بائعو الأكاذيب والأوهام

بائعو الأكاذيب والأوهام
أخبار البلد -  

يجادل كثيرون، بأن "داعش” ما كانت لتأخذ شمال شرق سوريا ملاذاً آمناً لها، لو أن واشنطن بادرت إلى حسم الموقف عسكرياً مع النظام السوري، وفي وقت مبكر من عمر الأزمة السورية، وقبل أن يستفحل خطر "الدولة” و”النصرة” ومن لفّ لفهما من الفصائل المتشددة ... فهل هذا الافتراض صحيح؟ ... والأهم، هل ما زال الباب مفتوحاً أمام "حسم عسكري” أمريكي يجهز على "داعش” ويطيح بـ "الطاغية”، كما يردد البعض من الذين تفوقوا على أنفسهم، في إثارة الأوهام، وتصديق الأكاذيب التي أطلقوها هم أنفسهم؟
لدينا نموذجان "طازجان” للتدخل العسكري الأمريكي في المنطقة العربية، الأول في العراق والثانية في ليبيا، فكيف جاءت نتائج التدخل العسكري الأمريكي، ولماذا يفترض بعضنا بأن سوريا كانت لتواجه مصيراً مغايراً لو تكرر التدخل العسكري للمرة الثالثة في غضون عشر سنوات.
واشنطن "فبركت” أدلة على تورط نظام صدام حسين في روابط وعلاقات مع القاعدة، كانت ثاني مبرر لحربها الكونية على العراق في 2003، المبرر الأول، تجلى في أسلحة الدمار الشامل العراقية، بعد 11 سنة من الغزو والاحتلال، ثبت بالملموس، كذب الرواية الأمريكية – البريطانية ... لكن الأهم، أن العراق دخل منذ الغزو، في مرحلة مديدة من الفوضى والاقتتال والحروب الأهلية، وتحوّل طوال سنيّ ما بعد الحرب إلى ملاذ أمن وحصين للإرهاب، و”تطيّفت” حياته السياسية و”تمذهبت” كما لم يحصل من قبل، وهو اليوم، عرضة للتقسيم والتفتيت، وبدعم من نصف سكانه على الأقل (الأكراد والعرب السنة)، دع عنك تحوّله، إلى ملعب خلفي لكل الفاعلين الإقليميين والدوليين ... دع عنك خرابه الاقتصادي والاجتماعي وانهيار منظومة الخدمات والتعليم، وتفشي الفقر والبطالة والفساد، وانقطاع الماء والكهرباء، إلى آخر ما في قوائم الفشل من إخفاقات وإحباطات.
أما في ليبيا، وبعد ثلاثة أعوام من الإطاحة بالدكتاتور، على يد قوات "الناتو” وسلاح الجو الأمريكي، فإنها تعيش واحدة من أسوأ صفحات تاريخها القديم والحديث ... باتت ملاذاّ للإرهاب وموئلاً للسلاح والجهاديين ... عرضة للتقسيم، أو هي مقسمة واقعياً إلى دويلات وإمارات ... برلمانان وحكومتان، ومليشيات منفلتة من عقالها ... مكاناً طارداً للدبلوماسيين والإعلاميين والعرب والأجانب ... عشائر ومليشيات متناحرة قضت على البقية الباقية من ليبيا ... مصدر تهديد لأمن جيرانها في مصر وتونس والجزائر والتشاد، ومن هم أبعد من ذلك ... هذه ليبيا التي كنتم فيها توعدون.
لماذا يعتقد البعض، حد الجزم، أن الوضع في سوريا، لو حصل التدخل والحسم الدوليين، كان سيكون أفضل حالاً مما هو عليه في العراق وليبيا ... سوريا فسفيساء مذهبية وطائفية وقومية، شأنها شأن العراق، وبما يفوق ليبيا ... سوريا تتوفر على قاعدة نفوذ واسعة للإسلام السياسي والمسلح، بأكثر مما هو عليه في البلدين ... للجغرافيا السورية، قدرة مدهشة على اجتذاب التدخلات الإقليمية والدولية ... سوريا واعدة بالنفط والغاز والثروات ... سوريا مشتبكة مع ملف الصراع العربي – الإسرائيلي بما يجعلها هدفاً لكل أشكال التآمر ... سوريا مشتبكة مع كثير من ملفات المنطقة، ما يجعلها قاعدة للتأثر والتأثير بها جميعها .... مرة أخرى، لماذا كانت سوريا ستواجه مصيراً مغايراً فيما لو قرر الأطلسي وواشنطن أن يحسما الموقف عسكرياً مع النظام؟
إن كانت "داعش” تستولي على ربع أو ثلث مساحة سوريا اليوم، فيما "النصرة” مبثوثة في غير محافظة وصعيد، فإن هذين التنظيمين كانا بلا شك، سيقاتلان ويقتتلان في ساحات دمشق واللاذقية وحلب ... ولكنا رأينا المشانق تنتصب على رؤوس جبال العلويين والدروز، ولكان مسيحيو سوريا، قد سبقوا نظرائهم العراقيين إلى عالم المنافي والشتات، ولَزَادت أعداد اللاجئين السورية من مختلف المذاهب والطوائف والمشارب، عن الثلاثة ملايين لاجئ الذين تحدث عنهم آخر تقرير للأمم المتحدة.
على أية حال، نحن لا نتحدث عن تاريخ مضى وانقضى، نحن نتحدث عن مستقبل ما زالت بعض الأطراف، تملأه بالأوهام والرهانات الخاسرة ... فإذا كانت واشنطن مترددة في حربها على "داعش”، فكيف يُطلب إليها خوض معركة على جبهتين: "داعش” و”النظام” ... ومن قال إن الأسباب التي حالت دون قيام واشنطن بشن الحرب على النظام من قبل، قد زالت الآن، وباتت طريقها مفتوحة لشن حرب مؤجلة على "الطاغية”، أين روسيا من كل ذلك، وهي التي تتصرف كالنمر المجروح في عرينه الأوكراني.... أين إيران التي تدرك أن ما يجري في سوريا والعراق وامتداداً حتى لبنان وغزة، هي حرب على دورها ونفوذها وتطلعاتها؟ ... إين حلفاء هذا المحور وأتباعه، الجاهزين لحرق الأخضر واليابس في معركة الدفاع عن الوجود، لا عن الأدوار فحسب؟
السيناريو الأكثر تفاؤلاً، هو ذاك الذي يفترض حرباً أمريكية على "داعش” منسقة مع النظام السوري ... السيناريو الأقل تفاؤلاً، هو أن تشن واشنطن هذه الحرب، بمعزل عن النظام ومن دون تنسيق معه أو مشاركة منه ... أما سيناريو الحرب الأمريكية على "داعش” و”النظام”، فلا أحسب أنه مدرج على جدول أعمال أحد، غير أولئك الذين قضوا ثلاث سنوات ونصف السنة من عمر الأزمة السورية، في بث الأوهام والترويج لها، و”انتظار غودو”.

