أود أن أتحدث عن ورق الدوالي والكوسا (خرط) ..للعلم وما أقوله هو حقيقة , فعملية لف ورق الدوالي تبدأ في الليل وهذا يقتضي مشاركة الجارات في العملية , وينطوي على مهارة فائقة ...وثرثرات هائلة , وقد يتم التطرق عبرها إلى الشأن السياسي ..ما زلت اذكر أمي في عملية لف ورق الدوالي , وقد كانت تتطرق في حديثها للشأن المحلي ...والعربي , وللعلم لم يكن في زمن أمي مواقع إخبارية وكنت أستغرب كيف تأتي بالمعلومات ...
مهارات النساء ..أنا لا أعرف الفرق بين (الكركم والعصفر) مع أنهما يؤديان نفس الغرض ولكن أمي كانت تعرف الفارق , وأظن أن وضع الكركم يشبه وضع الكاميرون في المونديال ..التركيز كان على (العصفر) المطحون كثيرا .
...إن أكثر مهارة أجادتها المرأة الأردنية هي (اللظم) , وهي عملية شائكة وتحتاج لتركيز فثمة قمصان تقطعت أزرارها وتحتاج لتركيب , وأمي لم تكون تؤمن بوحدة اللون كانت تضع لي أزرارا خضراء وأخرى حمراء ...كانت تؤمن بتعددية الألوان ..
وإذا أردت أن أتحدث غن النساء ومهاراتهن ...فسأقول لكم أن النساء في حي المصاروه وجبل الجوفه ..جناعه , والأخضر , حي معصوم , حي نزال ...البطاريات , الوحدات ..مخيم البقعه , الزهور ...
لاحظوا أنا لا أتحدث عن السيدات اللواتي يجلسن في فنادق الخمس نجوم ويتحدثن عبر (بوديوم ) زجاجي , في مؤتمرات مموله من (الأن جي أوز) ...أو النساء اللواتي جئن على عجل لحضور حفل أوركستوا سيعزف فيه (داني) أنا أتحدث عن نساء هذه المناطق الفقيرة في عمان ومن ضمنهن ( حوريه) بالتحديد ...
وأقول أن لهن مهارة فائقة تتجاوز مهارات تعزيز قيم الشفافية , وهذه المهارة مرتبطة بالصحو المبكر إناء الفجر والصلاة والدعاء للأولاد وأن يحفظ الله البلد وشعبها ....
كانت أمي كذلك , في كل فجر بارد مليء بالضباب أجدها تدعوا الله أن يحميني وأن يكون هذا البلد رخاء سخاء ...
النساء اللواتي عشن في هذه المناطق , يهزمن (داعش) ...كون (داعش) لاتهزم من منابر الفنادق , داعش يهزمها الفقراء فقط الذين يحبون بلدهم ...
وما زلت أؤمن أن لف الدوالي مهارة والكوسا الخرط مهارة ولظم الإبرة مهارة ...وتلك الحروف التي أكتبها للفقراء مثلي في هذا الوطن العظيم مهارة ...في حين أن منظومة القيم ....وتعزيزها ...( بلاش أحكي ..باي)