تناولت الصحافة العالمية موضوع الحكم بإعدام من 528 من أعضاء جماعة الإخوان إثر مزاعم بالتورط في قتل وجرح عدد من أفراد الشرطة.
وبينما استنكرت صحيفة النيويورك تايمز الحكم، توقع موقع "ميدل إيست مونيتور" المتخصص بأخبار الشرق الأوسط، أن يكون الحكم تمهيدا لقرار إعدام قد يصدر مستقبلا بحق الرئيس السابق محمد مرسي وعدد من أعضاء الصف الأول في جماعة الإخوان المسلمين.
وكانت محكمة جنايات المنيا قضت صباح الإثنين الماضي بإعدام 528 وإحالة أوراقهم إلى مفتي الجمهورية، لإبداء رأيه إثر مزاعم بالاعتداء على مركز شرطة مطاي، وقتل العقيد مصطفى رجب، نائب مأمور المركز، والشروع في قتل شرطي، وضابط، وإطلاق الأعيرة النارية، والاستيلاء على أسلحة مركز الشرطة.
إعدام مرسي
لفت تقرير لموقع "ميدل إيست مونيتور" اليوم الأربعاء إلى أن احكام الأعدام الأخيرة هي تهيئة لإصدار حكم مماثل على مرسي، والقيادة العليا في مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان.
ورأى التقرير أن "السيسي سيخرج من هذه الفضيحة أضعف بكثير، على الرغم من وجود جميع أدوات القمع الذي تمارسه الدولة تحت تصرفه، إلا انه يستخدم نظام العدالة الجنائية لقمع المعارضين السياسيين، الأمر الذي يقضي على صورة الرجل القوي التي تحاول وسائل الإعلام المصرية إظهاره بها".
وصف التقرير أحكام الإعدام الصدارة في مصر مؤخرا بحق 529 متهما من الإخوان بالإعدام بـ"البشعة".
و أضاف انه "ليس فقط الأرقام التي صدمت العالم، ولكن الطريقة التي تم القيام به، عندما قام القاضي سعيد يوسف الجزار وبجلستين فقط بإصدار أحكام الموت بحق 529 مصري".
واستعرض التقرير إجراءات المحاكمة والتي منع خلالها محامي الدفاع من حضور الجلسات، وسمح فقط لممثلي الإداء العام للقيام بالمرافعات القانونية الخاصة بهم. وشدد على أنه سواء تم تأييد أحكام الإعدام أم تم تخفيفها الى السجن مدى الحياة، فإن القضية وضعت مصر بقوة على مسار الفوضى والتدمير الذاتي.
ورأى أنه "مع استثناء الأنظمة الستالينية، والنازية والخمير الحمر، فإنه لا توجد أمثلة على مثل هذه الأحكام في التاريخ الحديث. وبذلك ينضم المشير السيسي ومساعديه إلى صفوف الطغاة سيئي السمعة".
ويلفت "ميدل إيست مونيتور" إلى أن " القاضي الجزار، واسمه، من باب السخرية، يعني "جزار" باللغة العربية، برأ مدير الأمن وضابط شرطة في 15 يناير من العام الماضي، وكلاهما متهم بقتل 25 من المتظاهرين في بني سويف. إذا كان هناك أي شيء يسمى عدالة في مصر اليوم فهي موجودة بشكل واضح لفلول نظام مبارك السابق والجيش والأجهزة الأمنية، وهي بالتأكيد ليست للمواطنين العاديين".
ويلخص التقرير دلالات احكام الإعدام بثلاثة مؤشرات إلى "أنها المسمار الأخير في نعش نظام العدالة الجنائية في مصر، وأن حقوق الإنسان ليست سوى لأولئك الذين يؤيدون انقلاب 3 يوليو، وأن الغرض غير المعلن من تلك الأحكام إزاحة أي نوع من المعارضة قبل إستيلاء المشير السيسي على السلطة من خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة".
ويضيف أنه "حتى بالمعايير المروعة من الاضطهاد المصري فإن عقوبة الإعدام على 529 شخص في حكم واحد لم يسبق له مثيل، فلم تسجل سابقة كهذه حتى أيام المحاكم العسكرية التي تم تأسيسها من قبل الجنرال جمال عبد الناصر في حملته ضد الإخوان المسلمين، وأن المحكمة المدنية التي أصدرت الحكم تعكس مدى عمق الفساد داخل الجهاز القضائي".
