كثرة النوم، المعروفة أيضاً بفرط النوم (بالإنجليزية: Hypersomnia)، هي حالة طبية يعاني فيها الشخص من صعوبات في البقاء مستيقظاً خلال ساعات النهار. يمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى النوم في أي وقت ومكان، بما في ذلك أثناء القيادة أو العمل، مما قد يشكل خطراً على سلامة الشخص والآخرين. يعاني الأشخاص الذين يعانون من فرط النوم من مشاكل صحية أخرى مرتبطة بالنوم، مثل فقدان الطاقة وعدم القدرة على التفكير بوضوح، مما يؤثر سلباً على جودة حياتهم اليومية.
تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يعانون من فرط النوم يحتاجون إلى ما بين 10 إلى 12 ساعة من النوم في الليلة ليكونوا في كامل نشاطهم في اليوم التالي. ومع ذلك، فإن التزامات الحياة اليومية، مثل العمل أو الدراسة، قد تمنعهم من الحصول على هذه المدة الكافية من النوم، مما يؤدي إلى شعورهم بالتعب والإرهاق طوال اليوم. في محاولة لتعويض نقص النوم، قد ينام هؤلاء الأشخاص لفترات طويلة تصل إلى 15 ساعة في الليلة خلال عطلات نهاية الأسبوع أو الإجازات.
من المهم أيضاً أن نلاحظ أن بعض الأشخاص قد يعانون من فرط النوم نتيجة للاستيقاظ المتكرر في منتصف الليل، مما يؤدي إلى انقطاع نومهم وعدم حصولهم على نوم عميق يتيح لهم الشعور بالراحة. وفقاً لمؤسسة النوم الوطنية (بالإنجليزية: The National Sleep Foundation)، يُنصح البالغون بالنوم من سبع إلى تسع ساعات يومياً، مع ضرورة أن تكون المدة لا تقل عن ست ساعات ولا تزيد عن عشر ساعات. ومع ذلك، لا يوجد عدد ساعات محدد للنوم، بل مدى معين من الساعات التي يحتاجها الجسم، حيث تختلف حاجة كل شخص للنوم عن الآخر.
كيفية التخلص من كثرة النوم
من الضروري معرفة السبب وراء كثرة النوم لتحديد العلاج المناسب. إليك بعض الأساليب والعلاجات التي يمكن أن تساعد في معالجة كثرة النوم:
تغيير نمط الحياة
يعتمد العلاج غير الدوائي لكثرة النوم على اتباع نصائح لتحسين نمط الحياة والحصول على عادات نوم صحية. من بين هذه النصائح:
- النوم ليلاً لعدد ساعات كافٍ: من المهم تحديد وقت محدد للنوم والاستيقاظ لضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة.
- إبعاد الأمور المزعجة: يجب تجنب المشتتات مثل الهواتف المحمولة أو التلفاز قبل النوم.
- الالتزام بالاستيقاظ في نفس الوقت كل صباح: يساعد ذلك في تنظيم الساعة البيولوجية للجسم.
- تجنب القيلولة في وقت متأخر من اليوم: يمكن أن تؤثر القيلولة المتأخرة على جودة النوم ليلاً.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: تساعد التمارين على تحسين نوعية النوم وزيادة مستويات الطاقة خلال اليوم.
- تناول وجبات صحية في أوقات محددة: يساعد تناول الطعام في مواعيد منتظمة على تنظيم مستويات الطاقة.
- الذهاب إلى السرير عند الشعور بالنعاس: من المهم عدم البقاء مستيقظاً لفترة طويلة بعد الشعور بالنعاس.
- ممارسة تمارين الاسترخاء قبل النوم: مثل اليوغا أو التأمل، مما يساعد على تهدئة العقل والجسم.
- تغيير الأدوية المستخدمة: إذا كانت بعض الأدوية تسبب النعاس، قد ينصح الطبيب بتبديلها بأدوية أخرى لا تؤثر على النوم.
العلاج الدوائي لكثرة النوم
هناك بعض الأدوية التي يمكن استخدامها لعلاج كثرة النوم، مثل:
- دواء مودافينيل (بالإنجليزية: Modafinil): يُستخدم لتحسين اليقظة وتقليل النعاس خلال النهار.
- دواء أرمودافينيل (بالإنجليزية: Armodafinil): يعمل بشكل مشابه لمودافينيل ويستخدم أيضاً لتحسين اليقظة.
بالإضافة إلى ذلك، إذا تم تشخيص المريض بانسداد مجرى التنفس خلال النوم، قد ينصح الطبيب باستخدام جهاز ضغط مجرى التنفس الإيجابي (بالإنجليزية: Continuous Positive Airway Pressure) لتحسين جودة النوم.
تشخيص كثرة النوم
يجب على الأشخاص الذين يعانون من أعراض كثرة النوم لمدة تزيد عن ستة أسابيع مراجعة الطبيب. يعتمد التشخيص على مجموعة من الأسئلة التي تتعلق بنمط النوم، ونمط الحياة، والأدوية المستخدمة، والتاريخ الطبي. قد يقوم الطبيب بإجراء فحص جسدي أو دراسة لنوم المصاب لتحديد السبب الدقيق وراء كثرة النوم.
في حالة عدم وجود أي سبب طبي واضح، قد يقترح الطبيب إجراء فحوصات إضافية. من بين الفحوصات المهمة:
- تقييم نعاس الشخص باستخدام مقياس إيبوورث للنعاس (بالإنجليزية: Epworth Sleepiness Scale): يقيم هذا المقياس مدى شعور الشخص بالنعاس خلال النهار، مما يساعد الطبيب على تقدير تأثير كثرة النوم على النشاطات اليومية.
- كتابة مذكرات نوم: يمكن أن تساعد مذكرات النوم في تتبع أنماط النوم وتحديد العوامل التي تؤثر على جودته.