الأرضية مؤهلة تماما في مصر لكي ينتقل تنظيم داعش للعمل فيها ولن يكون عليه إلا ان يصبح دامعش، اي الدولة الاسلامية في مصر والعراق والشام، والحال نفسه بالنسبة لظهوره في الاردن ولن يحتاج لإضافة حرف جديد على المختصر باعتبار الاردن من بلاد الشام ومثله فلسطين ولبنان كما هو في سورية ايضا.
بالنسبة لمصر الامر سهل لظهور تنظيم مسلح بحكم المساحة وعدد السكان ووجود الاسباب التي منها انتشار الفقر وامكانية استقطاب مقاتلين من بؤرة، اضافة لانتشار الفكر الديني فيه فطريا ووجود علماء ومتمكنين، ويمكن القول ان في مصر مثل ايمن الظواهري آلاف ومن هؤلاء كثر لن يمانعوا أن يكونوا امراء من اول اتصال معهم. أما في الاردن فإن الظروف العامة وطبيعة التركيب الاجتماعي للسكان ووجود جاليات لاجئة من 44 جنسية انما تعد عوامل مؤهلة لظهور فرع لداعش فيه، وليس خافيا ان عديد من المؤيدين للتنظيم وافكاره افصحوا عن انفسهم علانية في معان والزرقاء، كما ان المشاهد العامة في البقعة والوحدات واربد وغيرها من الامكنة تشي باستعدادات دفينة ستجد فرصتها ان دعيت للعمل.
كان الظن ان التنظيم لن يكون مؤثرا في العراق وها هو ينازل جيشة وتنظيماته وصولا للبشمركة الكردية، وذات الامر في سورية حيث ساد اعتقاد ان النظام يترك داعش عمدا ليقوم بمهمات بدلا عنه وها هو يخرج عن السيطرة ويقاتل النظام وقد قتل آلافا من جنوده حتى الان، اضافة لتمكنه من مواجهة المعارضة والجيش الحر ايضا. كم انه لم يكن متوقعا ان يصل الى لبنان وقد فعل بسهولة.
يميز مصر والاردن أن كلا منهما وقعت اتفاقية سلام مع العدو الاسرائيلي، كما ان حدودهما متاخمة وطويلة مع فلسطين، والامر يعني ان اي فلتان امني يمكن داعش من العمل فيهما سيشكل خطرا على الاسرائيليين، وقد يكون هذا سر التدخل الامريكي عسكريا ضده في العراق لابقائه قيد السيطرة وليس الخروج عنها كما حصل في تنظيم القاعدة لما انعكس السحر على الساحر الذي حققه ابن لادن.
ليس هناك قوة يمكنها صنع داعش سوى امريكا والعدو الاسرائيلي، اذ لا تركيا ولا اي دولة خليجية او غيرها بامكانها ان تلعب اقليميا بعيدا عن الارادة الامريكية، ما يعني عدم فرص من اي نوع لداعش في مصر والاردن رغم كل المؤهلات التي لن تجد من يتصل بها وانما ملاحقتها.