت أن

تكون مرحب بھا في المنطقة.. فجاء الرد من طھران على لسان السید 'أمیر عبد اللھیان'، لیذكر أمیر الإرھاب والظلام، أن

إیران ھي من تقدم المساعدة في محاربة الإرھاب بطلب من العراق وسوریة وفق القانون الدولي، وأن على السعودیة سحب

جیشھا من البحرین إذا أرادت أن یكون ھناك حل سیاسي.. وھذا تصعید جدید بین البلدین یؤشر إلى أن الأمور لا تبشر

بخیر، وأن رد السعودیة على "غزوة صنعاء" سیكون بـ"غزوة لبنان"، فیما تھدد طھران بتعقیب رادع في البحرین، وإن

عدتم عدنا.. لأن الرد بعد ذلك سیكون في قلب مملكة الظلام إنظلاقا من الشمال والجنوب والداخل بالتزامن مع انفجار

المنطقة الشرقیة تحت عنوان "ثورة المظلومین الشیعة ضد ظلم وفساد واستبداد وخیانة آل سعود الیھود".

ما من شك، أن الطلب الإیراني، ھو بحد ذاتھ إعلان رسمي عن إستعداد إیران دخول معترك الصراع غلنا ضد حلف

المؤامرة على الأرض السوریة كما ھو الأمر في العراق، وھو موجھ بشكل غیر مباشر لتركیا، لكن وفق القانون والشرعیة

وبموافقة مسبقة من الحكومة السوریة التي لم تعطي بعد ردھا على الطلب الإیراني، لأسباب تكتیكیة تتطلبھا طبیعة

المواجھة وحساسیتھا، في إنتظار تطورات المیدان لخلق المفاجأة، وتحقیق نقاط إستراتیجیة تربك حسابات واشنطن..

فتفشلھا.

من ھنا برز التقدیر بأن "الأسد" یخفي مفاجأة من العیار الثقیل ستذھل المراقبین خلال الساعات والأیام القلیلة القادمة.. وھذا

أمر لا نتوفر على معلومات لتأكیده، لكنھ وارد ومحتمل، بشھادة مسؤولین أمریكیین كبار، حین یقولون أن 'بشار الأسد'

أصبح ینافس والده 'حافظ الأسد' في الإستراتیجیة والتكتیك، الأمر الذي أذھلنا، بحیث كان یفشل كل إستراتیجیة إعتمدناھا

بشكل لم نكن نتوقعھ.

یضاف إلى ما سلف، التحذیر الشدید اللھجة الذي وجھتھ طھران لأردوغان من مغبة المقامرة والدخول إلى الأراضي

السوریة، لأن مثل ھذا العمل ستكون لھ تداعیات كارثیة على تركیا والمنطقة برمتھا.. ما یعني، أن تركیا لا یحق لھا

الدخول إلى الأراضي السوریة حتى لو كان بحجة محاربة "داعش" لفك الحصار عن كوباني من دون موافقة الحكومة

السوریة.

تركیا فھمت أن إیران جادة في تحذیرھا، وأنھا لن تقعد متفرجة على ما یحدث لسوریة والعراق ویخطط للبنان، ما دامت

ھي المستھدفة بالنھایة لخیاراتھا السیاسیة المعروفة، والمناھضة للھیمنة الأطلسیة والإحتلال الصھیوني لفلسطین.. لأن ما

خططت لھ تركیا وعرضتھ على أمریكا والحلف الأطلسي، ھو مشروع خطیر یستھدف إنھاء نفوذ إیران والسعودیة ومحور

US & 5 Arab Nations Strike

Syria:

www.youtube.com/watch?v=Ef7UgQxU5Ic?a عبر @YouTube

shamtimes @shamtimes

Show Media

:خلية ارھابية جبلة

www.youtube.com/watch?v=y8vU1lRRJlA?a عبر @YouTube

shamtimes @shamtimes

Show Media

بالفيديو، الجيش السوري يكمن للمسلحين

:بريف درعا ويدمر مبان تحصنوا فيھا

shamtimes @shamtimes

Expand

:سورية السويد

www.youtube.com/watch?v=TQQTQvN5QDk?a

YouTube@ عبر

shamtimes @shamtimes

Show Media

مشاھير داعش من ھم ولماذا التحقوا

:به؟؟

www.youtube.com/watch?v=GO3DlT0_bq0?a عبر @YouTube

shamtimes @shamtimes

23 Sep

10 Sep

6 Sep

4 Sep

2 Sep

Tweets Followالمقاومة مجتمعا في المنطقة، ویضمن محاصرة روسیا وراء حدودھا، ومنع الصین منولوج الشرق الأوسط أو التوسع في

إفریقیا.

