ملوخية

ملوخية
أخبار البلد -  


الصيف كان بيلساناً لنا، وجنة عرضها بعض مرحنا، وطولها شقاواتنا العابرة للحارات والأزقة، كان صيفاً يانعاً يبرد لنا ويطيب كريق الحبيب، حتى هذا القيظ يصيرُ بأصابعنا فردوساً زاهرةً، بعد أن نهرع لجداول الماء بين البساتين نمخرها بأجسادنا المكتفية بعريها المنزلق، فنتبلبط كسمك نُزع للتو من روح الماء!.
الصيف أبو بهجتنا وأمها، فيه نسرق ما طاب لنا من ماء البراميل والجرار خلسة عن عين الأمهات؛ لنجبل طيناً نشيّد به بيوتاً تطاول أحلامنا الخافتة، ونقيم أعراسنا شبه الخجولة هناك، الصيف ربيعنا الخالص إذ لا مدارس تقلقُ صباحاتنا الكسولة، ولا آباء نزقين عصبيين، يجبروننا على نوم كنوم الدجاج بعد العشاء!، بل كنا نعتلي صهوة البيوت ليلاً، نندس بفراش خفيف، ثم نسامر غيوم الندى الناعمة، ونمعن عداً بالنجوم رغم تخويف الجدات!.
لم تكن (المولات) والأسواق الكبرى المكيفة محجا لأمهاتنا الطيبات، بل كان الصيف يجعلهن قرية نمل تعجُّ بالنشاط والحركة، فأول الموسم يشغلهن القمح، بتنقيته من التراب والزوان، ثم يسلقنه؛ لتحويله إلى (برغل)، بعد التجفيف والجرش، ثم تأتي طقوس تحضير مرطبانات اللبنة البلدية، إذ (يشخلن) اللبن الرايب في كيس قماش كان يسمى ( خريطة)، فيتخلص من مصله، ثم يكورن اللبنة كثيفة القوام على شكل طابات يغمرنها بزيت الزيتون، ونحن كنّا نتمسكن ونتذلل، ونتمسح بهن كقطط بريئة، من أجل لعقة لبنة من طرف أصابعهن!. 
والصيف كان موسماً للملوخية بامتياز، فالحارة كلها تشتري من ذات السيارة الجوالة (عبطات) كبيرة منها، لتعكف الأمهات بعد أن يتركننا نسرح في ملكوت الله كالقطط الهائمة، يعكفن في خلوة لتشرّطها ضمن مؤتمرات خاصة تحت شجرة التوت أو الليمون، في حوش إحدى البيوت، تتخللها جولات مطولة من الثرثرة، وكنا كلما اقتربنا من حلقتهن متسللين يأخذن بالهمس المتناقص، وكأنهن يخفين سراً عظيماً، ثم يطردننا بفيض من الشتائم الخاصة بالآباء الغائبين. فيا ترى بما كن يهمسن، وعلام اتفقن؟!.
كانت مؤتمرات أمهاتنا الصيفية تسفر في نهايتها عن خزين استراتيجي من الملوخية الناشفة، تفيدنا في الشتاء كطبخات لذيذة، ولكن كثيراً من المؤتمرات العامرة برفاهية الخمس نجوم أو السبعة، لم تسفر في نهاياتها إلا على توصيات بمؤتمرات ثرثرة أخرى؛ لتتوالد من بعدها المؤتمرات، ثم المؤتمرات، والتوصية بمؤتمرات أخرى، وأخرى!.

 
شريط الأخبار مدرب النشامى يشيد بمساندة الأميرين علي وهاشم “الهجرة الدولية”: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم أول تشخيص لإصابة يزن النعيمات النشامى يتفوقون ويهزمون العراق .. إلى نصف نهائي كأس العرب الكرك والسلط الأعلى هطولًا .. المنخفض الجوي يرفع الأداء المطري فتح باب التقديم للدورة الأولى من جائزة زياد المناصير للبحث العلمي والابتكار 14.39 مليار دينار قيمة حركات الدفع عبر "إي فواتيركم" خلال 11 شهرا من العام الحالي ولي العهد : كلنا مع النشامى انخفاض قيمة الشيكات المرتجعة 17% حتى نهاية تشرين الثاني خلال أقل من 24 ساعة .. 9 وفيات بحادثي اختناق منفصلين بغاز التدفئة في الهاشمية - الزرقاء تجارة الأردن: ارتفاع الاحتياطيات الأجنبية يؤكد قوة الاقتصاد الوطني جمهور النشامى .. مين بعرف شو احتفالية يزن نعيمات اليوم رح تكون ؟ نفوق سلحفاة كبيرة على شاطئ الغندور في العقبة -صور الأرصاد توضح تفاصيل حالة الطقس لـ3 أيام مجلس نقابة الصحفيين الأردنيين ينعى الزميل الأستاذ بسام علي الياسين رغم الرسوم الأميركية .. صادرات الأردن تحافظ على زخم قوي في 2025 إخلاء منزل تعرض لانهيار جزئي في الشونة الشمالية الكشف عن بديل توني بلير لرئاسة مجلس السلام في غزة غزة: غرق عشرات المخيمات وانهيارات منازل على وقع خروقات اسرائيلية علاجات منزلية لإزالة قشرة الشعر بطريقة طبيعية وطرق تحضيرها