منذ عرفنا الدنيا، ونحن نعرف أن هناك سوقاً سوداء للماء في الأردن، فهناك من يستخرجها من باطن الأرض، ويبيعها، بأعلى من سعرها بكثير، والناس تشتري وتدفع وتتذمر، ولكن حكم الضرورة يدفعها للاستمرار، وهناك أكثر من ذلك.
فالآلاف من الدونمات زرعت وسقيت بماء رخيص، لمجرد ان السياسات تساهلت، وتجاهلت المستقبل، وهناك سدود أقيمت في مواقع مرتجلة مالحة، وأخرى سُمح بانشاء مصانع تصب سمومها في روافدها، وهناك المئات، ان لم يكن أكثر، من الآبار الارتوازية التي أعطيت تراخيص لإنعاش مناطق بزراعات غير منتجة، ولا منافسة، بل ومحتوم عليها الموت بعد حين.
سياساتنا كانت متساهلة، ومتراخية، واحيانا متواطئة، والسكوت على الامر لم يعد ممكنا، ولا مقبولا، ولهذا فالعمل الحقيقي الذي بدأته وزارة المياه لإعادة السياق الى مساره الطبيعي ينبغي ان يؤيد، وان يُساند، ويدعم.
نحن فقراء في الماء، بل لعلنا من الأفقر في العالم، ولهذا فالقليل الموجود منه ينبغي التعامل معه بحرص، والى ذلك فالمشاريع الاستراتيجية كناقل البحرين والتحلية غير قابلة للنقاش، ولعل هذا كله ما يفعله المهندس حازم الناصر، ونعرف انه لا يمكنه وحده ان يحققه دون دعم الآخرين، وعدم التشويش عليه...