عباس كان الخاسر الاكبر من معركة “التلاسن” الاعلامي مع خصمه دحلان
- السبت-2014-03-22 | 09:44 am
أخبار البلد -
أخبار البلد-
طالبنا ومنذ فشل اتفاقات اوسلو وانهيار حل الدولتين، وتحول السلطة الفلسطينية الى اقل من مجلس بلدي، طالبنا الرئيس محمود عباس بالاعتراف بهذا الفشل، باعتباره "مهندس″ عملية السلام، وان يعلن حل السلطة الفلسطينية، ويذهب الى بيته في رام الله او عمان، ويقضي ما تبقى من عمره في صحبة احفاده الذين يحبهم كثيرا.
فاذا كان الرئيس عباس يرفض الاستماع الينا، ولا يثق بأرائنا، فعليه ان يستمع الى ابنه طارق الذي طالب بالشيء نفسه، واكد تفضيله لحل الدولة الواحدة، واعادة الضفة الغربية الى سلطة الاحتلال كاملة حتى تقوم بواجباتها والتزاماتها التي يفرضها عليها القانون الدولي ومعاهدة جنيف الرابعة كدولة احتلال.
الرئيس عباس عاد الى المقاطعة (مقره) في رام الله بعد زيارة الى واشنطن التقى خلالها الريس الامريكي باراك اوباما، وبدا واضحا من خلال التسريبات ان محادثاته لم تحقق اي نجاح، ويمكن استشفاف ذلك من خلال تصريحاته التي ادلى بها بعد وصوله، بانه لن يفرط بالثوابت الوطنية الفلسطينية، ولكنه لم يقل لنا، والشعب الفلسطيني باسره، في الوطن والشتات عن ماهية خطواته المقبلة، خاصة بعد ان اعلنت السلطات الاسرائيلية عن عزمها البدء في حملة استيطانية جديدة تشمل حوالي ثلاثة آلاف وحدة سكنية.
الحقيقة التي لا يستطيع الرئيس عباس تجاهلها تتلخص في انه يعيش حاليا في مأزق كبير، داخليا وخارجيا، داخليا بسبب الازمة العاصفة التي تعيشها حركة "فتح” التي يتزعمها بعد "حملات الردح” التي انجر اليها مع خصمه العقيد محمد دحلان وزير الامن الاسبق، وخرجت عن كل الاصول والاعراف لما تضمنته من اتهامات بالتخوين، ودس السم لاغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات لمصلحة اسرائيل، ووقائع الفساد التي طالته شخصيا وافراد من عائلته، اما خارجيا فتتجسد هذه الازمة في انحسار الاضواء عن القضية الفلسطينية وتراجعها على سلم الاولويات العالمية، وفتور علاقاته مع العديد من الدول العربية وخاصة مصر وسورية والعراق وبدرجة اقل المملكة العربية السعودية والجزائر والسودان ودول الخليج الاخرى.
ما كنا نتمنى للرئيس عباس ان يهبط لهذا المستوى، وان ينجر الى معارك كلامية وهو الرجل الذي يقف على ابواب الثمانينات، ويوصف بانه الوحيد الذي تبقى على قيد الحياة من القيادة التاريخية التي فجرت الثورة الفلسطينية والجيل المؤسس لحركة "فتح”، ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.
لا يستطيع، بل لا يجب، ان يستمر الرئيس عباس اتباع السياسات التي اتبعها طوال السنوات التسع الماضية من فترة توليه الرئاسة، خاصة بعد ان ثبت فشلها، ولا بد من الاقدام على خطوات شجاعة وجريئة، لاعادة المصداقية للمسيرة النضالية الفلسطينية من حيث اعادة تفعيلها، وبالوسائل كلها ضد الاحتلال الاسرائيلي.
عدم عمل شيء امر لم يعد مقبولا في ظل تآكل ما تبقى من الارض بفعل تغول الاستيطان، ولا بد من تثوير المناطق المحتلة، فطالما انه، او المستشارين المحيطين، يستطيعون حشد الآلاف في مظاهرات لدعمه في واشنطن، فان عليه ان يحشد هؤلاء ضد الاستيطان والاحتلال.
مصائب عباس كثيرة، وكذلك اخطاؤه، لكن المصيبة الاكبر في راينا تتمثل في معظم المستشارين حوله الذين يرسمون له صورة وردية للاوضاع، ويمدحون خطواته رغم ايمانهم بخطأها، وآخرها الانجرار في حرب كلامية مخجلة مع خصمه دحلان، فهؤلاء عبيد مصالحهم وامتيازاتهم التي يستمدونها من وجودهم حوله، ولا تعني لهم القضية الفلسطينية كثيرا للأسف.
الرئيس عباس لم يعد لديه ما يخسره، وهو نفسه قال ان عمره 79 عاما، ولم يبق لديه الكثير، فعليه ان ينهي حياته بطريقة مشرفة، ومرة اخرى نقول اذا لا يريد الاستماع الينا والشعب الفلسطيني فليستمع الى ابنه رغم تحفظاتنا عليه، او على الاثنين الابن والاب معا.