الإسهال هو حالة طبية تتمثل في زيادة تكرار إخراج الفضلات من الجسم بشكل يفوق المعدل الطبيعي، أو زيادة ليونة البراز، أو كليهما. يعتبر الإسهال من الأعراض الشائعة التي قد تشير إلى وجود مشكلة صحية، ويحدث بشكل أساسي نتيجة لزيادة إفراز السوائل في الأمعاء، أو نقص امتصاص السوائل، أو تسارع خروج البراز. هناك نوعان رئيسيان من الإسهال: الإسهال الحاد الذي يستمر لبضعة أيام، والإسهال المزمن الذي يستمر لأكثر من ثلاثة أسابيع.
تتعدد أسباب الإصابة بالإسهال الحاد، ومن أبرزها العدوى البكتيرية أو الفيروسية، التسمم الغذائي، واستخدام بعض الأدوية. من الأمثلة الشائعة على هذا النوع هو إسهال المسافرين، الذي يحدث عند زيارة مناطق جديدة ذات أنظمة صحية غير جيدة. بينما الأسباب الرئيسية للإسهال المزمن تشمل متلازمة القولون المتهيج وسوء امتصاص الكربوهيدرات والدهون، بالإضافة إلى بعض الحالات المرضية مثل سرطان القولون.
علاج الإسهال بالغذاء
تعتبر التغذية العلاجية من الوسائل الفعالة في إدارة حالات الإسهال، حيث يمكن أن تساعد بعض الأغذية في تخفيف الأعراض وتحسين الحالة الصحية. هناك مجموعة من الأغذية التي يُنصح بتناولها لتخفيف الإسهال، ومنها:
الأغذية المسموحة
الأطعمة الخفيفة: تشمل مجموعة من الأطعمة التي تساعد على زيادة صلابة البراز، مما يسهم في تخفيف الإسهال. من هذه الأطعمة: الموز، الأرز الأبيض، عصير التفاح، الخبز أو التوست، ورقائق البسكويت، والبطاطا المسلوقة، ودقيق الشوفان. هذه الأطعمة تعمل على امتصاص الماء في الأمعاء، مما يساعد في تحسين قوام البراز.
البروبيوتيك: تعتبر الأغذية الغنية بالبروبيوتيك من الخيارات الجيدة، حيث تساعد في إعادة توازن البكتيريا الموجودة في الأمعاء. هذه الأغذية تشكل مصدراً للبكتيريا النافعة التي تساهم في الحفاظ على صحة وسلامة الجهاز الهضمي، بالإضافة إلى حمايته من العدوى المرضية. من الأمثلة على هذه الأغذية: اللبن، المخللات مثل مخلل الملفوف، مشروب الكفير، الشوكولاتة الداكنة، الأجبان الطرية، وخبز العجينة المتخمّرة.
الأغذية الممنوعة
على الجانب الآخر، توجد العديد من الأغذية التي يجب تجنبها لأنها قد تزيد من شدة الإسهال. من أهم هذه الأغذية:
- الأطعمة الحارة أو كثيرة البهارات، التي تؤدي إلى تهيّج الجهاز الهضمي.
- الأطعمة المقلية والتي تحتوي على كمية كبيرة من الدهون أو الزيوت، حيث يصعب على الجهاز الهضمي المُجهد بسبب الإسهال التعامل معها.
- الأطعمة الغنية بالسكر أو المحليات الصناعية، بما في ذلك عصائر الفواكه والفواكه التي تحتوي على كمية كبيرة من السكر.
- الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية، وخاصة الألياف غير الذائبة، مثل الحبوب الكاملة والخبز المصنوع من الحبوب الكاملة.
- الأطعمة التي تزيد من إنتاج الغازات داخل الأمعاء، مثل الملفوف، البروكلي، والزهرة.
- أطعمة أخرى مثل البصل، الثوم، ومعظم الأطعمة المصنّعة، والخضار النيئة، والفواكه الحمضية.
- منتجات الألبان واللحوم الدهنية، بما في ذلك بعض أنواع الأسماك.
تعويض السوائل
يعتبر الجفاف من المشاكل المصاحبة للإسهال، وقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، خاصة لدى الأطفال وكبار السن. لذلك، من الضروري تعويض السوائل المفقودة من خلال شرب كميات كافية من الماء خلال اليوم. يُنصح بشرب كوب آخر من الماء بعد كل دخول للحمام، حيث يفقد الجسم الكثير من السوائل والمعادن الضرورية بسبب الإسهال.
من المهم أيضاً تناول بعض المشروبات التي تساعد في تعويض السوائل، مثل الحساء، ماء جوز الهند، والمشروبات الرياضية. ومع ذلك، يجب تجنب بعض السوائل التي قد تزيد من حدة الأعراض، مثل الكحول، الحليب، الصودا، والمشروبات الغازية، بالإضافة إلى المشروبات المحتوية على الكافيين. يجب أن نكون حذرين، حيث إن بعض المشروبات الرياضية قد تحتوي على كميات إضافية من السكر أو المحليات الصناعية، مما قد يكون غير مناسب للمصابين بالإسهال.