“الدولة الاسلامية” وأخواتها.. واسباب مفاجأتها الكبرى في الموصل

“الدولة الاسلامية” وأخواتها.. واسباب مفاجأتها الكبرى في الموصل
أخبار البلد -  

عبد الحسين شعبان
خلال يومي 11 و12 حزيران (يونيو) الجاري 2014، تمكّنت قوات "الدولة الإسلامية للعراق والشام” (داعش) من السيطرة على الموصل، ووضع يدها على تكريت والتهديد بالتوجّه صوب العاصمة بغداد. وتأتي هذه التطورات المهمة لاحتلال مناطق واسعة من العراق، بعد استمرار محاصرة مدينة الفلوجة واضطرار عشرات الآلاف من سكانها إلى الهجرة والنزوح، وتدهور الوضع الأمني لدرجة مريعة، حيث كانت الأشهر القليلة الماضية الأسوأ منذ العام 2007-2008.


كل ذلك حصل في ظل تصدّع العملية السياسية، واتساع وتعمّق التباعد والانقسام بين فرقائها لدرجة انعدام الثقة، وقد كانت القشة التي قصمت ظهر البعير كما يقال، هي موضوع استمرار أو عدم استمرار رئيس الوزراء نوري المالكي لدورة ثالثة بعد إحرازه 95 مقعداً في الانتخابات، ووصولها إلى نحو 120 مقعداً بانضمام قوائم صغيرة إليه، لكنه يحتاج إلى 164 مقعداً لتشكيل الوزارة. من بإمكانه اتخاذ القرار بهذا الشأن والبرلمان معطّل والتوافق غائب والصراع مستمر والجميع ينتظر نتائج غزوة داعش للموصل؟
سيضطر الجميع إلى تقديم بعض التنازلات للقوائم الأخرى، مثلما ستضطر القوائم الأخرى إذا أرادت الحصول على بعض المكاسب وفشلت في إبعاد المالكي، إلى تقديم تنازلات لدولة القانون، بهدف استمرار العملية السياسية، والاّ فإن الأمر سيزداد تعقيداً، وخصوصاً في ظل احتلال داعش للموصل وتكريت وتلعفر ومناطق أخرى. والكل ينتظر بترقّب سلبي أحياناً، النتائج عسى أن تحمل في جعبتها التغيير الذي بحثت عنه.
لقد أثارت عملية احتلال الموصل أسئلة كبرى سياسية وعسكرية وأمنية، فمن تكون داعش بحيث تستطيع احتلال مناطق واسعة من العراق، وكيف نشأت وإلى ماذا تنتمي ومن هم حلفاؤها وما هو سر حركتها ومن أين تمويلها؟
تأسس تنظيم داعش في نيسان (ابريل) العام 2013 وذلك بعد اتحاد ” دولة العراق الإسلامية” التابع لتنظيم القاعدة، الذي اعتبر فرعاً مستقلاً منذ تشرين الأول (اكتوبر) العام 2006، وتنظيم المجموعة الإسلامية في سورية المعروف باسم ” جبهة النصرة”. ولم يحصل الاندماج دون قتال وضحايا، فقد اندلعت الحرب بين الطرفين وخصوصاً في مطلع العام الجاري، إلى أن تم الاتفاق على توحيد التنظيمين.
وكان من أولى قرارات داعش هي التحلل من الالتزامات السابقة مع تنظيم القاعدة، ولاسيّما من قيادة أيمن الظواهري الذي كان رأيه اقتصار عمل القاعدة ودولة العراق الإسلامية على العراق وحده دون سواه، في حين تكون ساحة جبهة النصرة هي سوريا.
أما الامتداد الأبعد لتنظيم داعش، فقد بدأ منذ وقت مبكر يوم حاول أبو مصعب الزرقاوي الذي قتل في العراق على أيدي الأمريكان بتعاون إيراني – عراقي- أمريكي في حزيران (يونيو) العام 2006، الاستقلال بالتنظيم والعمل على بناء خاص باسم ” جماعة التوحيد والجهاد” منذ العام 2004، وذلك قبل مبايعة أبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن الذي قتل في 2 أيار (مايو) 2011، ليصبح اسم التنظيم ” القاعدة في بلاد الرافدين”.
ولكن ماذا حلّ بالتنظيم بعد اغتيال أبو مصعب الزرقاوي؟ لقد تم معالجة أمر القيادة والفراغ الذي تركه الزرقاوي بعد فترة قصيرة باختيار ” أبو حمزة المهاجر” وحين أعلن قيام ” دولة العراق الإسلامية” وقع الاختيار على أبو عمر البغدادي الذي قتلته القوات الأمريكية في العام 2010، كما قتلت مساعده أبو حمزة المهاجر، ولكن التنظيم استمر في العمل واختير أبو بكر البغدادي زعيماً له.
يتراوح تعداد أفراد قوات داعش وتنظيماته في العراق وسورية بنحو 12-15 ألف عضو، بعضهم من جنسيات عربية وغربية، سواءً من الذين اكتسبوا خبرة في العراق أو في أفغانستان أو الشيشان وهؤلاء قادة ميدانيون ومدربون ومختبرون على مدى سنوات، وبين هؤلاء مجموعة من الدول الغربية ومن فرنسا وبريطانيا وبلجيكا، إضافة إلى أن بعضهم من عرب شمال أفريقيا، سواء قدموا مباشرة منها أو من أوروبا.