 
شريط الأخبار تأهبوا ليوميّ الأربعاء والخميس... منخفض مصحوب بأمطار غزيرة وضباب انسحاب المؤسِّس الأردني محمد عمر محمد شاهين من شركة الفائقة الدولية لتجارة السيارات واستحواذ مجموعة “غبور” المصرية على كامل حصص الشركة الاتحاد الأردني لشركات التأمين بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الانمائي ينظمان برنامجا تدريبيا حول متطلبات المعيار المحاسبي رقم (17) "الغذاء والدواء": مستحضر NAD + للحقن الوريدي غير مرخص من المؤسسة قروض بطاقات الائتمان ترتفع 10% لتبلغ 420 مليون دينار منذ مطلع العام الطاقة: انخفاض أسعار المشتقات "عالميا" باستثناء بنزين 90 مطار الملكة علياء يحافظ على تصنيف الـ4 نجوم مليون زائر لمنصة الاستعلام عن خدمة العلم خلال أقل من ساعة كيف سيكون شكل الدوام والإجازات للمكلفين بخدمة العلم؟ الجيش يجيب.. الأردن يسجل أعلى احتياطي أجنبي في تاريخه إطلاق منصة خدمة العلم - رابط الخشمان يسأل الحكومة هل هذه الموازنة تصنع مستقبل الأردن نقابة أستقدام العاملين في المنازل تبارك لمفوض العقبة محمد عبدالودود التكريم الملكي.. تستحقها وبجدارة مديرة مدرسة تبصم من البيت باصابع اداريات وهذا ما جرى فارس بريزات يحمل مسؤولية الفيضانات للبنية التحتية وشرب "القيصوم" مع السفير الامريكي اعظم الانجازات..!! الملخص اليومي لحركة تداول الأسهم في بورصة عمان لجلسة اليوم الاثنين سعر تذكرة مباراة الأردن والأرجنتين تثير جدلًا واسعًا.. تعرف عليه! سلامي: المنتخب المصري يواجه ضغوطات.. وسنقوم بإراحة لاعبين أساسيين سجال ساخر على مواقع التواصل حول الاسوارة الإلكترونية البديلة للحبس في الأردن مستغلاً المقاطعة.. مطعم جديد في عمان يحاول تقليد مطاعم عالمية شهيرة