بعد ظهور رئيس هيئة الأركان المشتركة النادر، وتوضيحه لما جرى في عجلون، لم يعد هناك مجال للحديث عن الذهب، فالقضية أكبر من المعدن الأصفر الرنان، وأخطر، ونحن أمام حقيقة تتأكّد في كلّ يوم: العدو الذي وقّعنا معه اتفاقية سلام، ما زال عدواً يتلاعب بسيادتنا، ويستخفّ بنا، ولا يترك فُرصة في انتهاك حُرمة أراضينا.
هذا واقع مرّ، والأمرّ منه أنّنا نقبل به، ونسكت عنه، ونتركه، مرّة بعد مرّة، يمرّ مرور الكرام، فحتى الآن ما زال دم القاضي الشهيد زعيتر دافئاً ينتظر القصاص، وما زال دم المبحوح ينتظر القبض على قاتليه المعروفين، وقس على ذلك عشرات الملفات المفتوحة.
نحن، الآن، أمام جريمة كاملة الأركان، فهناك ستة مواقع زُرعت فيها أجهزة تجسس ومتفجرات، وهذا المعروف حتى الآن، لم تُبلغنا بها إسرائيل طبقاً للاتفاقية الموقعة معها، ومتفجرات عجلون كبيرة إلى درجة أنّه كان بامكانها تدمير الجامعة القريبة، حسب ما جاء في المؤتمر الصحافي.
الغريب أنّ النخب الأردنية أخذت تتناحر على صحة الرواية الرسمية من عدمه، ولم نسمع صوتاً يتعلق بإسرائيل، فليس أقلّ من العودة إلى المطالبة بطرد السفير، ولعلّ هذا يكون شعار المرحلة المقبلة.