قبل شهور تحديداً، كان الأمير بندر بن سلطان، يُشار له بالبنان بوصفه رجل الدولة القوي، الذي حمل ملف الأزمة في سوريا وإدارته.
بندر ذو 65 عاماً عمل رئيساً للاستخبارات السعودية، إلا أن مرسوماً ملكياً سعودياً في 15 إبريل أعفى الأمير بندر بن سلطان عن منصبه كرئيس للاستخبارات، وكلّف نائبه الفريق أول ركن يوسف بن علي الإدريسي برئاسة الاستخبارات.
ليس صحيحاً ما يُثار من أن بندر أعفي لأوضاعه الصحية المُتردية، فهذه مُلحة يمكن أن تُلحق في كُتب النوادر، لا لشيء سوى أن المسؤولين العرب لا تُعفيهم حالتهم الصحية من مسؤولياتهم ومناصبهم، حتى ولو وصل الأمر بأن يترشح لانتخابات الرئاسة من على كرسي ذوي الاحتياجات الخاصة، كما فعل بوتفليقة.
سعودياً، ستجد أن وليّ العهد سلمان بن عبد العزيز، مُصاب بمرض الزهايمر، ومع ذلك ما زال قائماً على رأس عمله، وستجد أن العاهل السعودي بذاته قد يلتقي بضيوفه، وقد وضع كمامات التنفّس الاصطناعي على وجهه، كما فعل بزيارة أوباما مؤخراً.
فأيُّ منطق هذا الذي يدعو رئيس الاستخبارات لإعفائه من منصبه لمرضه؟؟
بالقطع فإن التفسير الأساس للإطاحة ببندر بن سلطان، يتمثل في أن إقصاءه، يعني استكمالاً لترتيبات إزاحة جناح أبناء سلطان عن مواقع النفوذ في المملكة، تمهيداً لانتقال السلطة إلى جيل الأحفاد.
ففي 20 أبريل 2013، أعفي الأمير خالد بن سلطان "الابن الأكبر لولي العهد السابق" من منصبه كنائب لوزير الدفاع، قبل أن يُعيّن أخوه سلمان بن سلطان في ذات المنصب في سبتمبر من نفس العام، وتقول التكهنات بأن الخطوة القادمة ربما تكون بإعفاء الأمير سلمان كذلك من منصبه كجزء من خطة نقل السلطة في السعودية.
إذ صادقت ما تُسمى بهيئة البيعة السعودية، بأغلبية ثلاثة أرباع أعضائها أواخر مارس المنقضي على مرسوم ملكي بتعيين الأمير مقرن بن عبد العزيز -النائب الثاني لرئيس الوزراء وأصغر أبناء الملك عبد الله الأحياء-كولي لولي العهد الحالي الأمير سلمان في سابقة هي الأولى من نوعها بتعيين ولي لولي العهد!!
وتشير المصادر إلى ان دلالة الخطوة تكمن في أن السلطة ستنتقل إلى جيل الأحفاد مع وصول الأمير مقرن إلى السلطة، وتنحصر التكهنات بين الأمراء متعب بن عبد الله "ابن العاهل الحالي وقائد الحرس الوطنى منذ 4 سنوات، وعضو مجلس الوزراء بعد أن صار الحرس الوطني وزارة مستقلة"، ومحمد بن نايف "وزير الداخلية" وبندر بن سلطان المُبعد مؤخراً.
للإطاحة دلالات عميقة، تشير إلى صدقية توقعات المراقبين باندلاع الخلافات في أوساط العائلة الحاكمة في المملكة، وبإطاحة بندر يكون سيناريو الخلافات قد بدأ فعلاً.. فإلى أين تصيرُ الأمور؟؟