في كانون الثاني (يناير) 2014 وبعد أن حسم التنظيم أمر وحدته مستغلاً أحداث الحراك الشعبي في الانبار وصلاح الدين والموصل وديالى وكركوك وبعض أطراف بغداد، وغيرها، تمكّن من ضم مجموعة من المسلحين في الفلوجة والرمادي.
المفاجأة التي لم تكن متوقعة هي أن ينتقل التنظيم من تفجيرات وأعمال عنف ومفخخات إلى احتلال مناطق واسعة، بما فيها حاضرة الموصل، وذلك لما تمتلكه من غنى وعمق واتساع مدني وتجاري وتاريخي، ناهيكم عن أنها ثاني مدينة عراقية، ويبلغ تعداد سكانها (محافظة نينوى نحو أربعة ملايين نسمة، وسكان الموصل وحدها نحو مليون وسبعماية ألف نسمة) وغالبية سكانها من العرب وفيها أقليات كردية ازدادت خلال السنوات الأخيرة، وأكثرية سكانها من المسلمين، لكن فيها قرى وبلدات مسيحية بالكامل مثل القوش وتلكيف وباطنايا وبعض مناطق سهل نينوى، ويطالب بعض قياداتهم بحكم ذاتي أو إقليم حسبما يتردّد أحياناً في الإعلام.
خلال العام الجاري والذي سبقه كانت نشاطات داعش أو تسمياتها القديمة قد اتسعت في المنطقة، بالارتباط مع الأزمة السورية وانحسار دور الدولة في سوريا وتصاعد حركة الاحتجاج الشعبي في العراق، وتدهور العلاقة بين الأطراف السياسية، ولاسيّما عشية وبُعيد الانتخابات حيث تصطف قوى عديدة لمنع رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي من النجاح في تحقيق ولايته الثالثة، في حين أنه حاز على أعلى الأصوات ولديه العديد من الأوراق التي يمكنه اللعب فيها، وإذا كان الجميع ضعفاء فإنه أقوى الضعفاء، لكن مثل هذا الأمر كان هو الشغل الشاغل لطاقم السياسيين حتى سقطت الموصل بيد داعش وحلفائها، وقسم من هؤلاء من بقايا العسكريين في الحرس الجمهوري السابق وبعض أتباع النظام السابق الذين لم يجدوا بأساً من التعاون مع داعش للأهداف المشتركة وهي الاطاحة بحكومة المالكي تمهيداً للقضاء على العملية السياسية، فداعش تريد إقامة حكومة إسلامية على طريقتها في الإسلامولوجيا (الإسلام ضد الإسلام) وجماعة البعث يريدون إعادة القديم إلى قدمه، وكل يسعى لاستخدام الآخر.
وعن طريق التخادم يتم التعاون بين داعش والبعث، البعث لديه علاقات خارجية وضباط مدرّبون وأموال بعضها من النظام السابق، وبعضها من جهات عديدة داعمة، ولديهم امتداد داخلي بما فيه داخل إدارة الجيش الاتحادي، الذي قسم منه من بقايا النظام السابق، كما أن لديهم وجود سياسي في كردستان، وكذلك في العديد من البلدان العربية، في حين أن داعش تقوم بالأعمال العسكرية، بما فيها التفجيرات والمفخخات في المناطق والأحياء السكنية لإحداث حالة من الرعب وإضعاف الثقة بالحكومة وبالعملية السياسية، ويقوم أتباع النظام السابق بتكملة ذلك سياسياً عن طريق الدعاية وبعض وسائل الاعلام.
حصلت داعش خلال احتلال الموصل على أكثر من 400 مليون دولار، وحسب بعض المصادر الغربية، فإن داعش من أغنى المنظمات الارهابية في العالم، وقد أدرجتها المملكة العربية السعودية مؤخراً على قائمة المنظمات الارهابية. كما حصلت على عربات وعتاد وأجهزة، ولعلّ هذا "الانتصار” السهل أخاف أوساطاً عديدة وجعل بعض دول المنطقة قي حالة قلق، خصوصاً بانهيار بعض معنويات الجيش والخوف من اندلاع تطهير طائفي حيث سعت الحكومة العراقية لمواجهة ذلك بحشد شعبي من سرايا بعضها مسلح بالأصل وقام بمقاتلة الأمريكان قبل الانسحاب من العراق.
إيران وواشنطن أبديتا قلقاً متزايداً. الأولى قالت أنها مستعدة للتعاون والدعم للقضاء على الارهاب، والثانية قالت أن الرئيس يدرس كل الخيارات لمساعدة بغداد، وكان جون كيري وزير الخارجية الأمريكي قد قال أن الولايات المتحدة ستتحرك بسرعة وبفاعلية لمشاركة حلفائنا (العراقيين) في التعامل مع هذا التحدّي، لكن العديد من المراقبين يستبعدون تدخلاً عسكرياًُ، وحتى قصة دخول 2000 من قوات الباسيج الإيرانية، فإنها لم تتأكد.
نجاح داعش في العراق من شأنه أن يعزز دورها في سوريا، وهكذا تمتد اللوحة من الرقة إلى الموصل.
باحث ومفكر عربي