ووفق المعلومات التي كشفت عنھا جریدة البناء اللبنانیة الإثنین، إستنادا إلى مصادر عسكریة وقنوات دیبلوماسیة

واستخباریة مطلعة على فحوى ما دار من حوار بین الأمریكیین والأتراك حول شروط مشاركتھم في حلف الدواعش، حیث

دار خلاف كبیر تمركز حول طبیعة العلاقة التي تربط القیادة التركیة بـ"داعش"، ورفض واشنطن التھاون مع ھذا الأمر،

خصوصا بعد أن تبین من معارك عین العرب، أن ھناك قرارا تركیا وراء توجیھ "داعش" للإستیلاء على المدینة تحضیرا

لمنطقة "آمنة" تفرض بأمر الواقع یتبعھا حظر للطیران، لأن تركیا لا یمكن أن تقعد متفرجة على الصراع الدائر الیوم على

أنابیب النفط والغاز وكعكة تقسیم المنطقة وتحدید نفوذ اللاعبین الكبار، ولا تفعل شیئا لفرض ما تعتقد أنھ یجب أن یكون من

نصیبھا.

أردغان رفع من سقف المطالب وصعد من شروط مشاركتھ في تحالف الفاشلین، لعلمھ أن القصف الجوي لن یحسم الحرب

على "داعش"، وأن الجیش التركي وحده قادر على ذلك، لكن بعد إسقاط الأسد، وھذا الأمر یتطلب موافقة أمریكا على إقامة

المنطقة العازلة التي ستكون منصة إنطلاق المقاتلین لغزوة دمشق، سواء أكانت معارضة معتدلة أومتطرفة.. لا یھم، فكلھم

بالنھایة دواعش.

تركیا في ھذا الإجتماع، وفق ما ینقل دیبلوماسي للصحیفة، كانت تلعب مع الأمریكي البوكیر، لكن بورق مكشوف على

الطاولة.. فجاھرت بحرصھا على الحفاظ على مفاصل العلاقة مع "داعش" أمنیا ومالیا، ووضع حدود جدیدة لھا تمنعھا من

التمدد لمناطق لا ترغب أمریكا أن تصلھا. لیتبین أن خریطة الدولة الداعشیة یجب أن تقطع العراق من الموصل إلى حدود

الأردن والسعودیة، كي لا یبقى لإیران طریق تواصل بري مباشر مع سوریة.

الأمریكیون ذھلوا من خطة 'أردوغان' ولم یكونوا یتوقعون كل ھذا الإنخراط التركي الأعمى في إستراتیجیتھم، لكن

بأولویات لا تتوافق مع أولویات 'أوباما' وإن كانوا جمیعا یتقاسمون نفس الأھداف، ففي ما تفضل أمریكا إشغال "داعش" في

إنتظار الإنتھاء من إعداد جیش ردیف من المعارضة "المعتدلة" للقیام بالعمل القذر، تشترط أنقرة ھجوما بریا كاسحا على

دمشق من الشمال والجنوب والشرق والغرب، یشارك فیھ الجیش التركي و"داعش" و"النصرة" وكل الفصائل الأخرى

المعارضة، وتتولى "إسرائیل" تغطیة الھجوم من الجنوب.

إعلان طھران أن الرئیس "الأسد" خط أحمر ومحاولة إسقاطھ لعب بالنار.. جعل أمریكا تتحفظ مؤقتا على خطة 'أردوغان'،

لأنھا فھمت بوضوح أن سقوط كوباني وما سیتبعھ من إقامة منطقة "آمنة" تتحول إلى عازلة بحظر جوي كأمر واقع، یعني

ببساطة "الحــرب الشاملــة".

البانتاغون بصدد مراجعة الإستراتیجیة في إجتماعات مغلقة مع 'أوباما' ومقربیھ..ونحن على یقین أن الجبل حین یتمخض وصلت الرسالة إلى 'أوباما' وفھم الجمیع أن إستراتیجیة الرئیس فشلت واصطدمت بحائط مسدود في مرحلتھا الأولى.. وأن

یلد دائما فأرا.. فلننتظر قلیلا، عسى أن یكون المولود ھذه المرة قردا، یشبھ 'أوباما' الذي عودنا القفز من شجرة إلى شجرة.

لتوسعیة عبر أداتھا المتوحشة "داعش"..

المرأة التي استشھدت بآخر رصاصة بقیت في بندقیتھا حتى لا یغتصبھا الدواعش، حفرت عمیقا في الوعي العام الغربي..

