مصادر أمنيّة رفيعة بتل أبيب: إيران ستكون صاحبة القرار الأوّل في المواجهة القادمة مع حزب الله
- الأربعاء-2014-04-09 | 10:58 am
أخبار البلد -
أخبار البلد -
قال المحلل رون بن يشاي، في تحليل نشره على موقع صحيفة (يديعوت أحرونوت) الالكترونيّ إنّ الأجهزة الأمنيّة والاستخباراتية في إسرائيل ترغب في سقوط نظام الرئيس السوريّ د. بشّار الأسد في أقرب وقت ممكن، وفي تقديرها فإنّ سقوط النظام في وقت قريب سيسمح ببقاء بنية تحتية سياسية وعسكرية تسمح بقيام حكم مستقر في سورية في فترة ما بعد الأسد، لافتًا إلى أنّه ومع كل هذا فإن هناك قلة أمنية وعسكرية تعتقد أن على إسرائيل التدخل فيما يجري هناك، على حد قوله.
ونوّه بن يشاي، استنادًا إلى مصادر أمنية وصفها بالرفيعة في تل أبيب، إلى أنّه لا مصلحة لإسرائيل في التدخل فيما يجري في سورية وذلك للأسباب التالية: أولاً، إنّ أيّ ضربة إسرائيليّة ضدّ سوريّة ستُعيد توحيد صفوف الجمهور الذي كان في الماضي من المؤيدين للنظام وبات اليوم مترددًا بهذا الشأن حول الأسد، أما السبب الثاني، يقول المحلل إنّ محاربة نظام الأسد في هذا الوقت ستكون بالنسبة للمعارضة والدول العربيّة وتركيّا بمثابة الطعن في الظهر، الأمر الذي قد يؤدي إلى توقف القتال ضد الأسد ونظامه، وفي ما يتعلق بالسبب الثالث والأخير فإنّ العالم لن ينظر بعين الرضا إلى عملية إسرائيلّية ضد سورية، في حال أدى سقوط النظام في دمشق بسبب مثل هذه العملية إلى هزة ارتدادية في الشرق الأوسط على خلفية الصراع الدينيّ المذهبيّ، وانتقال الاضطرابات إلى لبنان أو العراق أو الأردن أو تركيّا، على حد تعبيره.
وأضاف المحلل العسكريّ، صاحب الباع الطويل في المؤسسة الأمنيّة في الدولة العبريّة، أضاف أنّ منظومة الصواريخ التي وضعتها إيران في لبنان لتكون بمثابة قوة ردع ضدّ الولايات المتحدّة الأمريكيّة وإسرائيل لمنعهما من شنّ هجومٍ عسكريٍّ ضد منشآتها النووية، وفى الوقت نفسه لحماية النظام السوريّ الحاليّ من قيام إسرائيل بشنّ هجومٍ عسكريٍّ ضدّه في حالة تدهور الأوضاع في سوريّة على ضوء الحرب الأهلية الدائرة في بلاد الشام، على حدّ تعبيره.
ووضع بن يشاي ثلاثة سيناريوهات متوقعة لموعد اندلاع حرب لبنان الثالثة، مؤكدًا على أنّ إيران ستكون صاحبة القرار الأول فيها: الأول، في إطاره تندلع تلك الحرب عندما تقرر القيادة الإيرانيّة وبشكل نهائيّ إنتاج السلاح النووي وتشغيله، حينها من المتوقع أن تقوم إسرائيل بمهاجمتها للقضاء عليه، عندئذ ولإجهاض تلك المحاولة سيقوم حزب الله، وبأمر مباشر من طهران بإطلاق منظومة الصواريخ لديه في لبنان نحو العمق الإسرائيليّ، لإشغالها عن مهاجمة إيران، أمّا السيناريو الثاني، بحسب المحلل الإسرائيليّ، فهو أنْ يقوم الجيش الإسرائيليّ بشنّ هجوم عسكريّ موسع ضد لبنان، على ضوء قيام حزب الله باستهداف المصالح الإسرائيليّة في عدد من دول العالم انتقامًا لاغتيالها لعماد مغنية القائد العسكري السابق بحزب الله.
السيناريو الثالث: الذي في إطاره تندلع حرب لبنان الثالثة عندما يشعر النظام السوري المترنح برئاسة بشار الأسد بقرب انهياره نتيجة لتعاظم العمليات ضده، حينها يقوم بتوجيه أوامره لحزب الله بشنّ هجوم على دولة الاحتلال لتخفيف حدّة الضغوط الشعبية ضدّه، ولكي يلجأ إليه الغرب لكبح جماح حزب الله، وإنهاء حربه مع إسرائيل.
وفي ختام تحليله دعا بن يشاي قادة تل أبيب إلى ضرورة منع تزود حزب الله بمزيد من الصواريخ خاصّة بعد فتح نظام الرئيس السوري أبواب مخازنه العسكرية على مصراعيها أمام حزب الله لتدعيم قوته العسكريّة، لحماية نظامه من جهة، ومن جهة أخرى لشنّ حرب جديدة ضد إسرائيل وقتما يقرر الأسد بما فيه مصلحة لنظامه، مشيرًا إلى ضرورة أنْ تكون النتائج الإستراتيجية لحرب لبنان الثالثة حاسمة، وتدعم قوة الردع الإسرائيليّة لفترة طويلة، على الأقّل أمام حزب الله وسورية، وأنّ أيّ اتفاق لوقف إطلاق النار يتّم التوقيع عليه يجب أن يشتمل على شروط تتيح لإسرائيل بشكل قاطع استخدام القوة لمنع إعادة تسلح حزب الله، على حد تعبيره.