لم يشدني أي مسلسل رمضاني هذا العام وانا التي كنت قد قطعت عهدا أن لا «يجمعنا رمضان» امام الشاشة الفضية، وأن لا يكون «أحلى» بهذه المهاترات الضوئية.
جاء باب الحارة باهتا، على عكس كل التوقعات، بحواراته السطيحة المكررة بصورة مملة، وايقاعه البطيء، فقد خلا تماما من المتعة التي صاحبت اجزاءه الخمسة الراسخة في أذهان ووجدان المشاهدين.
أما هيفاء وهبي فلم تفاجأ الجمهور فقد بقيت حبيسة الاغراء والايحاءات مع الكثير من التكلف والتصنع كحالها دائما، فما زال جمالها هو طريقها الوحيد للفن ولكسب المشاهدين. «مخدع الخديوي» كان اولى ان يكون عنوان مسلسل «سرايا عابدين» الذي لم يأت ليعج بالاخطاء التاريخية، بل هو استنساخ للمسلسل التركي «حريم السلطان» بصورة اكثر جرأة ووضوحا.
تطول قائمة المسلسلات التي تتناول محتوى صادم في العلاقات غير الشرعية والخيانات الزوجية، وفتيات الليل، وكل هذا بهدف استعراض البطلات بملابس خادشة، والغريب أنه بات من أهداف بعض المسلسلات اكساب الشخصيات الاثمة براءة وملائكية غير منطقية وغير مبررة.
شهد سباق المسلسلات الرمضانية هذا العام منافسة قوية لأنجح المسلسلات هبوطا وأكثرها وقاحة، وتجاوزا لحرمة الشهر الفضيل وكسر «تابوهات» كان يفرضها قدسية الموسم الرمضاني. ليكون القاسم المشترك بين معظم المسلسلات الرمضانية تجاوز حدود الأخلاق وتمرد عن كل قيود الرقابة الرمضانية، حيث جاءت المسلسلات لتعج بالمشاهد الساخنة التي كانت في الأعوام الماضية تراعي -الى حد ما- شهر التعبد والروحانيات.
أثبتت المسلسلات بأن قوة الأداء والابداع في كتابة السيناريو والاخراج لم يعد الطريق للنجاح بل اصبح الاعتماد على الفاتنات، وتجنيد الجميلات بثياب شبه عارية، وغيرها من الامور التي تستنكر خلال العام، فكيف اذا ما جاءت في رمضان.
اللوم لا يقع على الفضائيات التي غضت الطرف عن كل الضوابط والانتهاكات فقط، ولكن على المشاهدين كذلك الذين لم يملكوا قرارا بمقاطعة مثل هذه المسلسلات التي لا تهدف الا الى الترويج للكثير من القيم المشوهة كوسيلة للربح المادي، فالمقاطعة سلاح مهم جدا لا بد وأن يشهر في وجه شركات الانتاج حتى لا نقع في الخطأ الموسم القادم، وحتى لا نصوم وسط مشاهد تناول الخمور، والرقص في الملاهي الليلية، والمخدرات، وغيرها من الكبائر والمحرمات.