المرأة التي تسللت إلى وكر الدواعش وفجرت نفسھا فیھم دفاعا عن أھلھا وقومھا ومدینتھا ووطنھا سوریة، أثارت الإعجاب

ووضعت حدا فاصلا بین معنى المقاومة ومعنى الإرھاب..

المرأة التیتقود قوات وحدات حمایة الشعب الكردي "میسا عبدو"، المعروفة باسمھا الحربي "نارین عفرین"، إلى جانب

محمود برخدان (المقاوم بالكردیة) في عین العرب، أبدت براعة في القیادة وشجاعة منقطعة النظیر في المواجھة، مكنت من

إفشال ھجوم "داعش" وتراجعھ في بعض المواقع واسترجاع موقعین كان قد استولى علیھم التنظیم الإرھابي..ففسحت

المجال لمیلاد نجم جدید في سماء النضال لزعیمة كردیة تنافس الزعماء الكبار،زعیمة یقول عنھا رفاق السلاح، أنھا مثقفة

وذكیة، وتتمیز بھدوء وبرودة أعصاب، وأنھا قدوة في الأخلاق والطیبة، رغم قساوة الحیاة العسكریة، وھي تتفھم نفسیة

مقاتلیھا، وتناقشھم في مشاكلھم بشكل مباشر...

ھذا الأنموذج الفرید الذي نادرا ما یتكرر في التاریخ، أكسب المرأة الكردیة شرعیة الشراكة وتقاسم الأدوار مع الرجل،

لیحلق المجتمع الكردي نحو المستقبل بجناحین بدل أن یظل معاقا بجناح واحد، كحال المجتمعات العربیة التي تعامل المرأة

بعقلیة القبیلة، باعتبارھا مجرد حریم لا یصلح إلا لشغل المنزل نھارا ومتعة الرجل لیلا..

مقتلالإرھابي الخائن، المدعو 'أبو خطاب'(الكردي)، الذي كان یقود غزوة "داعش" ضد بني جلدتھ في عین العرب،

باعتباره خلیفة للقائد العسكري للتنظیم في الشمال السوري 'عمر الشیشاني'، مثلت ضربة معنویة كبیرة للتنظیم ولتركیا التي

تقف خلفھ.. وأفھمتھم أن أحفاد صلاح الدین الذي یرقد بسلام في دمشق، لا یمكن أن یسمحوا للعثمانیین الأوغاد بأن تطأ

أقدامھم قبره كما فعل نابولیون بونبارت، حین دخل دمشق ووضع رجلھ على قبر قاھر الصلیبیین ومحرر القدس وقال: "ھا

نحن عدنا یا صلاح الدین".

كوباني الیوم أصبحت في قلب كل إنسان شریف في ھذا العالم، والأكراد نالوا من تعاطف شعوب الأرض، بسبب الملاحم

التي صنعوھا، ما لم تنلھ قضیتھم بالندوات واللقاءات والإعلام وعقود من الصراع المسلح مع تركیا.

كل ھذه البطولات وغیرھا.. جعلت الناس في الغرب یتساءلون في جنون، كیف یحدث ما یحدث أمام أنظار التحالف؟.. وما

الذي یجري بالضبط بین تركیا و"داعش"لترفض فتح حدودھا للمقاتلین الأكراد الذین ھبوا بالآلاف نجدة لإخوانھم

المحاصرین كالقطیع في إنتظار یوم الذبح الأكبر؟.. وھل یسعى 'أردوغان' إلى تطھیر عرقي على شاكلة ما فعل أجداده

المجرمین في حق الأرمن وغیرھم من الشعوب الإسلامیة الأسیویة والعربیة زمن الخلافة الإستبدادیة، من دون أن تحرك

أمریكا وحلفھا ساكنا؟.. عن أي إرھاب یتحدثون وأي إرھاب ھذا الذي یحاربون؟..

إنھا كارثة حقا لـ'أوباما' وفشل سریع وغیر متوقع لإستراتیجیتھ المتداعیة، لأنھ اصطدم بواقع عنید یتعامل مع الحقائق على

الأرض لا المخططات على الورق.. لقد تحولت عین العرب أو كوباني بالكردیة إلى قضیة رأي عام عالمي، ووضعت

الضمیر الإنساني أمام محك الإختبار، وجعلت الأمم المتحدة وقادة الغرب یخجلون من أنفسھم، وھم الذین طالما تشدقوا

بالحریة والدیمقراطیة وارتكبوا أبشع الجرائم في حق الشعوب والدول باسم حقوق الإنسان..

