مرض مزمن (بالإنجليزية: Chronic Diseases) هو الحالة الصحية التي تصاحب الفرد طوال حياته، حيث لا يتم الشفاء منها عادةً ولا تتحسن من تلقاء نفسها. هذه الأمراض غالبًا ما تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، وقد تؤثر بشكل كبير على وظائف الجسم. بعض الأمراض المزمنة قد تكون مهددة للحياة بشكل فوري، مثل النوبات القلبية (بالإنجليزية: Heart Attacks) والسكتات الدماغية (بالإنجليزية: Stroke). بينما توجد أمراض أخرى قد تكون خطيرة على المدى الطويل، مما يتطلب من المصابين التعامل معها لسنوات عديدة.
تأثير الأمراض المزمنة لا يقتصر على الصحة الفردية فحسب، بل يمتد إلى الأعباء المالية على المجتمع. ومع ذلك، يمكن الوقاية من العديد من هذه الأمراض الشائعة. عند الحديث عن الأمراض المزمنة، نجد أنها تمثل مشكلة صحية شائعة. في الولايات المتحدة الأمريكية، قُدرت أعداد البالغين المصابين بالأمراض المزمنة في عام 2012 بحوالي 117 مليون شخص، حيث أن ربع هؤلاء يعانون من مرضين أو أكثر. وفي إحصائيات عام 2014، وُجد أن معظم حالات الوفاة كانت نتيجة لهذه الأمراض.
السمنة كأحد الأمراض المزمنة
من بين المشاكل الصحية المرتبطة بالأمراض المزمنة، تبرز السمنة (بالإنجليزية: Obesity)، والتي تُعرف بأنها بلوغ مؤشر كتلة الجسم 30 أو أكثر. تشير التقديرات إلى أن عدد الأشخاص الذين يعانون من السمنة بين عامي 2011 و2014 كان حوالي 14 مليون بالغ، أي أكثر من ثلث البالغين. السمنة تُعتبر عاملاً مهماً في تفاقم العديد من الأمراض المزمنة، حيث تساهم في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم.
أكثر الأمراض المزمنة شيوعاً
تتعدد العوامل التي تسهم في ظهور الأمراض المزمنة، بما في ذلك العرق والجنس والتاريخ العائلي والعمر. الأشخاص الذين تجاوزوا الخامسة والستين من العمر هم الأكثر عرضة للإصابة بهذه الأمراض، حيث أظهرت الإحصائيات أن 80% منهم يعانون من مرض مزمن واحد على الأقل. ومن بين أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا:
- ضغط الدم المرتفع: (بالإنجليزية: High Blood Pressure) يُعتبر الأكثر شيوعًا، حيث تصل نسبة الإصابة به إلى حوالي 58%. يحدث عندما يضخ القلب كمية كبيرة من الدم عبر الشرايين المتضيقة، وغالبًا ما لا يدرك الشخص إصابته إلا بعد فترة طويلة. من النصائح للسيطرة على ضغط الدم: الحفاظ على وزن صحي، حيث أن فقدان الوزن يمكن أن يساعد في خفض ضغط الدم، التحكم في التوتر والغضب، تجنب الكحول والحد من تناول الأطعمة المالحة، ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وقياس ضغط الدم بشكل دوري.
- ارتفاع مستوى الكوليسترول: يرتبط بزيادة الدهون في الدم مما يتسبب بتراكمها في جدران الأوعية الدموية وتضيقها، وهذا ما يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب. وقد أظهرت الدراسات أن ما يُعادل 47% من البالغين يُعانون من هذا المرض. من النصائح التي تُقدم للسيطرة عليه ومنع حدوثه لدى الأصحاء: المحافظة على وزن صحي، ممارسة التمارين الرياضية بشكلٍ منتظم، الامتناع عن شرب الكحول والإقلاع عن التدخين، والحدّ من تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والدهون التقابلية.
- التهاب المفاصل: (بالإنجليزية: Arthritis) يتسبب هذا الالتهاب بشعور المصاب بألمٍ وتيبّسٍ في المفاصل. وتُعدّ النساءُ أكثرَ عُرضةً للمعاناة من هذا المرض مقارنةً بالرجال.
- أمراض القلب التاجية: تتمثل هذه المشاكل الصحية بتراكم الدهون في الأوعية الدموية المُغذيّة للقلب، مما يؤدي إلى تضيّقها. وهذا يسبب نقص الأكسجين الواصلة إلى القلب، مما قد يؤدي إلى نوبات قلبية.
- السكري: يحدث مرض السكري نتيجة نقص إفراز الإنسولين أو مقاومة خلايا الجسم للإنسولين المُفرَز. وقد قُدّرت نسبة الإصابة به ما يُقارب 27% من البالغين.
- أمراض الكلى المزمنة: تتسبب هذه الأمراض بمعاناة المصاب من الفشل الكلوي، وكذلك أمراض القلب. وإنّ نسبة المصابين بهذه الأمراض تصل إلى ما يُقارب 18%.
في الختام، من المهم أن ندرك أن الأمراض المزمنة تمثل تحديًا كبيرًا للصحة العامة، وأن الوقاية والتوعية تلعبان دورًا حاسمًا في تقليل انتشارها وتأثيرها على الأفراد والمجتمعات.