ما زلتَ تستحثني أنت واخوتك الباقون على شراء ملابس جديدة للعيد ..يا بابا ..ألم يكن قبل قليلٍ عيد أيضاً ..؟ ألم أؤجر روحي لكي أكسيكم و أشلّح نفسي ..؟ ألم تحصل على حصتك كاملة في العيد ..؟ حتى انك لم تفكر من أين جاءت حصتك ..؟
ألم يكن بعد العيد الذي قبل قليل؛ تجهيزك واخوتك أيضاً للمدارس ..؟ هل تنسى ..؟ و أعرف أيضا أنك لم تسأل أي جرائم ارتكبت كي تتمّ لكم الأمور ..؟ ألا يمكن يا ولدي أن تستخدم ملابس العيد الذي قبل قليل في وجه العيد الذي بعد قليل ..؟؟
يا ولدي؛ أعرف أن زمني غير زمنك ..وانني اذا قلت لك متى كنت أشتري ملابسي و كم تمكث عندي ومن أين أشتريها ..؟ ستصرخ في وجهي بأني أكذب عليك ..و قد تقول لي : وأنا شو دخلني وليش تخلفني ..؟ صدقاً لو كنت أعلم أن الخلفة ستذلني ما خلفتك ..؟
يا ولدي: أنت مخدوع بعدد بطاقات الصراف الآلي الموجودة في جيبي ..لأنك تعتقد أن كل البنوك موجودة تحت تصرف اللي خلّفوني ..وانني كلّما احتجت عشريناية أو خمسيناية أو ميّاية أذهب و أضع البطاقة في ذلك الجرح الذي في الصندوق فتخرج المصاري من الجرح الأعرض ..!!
لا يا ولدي ..أهديك كل بطاقاتي ..وكل باسوورداتها ..وكل ما تأتي به منها «على النص « ..بل انني أقبل بالربع ..بل انني أقبل بثمن باكيت دخان أو فنجان قهوة ..
يا ولدي ..انت فاهم العيد غلط ..العيد خدعة سينمائية لا يراها أمثالي لا في أحلامهم ولا في عرض مجاني باحدى دور السينما ..العيد حاجة جميلة ..اياك أن تمد يدك عليها لأنها ليست لك ..