 
 
شريط الأخبار في سابقة قضائية... الحكم بالإعدام على شخصين بتهمة إضرام النار عمدًا في مخزن نتج عنه وفاتان تهديدات بالقتل تتسبب بنشر 1500 ضابط لمباراة كرة السلة بين ألبا برلين ومكابي تل أبيب توقعات بتخفيض أسعار البنزين ورفع الديزل في الأردن الشهر المقبل "حرارة انفجار ذخيرته تقارب حرارة سطح الشمس".. بوتين يشرح آلية عمل "أوريشنيك" هذا ما قاله نتنياهو عن وقف إطلاق النار والحرب في غزة هذا ما كشفه المجالي بشأن عودة رحلات الملكية إلى بيروت تنويه من إدارة السير 49 مليون دينار موازنة "النقل" في 2025 حافلة ريال مدريد تتعرض لحادث مروري بعد الخسارة أمام ليفربول تنقلات واسعة شملت 6 عمداء و23 عقيدًا في الأمن العام... (أسماء) إرادة ملكية بإعادة تشكيل مجلس أمناء صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية (أسماء) تنويه هام من مؤسسة الضمان الاجتماعي "مفوضية اللاجئين" تعلق حول إغلاق مكاتبها في الأردن وزير العدل يترأس الوفد الأردني المشارك في اجتماع مجلس وزراء العدل العرب الملك يفتتح مركز البحث والتطوير والابتكار في شركة البوتاس العربية الملك لأهل الهية.. أنتم دائما مثال الأصالة والشهامة وأرض مؤتة الخالدة في كرك المجد والتاريخ شاهدة الملك اوعز بتجميدها والشعب يسأل عن ضريبة الكاز التي "رجعت" مع الشتوية وزيرة النقل تستقبل السفير الهندي لبحث تعزيز التعاون في مجال النقل الأعيان يشكل لجانه الدائمة ويختار رؤساءها والمقررين - اسماء الخبير الشوبكي: الـ 3.5 مليون دينار المخصصة من الحكومة للتنقيب عن النفط لا تكفي لحفر بئر واحد !!