فتعلیق الوزیر 'جون كیري' على ما یحدث بالقول: "إنھا مأساة، لكنھا لا تؤثر على إستراتیجیتنا على المدى البعید"، أثار

العدید من التساؤلات حول ما قصده الوزیر الأمریكي بقولھ ھذا؟.. وھل سقوط كوباني والسماح لـ"داعش" بارتكاب مذبحة

فظیعة في حق من تبقى من مدنیین أكراد ھو مرحلة تكتیكیة من ضمن الإستراتیجیة الأمریكیة المتوحشة؟.. أإلى ھذا الحد

سقطت أمریكا أخلاقیا؟..

***

... ھذا ھو جوھر الموضوع من ألفھ إلى یائھ، وكل حدیث آخر ھو ضرب من الإلھاء.. لأنھ وفق ما تكشف من معلومات،

كوباني الیوم ھي السر وھي المفتاح.. إذا سقطت.. ستسقط المنطقة برمتھا، وإذا صمدت وخرجت من رماد النار كالعنقاء..

سیسقط أردوغان ومعھ المشروع الشرق أوسطي الجدید.. لذلك، الإستراتیجیة الأمریكیة الیوم ھي على موعد حاسم مع

الإستراتیجیة السوریة التي تتولى قیادة الصراع نیابة عن محور المقاومة وروسیا والصین، في كوباني بالتحدید. لكن

كیف؟..

حسنا، الجمیع أصبح یدرك أن منطق السیاسة الیوم ھو البراغماتیة ولغة المصالح، بعیدا عن الأخلاق والعواطف.. وبھذا

المنطق، نستطیع فھم لماذا تحرص تركیا على سقوط كوباني، لأن الجانب الظاھر من الصراع حول طموحات الحزب

الكردستاني العمالي لحكم ذاتي قد یمتد للأراضي التركیة.. ھو مجرد رأس جبل الجلید الذي یخفي قاعدة من الأھداف

التخریبیة الخطیرة التي ستقلب كل المعادلات وتوازنات القوى في المنطقة.

وبذات المنطق، نستطیع فھم تصریح الوزیر 'كیري' ما دام ما تقوم بھ تركیا ھو خدمة لأمریكا و"إسرائیل" ومشروعھما

الأطلسي الكبیر للمنطقة على المدى البعید، والذي یمر حتما من بوابة كوباني.

لكن ماذا بالنسبة للرئیس 'الأسد'؟.. ألیست كوباني أرضا سوریة وسكانھا مواطنون سوریون لم یتمردوا ولم یرفعوا السلاح

في وجھ الدولة السوریة، ولم یعلنوا الإنفصال، وسبق للرئیس الأسد أن بعث لھم بإشارات مفادھا أنھ لا یعارض حكما ذاتیا

لأكراد الشمال بسلطات موسعة لا واسعة في ظل السیادة السوریة؟..

ومن جھة أخرى، ألیس الإنفجار الذي یحدث الیوم في تركیا بسبب كوباني تحدیدا، وبالضبط كما توقعھ الرئیس 'الأسد' قبل

سنتین، یخدم في نھایة المطاف سوریة، وینقل النار إلى العمق التركي، فیعود الصراع المسلح بین الأكراد والجیش التركي،

ما سیشغل أردوغان عن التفكیر في سوریة وأوھامھ السلطانیة البائدة التي حولتھ إلى طاغیة دموي أعمى، متعطش للنفوذ

والثروة؟..

وھذا بالضبط ما حذر منھ أردوغان أول أمس بقولھ:إن "الإحتجاجات العنیفة التي تشھدھا مدن تركیة عدة بسبب ما یحدث

في كوباني، ھي'مؤامرة' لنشر الفوضى الدمویة في تركیا"، واتھم صراحة "النظام" السوري بالوقوف خلفھا مع آخرین لم

یسمیھم في إشارة إلى إیران.. وھو موقف یعبر عن إرتباك ناجم عن سوء تقدیر، وعجز عن المعالجة، وھروب إلى الأمام،

عبر تعلیق المشاكل التي یخلقھا بسیاساتھ الرعناء المقامرة على شماعة الغیر، وھو یعلم أن سیاسة "صفـر مشاكل" التي

إنقلبت علیھ مشاكل بالجملة والمفرق من كل حدب وصوب، لا یمكنھ أن یطبقھا أیضا على الأكراد، فیقرر المضي قدما ولو

من خارج التحالف "الدولي" في إستراتیجیة "صفر أكراد".

وبالنسبة للقیادة السوریة التي تملك الیوم مقالید القرار للتعامل مع قضیة كوبانیلما لھا من خطورة إستراتیجیة على سوریة

ومحور المقاومة ككل.. ھناك سیناریوھان إثنان لا ثالث لھما: