آلام الرأس تُعتبر من أكثر أنواع الألم انتشاراً بين الأفراد، حيث يُعد الصداع سبباً رئيسياً لغياب الأشخاص عن العمل أو المدرسة. كما أنه قد يدفعهم لزيارة الطبيب. من المهم أن نلاحظ أنه ليس من الضروري استشارة الطبيب عند التعرض لأي نوع من الصداع، ولكن في بعض الحالات، قد يشير ظهور الصداع إلى مشكلة صحية خطيرة تتطلب استشارة طبية، مثل الصداع المفاجئ والشديد، أو عندما يبدأ الصداع بعد التعرض لضربة على الرأس، أو إذا كان مصحوباً بأعراض أخرى مثل الألم في الرقبة، أو فقدان الوعي، أو الألم في العين أو الأذن.
قد يكون من الصعب أحياناً وصف ألم الرأس، ولكن عادةً ما تتضمن أعراضه الشعور بالخفقان أو الشد في الرأس، والذي قد يكون مستمراً أو مؤقتاً. يمكن أن يكون موقع الألم محدداً في منطقة معينة مثل الوجه أو الجمجمة، أو قد يكون عاماً ويشمل الرأس بالكامل.
أسباب آلام الرأس من الخلف
توجد العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى الشعور بصداع في مؤخرة الرأس. وفيما يلي أبرز الأسباب التي يمكن أن تسبب هذا النوع من الألم:
التهاب المفاصل
يمكن أن يؤدي التهاب المفاصل إلى شعور بالألم في الرأس والرقبة، خاصة إذا تسبب في حدوث التهاب أو انتفاخ في منطقة الرقبة. عادةً ما تزيد الحركة من شدة الألم في هذه الحالة، ويكون هذا النوع من الصداع أكثر شيوعاً في أنواع معينة من التهاب المفاصل مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والفصال العظمي.
وضعية جسدية غير سليمة
قد تؤدي الوضعيات الجسدية غير الصحيحة إلى آلام في الظهر والرقبة ومؤخرة الرأس، حيث تزيد هذه الوضعيات من الضغط على الظهر والأكتاف والرقبة، مما يسبب الألم في مؤخرة الرأس. يشعر المصاب بألم خفيف أو خفقان عند قاعدة الجمجمة.
الانزلاق الغضروفي
الإصابة بالانزلاق الغضروفي في الرقبة قد تؤدي إلى شعور بالألم والإجهاد في الرقبة، ويُعرف هذا النوع من الصداع بالصداع عنقي المنشأ. يبدأ الألم عادةً في مؤخرة الرأس أو عند الصدغين، وقد يزداد شدة عند الاستلقاء.
الألم العصبي الرقبي القذالي
يحدث هذا النوع من الألم نتيجة تلف الأعصاب التي تمتد من الحبل الشوكي إلى فروة الرأس، وغالباً ما يتم الخلط بينه وبين الصداع النصفي. يتسبب هذا الألم في شعور بالخفقان وألم حاد يبدأ في قاعدة الرأس وينتقل نحو فروة الرأس. من الأعراض الأخرى التي يمكن أن ترافق هذا النوع من الصداع: الشعور بألم خلف العينين، وإحساس حاد كالطعن يبدو كأنّه صدمة كهربائية تحدث في الرقبة وفي مؤخرة الرأس، بالإضافة إلى حساسية للضوء، والشعور بألم عند تحريك الرقبة.
صداع التوتر
يُعتبر صداع التوتر من أكثر أسباب آلام مؤخرة الرأس شيوعاً، حيث يشعر المصاب بالشد في المنطقة الخلفية أو الأمامية من الرأس. قد يكون الألم خفيفاً أو متوسطاً، لكنّه في بعض الحالات قد يكون حاداً وأكثر إيلاماً. بالإضافة إلى أنّ هذا النوع من الصداع لا يزداد سوءاً عند ممارسة التمارين الرياضية، ولا يتسبب بالغثيان والتقيؤ. أما فيما يتعلّق بمدة استمرار الألم، فإنّها تتفاوت من شخص إلى آخر أو من حالة إلى أخرى.
صداع فرط استخدام الأدوية
ينتج الصداع في هذه الحالة كنتيجة عكسية للإفراط في استخدام بعض الأدوية المسكنة للألم. يُعرف هذا النوع من الصداع بصداع فرط استخدام الأدوية، وغالباً ما يُعاني منه الأشخاص الذين يتناولون مسكنات الألم بشكل متكرر.
الصداع اللاحق لممارسة التمارين الرياضية
يمكن أن يعاني الفرد من صداع في مؤخرة الرأس بعد بذل مجهود بدني شديد كالجري ورفع الأشياء الثقيلة. يُعتبر هذا النوع من الصداع شائعاً بين الرياضيين أو الأشخاص الذين يمارسون تمارين مكثفة.
أسباب أخرى للصداع
للصداع أنواع عديدة أخرى. ويمكن بيان بعض الأمثلة عليها كما يأتي: صداع المثلجات، حيث إنّ بعض الأشخاص قد يعانون من صداع حاد ومفاجئ عندما يتناولون أي طعام أو شراب شديد البرودة. يُعرف هذا النوع من الصداع أيضاً بصداع الآيس كريم، ويحدث نتيجة لتغير مفاجئ في درجة حرارة الفم.