الحكومة مشغولة كما أم العروس التي تتحرك بكل الاتجاهات وتلف وتدور في البيت دون ان تقوم بأي عمل حقيقي، وتظن بأن كل الشغل مطلوب منها، وأنها هي من ينجز الأشياء، ويتكشف بالآخر ان كل المهام المطلوبة للعرس قد أنجزت من غيرها وأنها أساسا لم تكن ذات اختصاص.
الحال العام كله توجس مما يجري حولنا، ومن التأويل حول تمكن»داعش» فتح فرع اردني لها، وفيه انواع شتى من الازمات والمعاناة، وهي لا تقف عند شح المياه وانقطاعها عن الناس ولاتنتهي عند غلاء المعيشة، وفي الجانب الآخر كل الخوف والقهر من قلة الحيلة عند الناس لمواجهة اي خطر، كبر أم صغر ان حل على حين غرة. وفي نفس الوقت تجد الحكومة مشغولة ومهمومة ولا تنقطع عن الاجتماعات واتخاذ القرارات، ورئيسها لا يتوقف عن التصريحات على شتى أنواعها، وكل الوزراء يتحركون بزيارات واستقبالات واصدار الاوامر ليظن العابر ان الدنيا هنا قمرة وربيع نحسد عليها. لكن النتيجة ان الحال العام ووضع الناس من سيئ الى اسوأ، وكل المخاوف قائمة ولا تغير على القلق الذي يلف الجميع ما عدا الحكومة، طالما لا تعي ان حصصنا من الماء والكهرباء والغذاء والدواء وكل الاشياء ما عادت تكفي اللاجئين هنا، فما البال بأصحاب البيت، وان البعض يحضر نفسه للجوء ان حل شرا والحيرة تلفه وامثاله كلما قيل اين المفر، وهو ليس متوفرا وهذا ما تدركه الحكومة وتستغله.
الذي يوجه ويؤمن الاشياء هنا جهات غير الحكومة التي باتت كما الحماة للشعب رغم عدم وجود عروس اصلا، وهذه الجهات رغم كل المقدرة التي لديها فان حجم المفاجآت وغير المتوقع يجعلها غير كافية، وهنا تماما ينبغي التفكير بحكومة غير القائمة وحل مجلس النواب لمركزة القرار عند وطنيين حتى النخاع ضمانة لبقاء الدولة وحماية الناس واستمرار النظام على اساس طبيعة المرحلة، ومن قبل تعزيز العقيدة الكفاحية للقوات المسلحة بأنواعها لتكون الضامنة تماما للجميع.