انشغل الشارع لأيام بنبأ مهرجان البيجامة الذي تراجع منظموه عن إقامته بسبب الجدل الواسع حول أسبابه وتوقيته وشكله المتوقع.
شخصيا لا أدري ما الهدف من إقامة مهرجان مرتبط بالبيجامة أو غرف النوم، في مجتمع محافظ تحكمه عادات وتقاليد بذاتها.
هنالك من دافع عن المهرجان على اعتبار أن تلك حريات شخصية، وبما أنها لا تتعدى على حقوق الآخرين فهي مسموحة.
بالتأكيد ستتعدى على حقوق الناس وعلى عقولهم التي ستسأل أكثر من مرة عن الجدوى من إقامة مثل هذا المهرجان، ومن الجهة الداعمة له. ستمس عقول الشباب المبدعين الذين سجلوا براءات اختراع في دول غربية وبلدهم الأصلي المشغول مرة بمهرجان للبيجامة وآخر للألوان.
ستمس المتعطلين عن العمل الذين يشاهدون شباب البلد منشغلين بأمور سطحية لن تنفعهم الآن أو في المستقبل.
ولكي لا يتهم البعض بأنه يتمسك بنظرية المؤامرة، صحيح ان تلك المهرجانات تقام في دول مختلفة حول العالم، وبالمناسبة هناك مهرجانات للضفادع وعجلات المركبات وغيرها الآلاف.
لكن السؤال كيف نتعامل معها وكيف نفهمها وكم من مرة وصلت الرسالة بالخطأ، وبالإمكان العودة إلى مشاهد مهرجان الألوان الذي لم يحمل في طياته لا رائحة ولا لونا.
في كل الأحوال القانون يكفل الحريات الشخصية شريطة ألا تتجاوز حريات الآخرين ولا تستخف بعقول الناس، في نفس الوقت لا يمكن السماح بأفكار غريبة وبمظلة القانون أن تضلل الناس، وتخلق ذلك الهوس الفارغ من لا شيء.
نفهم أن المجتمع يفيض بالطاقات الشبابية، والوضع بشكل عام مأساوي بالنسبة للباحثين عن العمل، لكن لدينا تجارب ناجحة ومبادرات طورت قدرات هؤلاء الشباب وجمعتهم على الإبداع والتقدم.
على سبيل المثال لا الحصر هناك مبادرة «إدراك» والعشرات مثلها التي أطلقتها الملكة رانيا العبدالله لتكون أول منصة عربية غير ربحية للتعليم الإلكتروني، وهي ناجحة بالمقاييس كافة.
هنالك مبادرات مجتمعية تم إجهاضها قبل أن تولد، كان يمكن أن تنفع المجتمع وتحديدا فئة الشباب، لأسباب ما زالت مجهولة، والذي لا نجهله تماما أن مهرجانات مثل الألوان والبيجامة وأخرى لم تأت من فراغ أبدا.
فالحق في النهاية سيكون على البيجامة لا على الجهة الداعية والمبتكرة لتلك الأفكار التي لن نجني منها سوى ضياع الوقت وإلهاء المجتمع.