ويتابع "العديد من الأطراف المحلية والإقليمية والدولية، لعبت دورا في خلق هذه الأزمة المؤسفة في مصر، كانوا جميعا مدفوعين بمزيج من الأيديولوجية والسياسية قصرة النظر وتجاهل تام لسيادة القانون، لكن كل ذلك أدى إلى تخريب إرادة الشعب المصري وسيكون الجميع أمام المسؤولية في تحمل الدمار والخراب".
ويجادل التقرير بأنه "بصرف النظر عن الاستخفاف بالمعايير المعترف بها دوليا للقانون، فإن الانحطاط بات يسود الحياة العامة المصرية، ويتمثل في عمق انعدام الأمن، وجنون العظمة الذي أصاب النظام الذي منذ استيلائه على السلطة، فشل في تحقيق الاستقرار في البلاد وخلق مناخ للانتعاش الاقتصاد، الأمر الذي يقوض جميع الجهود لتحقيق المصالحة الوطنية، ويؤدي إلى تعزيز الانقسامات والاستقطاب والذي وعد السيسي بأنه سيخلص مصر منه".
النيوريك تايمز : أخطاء مرسي متواضعة مقارنة بوحشية الآخرين
شنت صحيفة النيويروك تايمز هجوما عنيفا على أحكام الإعدام الصادرة بمصر، وقال الصحيفة تعليقا على الموضوع إنه بعد الإنقلاب العسكري وبروز وحشية الجيش والمؤيدين له، فإن الأخطاء التي ارتبكها مرسي أثناء حكمه لا تقارن بمستوى الوحشية التي يعمل بها خصومه وعلى رأسهم الجيش.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها أول من أمس الثلاثاء إن هذا الحكم يعتبر الأضخم في التاريخ، وأن والإسراع أيضا في إصداره خلال جلستين فقط شئ غير عادي، وأن الرسالة من وراءه واضحة جدا وهي "ترهيب كل من يحاول معارضة الانقلاب العسكري والتعاطف مع الإخوان المسلمين".
ورأت أنه تم تبرئة 16 شخصا في القضية لمحاولة إضفاء الشرعية، لافتة إلى أن الحكم مناف للعقل من حيث أن أغلب المحكوم عليهم متهمين بالتورط في قتل شخص واحد فقط، وهذا أمر غير معقول.
واستعرضت الصحيفة الانتهاكات المرتكبة من قبل النظام المدعوم من الجيش من خلال قتل 1000 متظاهر خلال فض اعتصامي النهضة ورابعة العدوية، وهو الأمر الذي قاد لاحقا لاحتجاجات في مختلف احاء مصر.
وعبرت "النيويورك تايمز" عن مخاوفها من أحكام مجحفة مماثلة قد تصدر على صحفيي الجزيرة المعتقلين منذ شهور.
فضيحة جديدة لحرس "أوباما"
كشف تقرير لوكالة الأنباء الامريكية اسوشيتيد برس عن فضيحة جديدة لجهاز "الخدمة السري" المكلف بحراسة الرئيس أوباما بعد أن تم تسريح أحد العاملين فيه قبل زيارة الرئيس الأمريكي لهولندا.
وقال التقرير أن قائد فريق متخصص بمواجهة الهجمات وجد قبيل زيارة الرئيس الأمريكي إلى أمستردام مخمورا في فندق.
وبين التقرير أن تلك الحادثة تزيد من متاعب جهاز "الخدمة السرية" بعد فضيحة واسعة ألمت به إبان تورط عدد من أفراده في قضايا دعارة في كولمبيا أثناء زيارة رئاسية هناك.
وقال أنه تم اكتشاف الضابط المخمور وتم الإبلاغ عنه للسفارة الأمريكية من قبل أحد العاملين في الفندق، وانه بعد التحقيق تم اعتبار عنصرين من فريق الضابط متواطئين في الموضوع، لأنهما لم يتدخلا لتعديل سلوك الضابط.