ذهبت زوبعة الثانوية العامة وفرح من فرح وحزن من حزن، وبدأت تقترب منّا زوبعة الجامعات لتحصد معها أفراحاً وأحزاناً، ومع الاثنتين فنحن نتحدث عن أهم ما نملك: أبنائنا الذين نلمس الظلم الذي يقعون به في تعليمهم الابتدائي والثانوي والجامعي أيضاً.
ولسنا نتحدث، عن وزير حالي او سابق او أسبق، ولكن عن سياسات تعليمية ثبت فشلها، ونظل نسمع عن خطط وبرامج كل سنة، لتطويرها وتحسينها، ولكن الكلام يظل كلاماً، وفي الحقيقة فإن مئات المدارس التي لم ينجح فيها احد مجرد وجه من أوجه الفشل الذي نعتقد انه اكبر بكثير.
وخلال نصف قرن من الزمان، ظللنا نشهد ارتجالية ومزاجية وتقلبات في التعليم بمستوياته، فقد كان لدينا امتحان عام للاعدادية الغي ثم أعيد ثم ألغي، وكان لدينا امتحان ثانوية واحد صار على مرحلتين، والحديث يجري حول الالغاء، وايضا الحديث عن معدلات تراكمية للسنوات الاخيرة، وغيره من تغييرات وتعديلات على المناهج الرديئة.
خلال هذه السنوات كانت وزارة التربية والتعليم تتوحد مع وزارة التعليم العالي بوزير، ثم فصل الامر نهائياً، ثم عدنا ووحدنا وعدنا وفصلنا، فالقصد ظل ترضية رجل بوزارة، لا توحيد السياسة والإدارة والتعامل بشمولية، وهناك كلام كثير ولكننا نختصر فنتساءل، مثلاً: هل يعقل ان يكون لدينا وزيران للسبب نفسه؟ ولماذا لا يكونون ثلاثة وزراء بالمرة، واحد للتعليم الابتدائي وثان للثانوي وثالث للعالي؟
يا جماعة: ارحموا أبناءنا!