لا يمكن بعد الأن إخفاء حيثيات وتفاصيل الإنحيازات الحاسمة التي قررها العاهل السعودي الملك عبدلله بن عبد العزيز في الأيام أو الأسابيع الأخيرة من عهده وفقا لغابية القراءات التي حاولت تفكيك ألغاء المنصب الجديد في الهرم السعودي وهو "ولي ولي العهد".
الموقع كان من نصيب الأمير مقرن بن عبد العزيز وهو رجل ظل بطبيعته إبتعد عن المزاحمة وعزز سلطاته ونفوذه بصمت طوال الأسابيع الماضية ليلجس في واحد من اكثر مفاصل القرار ويتولى ملف الإتصالات الخارجية مع بعض المهام الإستراتيجية ويقود عمليا مجلس الوزراء وبالتالي المؤسسة البيروقراطية السعودية التي قال كثيرون انها تعاني من الشيخوخة.
الأمير مقرن عصري في التفكير وغير محسوب على المدرسة المحافظة ووجوده ملكا مؤكدا بموجب المرسوم الأخير لخادم الحرمين الشريفيين على هامش إجتماع مؤسسة المجلس الملكي يعني تلقائيا بأن الرجل الثاني في المؤسسة سيكون الأمير محمد بن نايف المشرف الفعلي الأن على المؤسسة الأمنية بعد مغادرة وغياب الأمير بندر بن سلطان.
كلاهما مقرن ومحمد بن نايف- سيكونان نجما المرحلة المقبلة .
لذلك كان إستحداث المنصب الجديد بمثابة مفاجأة صدرت بتعيين الأمير مقرن بن عبد العزيز، وليا لولي العهد الحالي الأمير سلمان، على أن ‘يبايع ولياً للعهد في حال خلو ولاية العهد، ويبايع ملكاً للبلاد في حال خلو منصبي الملك وولي العهد في وقت واحد’.
تقارير صحفية نقلت عن مراقبين القول بان هذه الخطوة تأتي كمحاولة لتنظيم انتقال السلطة في المملكة واستباقا لخلافات ربما تنشأ بين ابناء الجيل الثالث من ابناء الملك المؤسس عبد العزيز، اضافة الى ان هذه الخطوة تأتي في ظل حالات توتر وثورات تزخر بها منطقة الشرق الأوسط.
وبحسب الأمر الملكي الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية ‘واس′ جاء تعيين الأمير مقرن بأغلبية تجاوزت ثلاثة أرباع عدد أعضاء هيئة البيعةز
تلك بكل الأحوال صيغة لا تعني الإجماع على التغيير الذي حصل لكن الملك وقبل مغادرته المتوقعة للمؤسسة برمتها قام بتحصين القرار بصيغة قانونية كانت كالتالي: ‘يُبايع صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد، ولياً للعهد في حال خلو ولاية العهد، ويبايع ملكاً للبلاد في حال خلو منصبي الملك وولي العهد في وقت واحد. ويقتصر منصب ولي ولي العهد في البيعة على الحالتين المنوه عنهما في هذا البند’.
كما أكد الأمر على أن القرار ‘يكون نافذاً اعتباراً من صدور هذا الأمر، ولا يجوز بأي حال من الأحوال تعديله، أو تبديله، بأي صورة كانت من أي شخص كائناً من كان، أو تسبيب، أو تأويل’. وضمن آليات الخلافة التي أقرت قبل بضعة أعوام، عين الملك عبد الله (90 عاما) أعضاء هيئة البيعة ووضع على رأسها أخاه غير الشقيق الأمير مشعل بن عبد العزيز.
وتضم الهيئة 34 أميرا من أبناء وأحفاد الملك عبد العزيز مهمتهم تأمين انتقال الحكم ضمن آل سعود لا سيما عبر المشاركة في اختيار ولي العهد.
والهيئة مكونة من أبناء الملك المؤسس. وينوب عن المتوفين والمرضى والعاجزين منهم، أحد ابنائهم يضاف إليهم اثنان من أبناء كل من أبناء الملك المؤسس يعينهما الملك وولي العهد.
والأمير مقرن من مواليد عام 1945 وتقلد العديد من المناصب آخرها منصب مستشار ومبعوث خاص للملك عبدالله بن عبدالعزيز. وشغل منصب رئيس الاستخبارات العامة في 22 تشرين الأول/اكتوبر 2005. وظل يتولى هذا المنصب حتى 19 تموز/يوليو 2012. كما سبق له أن عين أميراً لمنطقة حائل في 18 آذار/مارس 1980، وظل بهذا المنصب حتى 29 تشرين الثاني/نوفمبر 1999، ثم عُين أميراً لمنطقة المدينة المنورة وظل في هذا المنصب حتى تشرين الأول/اكتوبر 2005.
وكان تلقى تعليمه الأولي في معهد العاصمة النموذجي، وبعد تخرجه عام 1964 التحق بالقوات الجوية الملكية السعودية، وأكمل دراسته في علوم الطيران في المملكة المتحدة، وتخرج منها عام 196، وظل يعمل في القوات الجوية الملكية السعودية حتى عام 1980.