تشير أنباء متسربة من اجتماع وزارء خارجية الدول الخليجية الذي انعقد في جدة السبت الماضي أن السعودية فرضت تجاوز ملف الخلاف مع قطر على المجلس، وهو الأمر الذي أزعج دولة الإمارات.
هذا يعني أن ملف قطر وعلاقاتها مع الإخوان ونظام السيسي في مصر قد أصبح وراء ظهر السعودية، ما يعني أن أجندة أخرى باتت تشغل الرياض.
منذ شهرين والسياسة السعودية تركز على خطر «داعش»، لدرجة أن مفتي السعودية أصدر فتوى تجعل «داعش» العدو الأول للإسلام، وبالطبع ففتوى بهذا الحجم لا يمكن أن تصدر دون توجيه من السلطات.
هذا يعني أن خطر إيران والشيعة والإخوان وبالطبع إسرائيل قد تراجع مقابل الخطر الداهم الذي تمثله «الخلافة» الجديدة على المملكة التي تحتضن الحرمين المكي والمدني الشريفين.
لقد أثار التوسع السريع والكبير لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، وكذلك الكم الكبير من الأسلحة التي حازها خلال سيطرته على معسكرات وقواعد الجيش العراقي والسوري قلق الدول المحيطة وعلى رأسها السعودية، خصوصا بعد التلكؤ الواضح الذي أبدته واشنطن في مواجهة «الخلافة» الصاعدة.
إن التقارير الغربية تشير إلى أن تنظيم الدولة لن ينتهي بسرعة، وسيظل رقما صعبا في المنطقة زادت من منسوب القلق لدى الرياض، خصوصا وأن كثيرين من أعضاء التنظيم هم سعوديون، ولا يخفون نقمتهم على الحكم هناك.
إن من أبرز التغيرات التي شهدتها السياسة السعودية منذ انطلاق الربيع العربي هو تخليها عن مبدأ التأني في اتخاذ القرارات.