أطاحت بي «انفلوانزا» حادّة وألقتني «أرضا» لمدة اسبوع، وصرتُ «رهين الفِراش» ومراجعة الاطباء الذين «غرزوا» حقن الدواء في عضلاتي المهيضة.
واذا كانت درجة الحرارة قد انخفضت في «الجوّ»، فإنها «ارتفعت» في جسدي حتى بلغت ال 39 مئوية.
ولأنني غير معتاد على البقاء في السرير مثل «بعير»، فقد استغرب الناس أنني «مريض»، وكأن أمثالي «محصنون» من الفيروسات والامراض والتوعكات الصحية.
مرّ اسبوع من الوهن والتعب والهلوسة بفعل الحُمّى اللعينة التي جعلتني اضطرّ لمراجعة «الطوارىء» مرتين.
واخيرا وجدتُ نفسي مضطرا للغياب على غير عادتي. فانا اعتبر العمر «أقصر» من ان نقضيه في الراحة، خاصة الراحة السلبية.
ادوية ومسكّنات واطول فترة نوم وممنوع من الحركة، لأن البدن تقاعس عن حملي وخذلتني قِواي.
انا لا احب ضَعفي ولا انتظر شفَقة من أحد. الصحة والعافية أهم من التعاطف.
اكتشفتُ أن للمرض «فوائد»، وهي ان لي جيرانا سألوا عني، بعد ان افتقدوا مشواري معهم الى المسجد «يوم الجمعة»، كانت مناسبة للحديث عن «عنطزة كذّابة» نمارسها نحن ابناء القرى الذين وجدنا انفسنا ذات يوم نسكن شققا وفللا في العاصمة.
سرت في اضلاعنا مشاعر الحنين للبراءة ولأجواء الحارة والجيران الذين أفسدتهم «المدينة» و»الحياة المعلّبة» و»الاختباء في «عُلب الإسمنت».
سعدتُ بدفء هؤلاء، وشعرتُ ببقايا «خير» وسط عالم متلاطم بالمصالح.
اطرف ما سمعت، سؤال احدهم: هي الانفلوانزا بتيجي بالصيف؟
طبعا وهي «أحدّ من السّيف». صحيح الموضوع كلها «فيروسات»، لكنها «بتبطح زلمة».
و.. تفاقيد ربنا رحمة.!