أعتقد أن وضع إدارة الجامعة الأردنية رجليها في الحيط وعدم تراجعها عن رفع أسعار رسوم الموازي و الدراسات العليا وكأنها في فيلم أمريكي سيّء اسمه ( لا تراجع لا استسلام ) يمثل خيبة أمل كبيرة للعقلية الإدارية التي تُطبخ فيها القرارات ( الحساسة ) و التي تقود دائما لأسهل الحلول عند مواجهة أدنى مشكلة مالية ..و الحلول السهلة كلها بيدين سارقتين من جيب الطالب و عائلته التي تنازع الحياة لتبقى على هامشها ..!
بماذا تختلف هذه العقلية ( العلمية !!! ) عن عقلية الحكومات التي نتهمها دائما بالابتعاد عن الاحساس بالمواطن ..؟؟! إذا كنّا نتحدث كثيراً عن فقدان ( الثقة ) بين الحكومات و الشعب ..وأن هذه من الأسباب الرئيسة لعدم تصديق المواطن لكل طروحات و تخريجات حكوميّة ..و لأنها تنكّد عليه في تفاصيله اليوميّة برفع الاسعار و حرق أحلامه وأمانيه بالعيش يوماً واحداً دون الاصطدام بأي من ضرائب الحكومة ..فماذا عسانا نقول عن العقليات الاداريّة و التي تحمل أعلى الشهادات العلمية و تنساق وراء الحكومات في اجترار الحلول السهلة لحل مشكلات هي في الأساس من صنع الفساد الاداري لحملة تلك الشهادات العليا ...؟؟
لذلك ..فإن الحملة التي قادتها و تستمر في قيادتها ( ذبحتمونا ) تحت شعار ناري : لن ندفع فواتير فسادكم.. تلقى رواجاً و تصديقاً بين الناس لأن الجهات الحكوميّة و القائمين على إدارة الجامعة الأردنية لم يستطيعا أن يقنعا أحداً بقراراتهم المفاجئة و كأنها ( شربة ميّة ) وكأن الواقع عليهم القرارات لن يعانوا أو تتلخبط حياتهم الاجتماعية و الاقتصادية ..!!
أطالب إدارة الجامعة الأردنية بأن ( تشيل رجليها ) عن الحيط ..وأن تكون بمستوى الشهادات العليا التي يحملونها ..!