في ذاكرة الوجدان العربي كان بعض أوجاعكم ما أصاب جواركم، وعلى امتداد سنوات الوجع العربي عرف عنكم أنكم تنشدون الخير لغيركم وتنسون أنفسكم !!
لم نكن في يوم من الايام شعب (كفتة)، او شعب (كبسة)، او شعب ملهم بصواني (اللحمة).. بل أنتم من ترويتم بالطيب ورافقتم في سنوات الالم والقهر (الذيب) حتى بات يعرف عنكم أنكم اهل النخوة وأهل الفزعة !!
منذ بداية الشهر الفضيل دهمتنا على مواقع التواصل الاجتماعي صور (الطبخات) والموائد الرمضانية في ظاهرة غريبة عن مجتمعنا الاردني المحافظ والمرابط على حدود النار !!
لغاية الان لا أدري ما الهدف من نشر أحدهم لصور صواني (الكفتة) قبل الافطور بخمس دقائق على مواقع التواصل الاجتماعي.. بماذا يمكن أن أعبر لك عن رأيي او أشاركك الفرحة بصنع (صينية الكفتة) وانا لا أملك معلومات تفصيلية عن نوعية (اللحمة) فقد أبدي اعجابي الشديد بها وتكون (الكفتة) مصنوعة من لحمة أبو (منشار) فأصبح من دون ان اعلم عن نفسي من (المنافقين) أي في الدرك الاسفل من النار !!
وأسأل أيضا برسم الوجع الوطني بماذا يمكن أن نثري الذاكرة الوطنية حين ننشر صورة سدر (كبسة) عليه ثلاثة (صيصان) ؟!.. فالكبسة كما هو معروف أكلة (سعودية) والبهارات (هندية) وصيصان الدجاج (فرنسية) والمطبشات (تركية).. أي أن الأكيلة هم فقط (الاردنية) .. بماذا اذا نتباهى بنشر صورة (الكبسة) وعلاقتنا بها تشبه علاقتنا بالولايات الامريكية أي أنها مجرد (حليف استراتيجي) ونسعى لتوطيد العلاقات الثنائية معها.. ولا يحق لنا بأي حال أن ننسب فخر صناعتها لنا.. بينما عندما نصنعها من مواردنا الوطنية عندها سنضعها على رؤوسنا بكل فخر واعتزاز !!
نأتي لجهد البلاء (صور المنسف).. أدرك العدو الاسرائيلي وكذلك مختلف المنظمات الارهابية ان الطريق الى عمان لا يكون عبر التفجيرات او الطائرات بطيار او من دون طيار فهي ولله الحمد محمية برجال الوطن.. بل أدركت وللأسف الشديد أنه يمكن ان نزعزع الامن في (عمان) اذا قطعنا عنها فقط امدادات (الجميد).. يدرك المختصون بالشؤون العسكرية ان ضرب الروح المعنوية للشعب يسهل كثيرا أي عمل عسكري ضده.. والعالم كله بات يدرك ان (المنسف) هو حبيب الروح للشعب الاردني .. فشكرا لكم يا من اعطيتم العدو سر (الشعب الاردني)!!
في بلدنا ملايين اللاجئين.. ليتنا ننشر صورة (شوربة عدس) على انها فطورنا لهذا اليوم ومن خلالها نعلن تضامننا مع الاخوة اللاجئين.. وليتنا ننشر صورة بضع حبات من (التمر) نعلن من خلالها أننا لا نأكل الا عندما يأكل الأهل في غزة.. ليتنا نعمل ريجيما (للمنسف) فنقلص مساحته ونتركه مثل الصحراء القاحلة بلا (هبرة ) ومن ثم ننشر صورته في اشارة واضحة للحكومة فيما أصبحنا نعانيه من ضائقة اقتصادية !!
في كل مرة تزداد الاسعار جنونا.. نزداد بمقابلها ترفا.. في حالة حيرت خبراء الاقتصاد والسياسات الاقتصادية .. ولم يجدوا لها الا تفسيرا واحدا: شعب خلق فقط ليفترس (المنسف) !!