قال الكاتب المصري الكبير محمد حسنين هيكل، إن السعودية قد فتحت أبوابها للإخوان المسلمين في عقد الستينات بعد ان تعهدوا لها بان لا يتدخلوا في الشؤون السعودية الداخلية، ولكنهم نقضوا هذا التعهد فيما بعد.
وأضاف هيكل خلال لقائه مع الإعلامية لميس الحديدي، على فضائية""Cbc""يوم الجمعة الماضي، أن السعودية استضافت كذلك خلال تلك الفترة قيادات من إخوان سوريا والعراق، مشيراً إلى أن الإخوان بعد وصولهم السلطة في مصر تنكروا للسعودية وناصبوها العداء.
وأوضح هيكل أن أمريكا وثقت في الإخوان بعد تعاملها معهم في أفغانستان، علاوة على انها كانت تريد أن يكون لها صديق إسلامي في مصر، مشيراً إلى أن أمريكا لا تريد أن تظهر أمام العالم الإسلامي كعدو للإسلام.
وأشار هيكل إلى أن أمريكا في معركتها الأخيرة وجدت في الإخوان طرفاً يحقق أهدافها ولا يفكر في القومية أو الوطنية او المصالح العربية.
وقال : بعد الحرب العالمية الثانية وضعت عدة قوى خططاً متضاربة لرسم مستقبل المنطقة، موضحاً أن جون فاستر دالاس، وزير الخارجية الأمريكي في عقد الخمسينات، قدم تقريراً للرئيس""أيزنهاور""دق فيه ناقوس الخطر من""الإسلام""و""الشيوعية"".
وأوضح هيكل أن""دالاس""كان يرى أن الإسلام والشيوعية خطران يواجهان الحضارة المسيحية، لافتاً إلى أن""دالاس""خطط لتكوين حلف إسلامي منسجم مع أمريكا لمواجهة الشيوعية، غير أن الرئيس الراحل"جمال عبد الناصر تمكن من هدم خطة""دالاس""بعد إقامته علاقة صداقة مع الاتحاد السوفيتي.
وقال : ان اختيار الشعب المصري للإخوان كان مبنياً على ما تدفق من بقايا الماضي، مشيراً إلى أن جماعة الإخوان في 2014 ستظل تقاتل لأبعد مدى، وموضحاً أن السفير""الاخواني""رفاعة الطهطاوي قال لسفير دولة عربية كبرى، انهم لا يعتزمون الخروج من الحكم بعد تسلمهم رئاسة الدولة المصرية، وأن لديهم 400 ألف عنصر مستعدين للاستشهاد وقت اللزوم.
واكد هيكل ان القوات المسلحة هي الملجأ الطبيعي لكل الشعوب لأنها تمثل في النهاية السلطة عند قمتها، وقال: عندما ترغب أي سلطة في أي نظام ضبط الأمور فليس أمامها إلا القوات المسلحة، ولذك تسمى القوات المسلحة بأنها سلطة الإجبار في الدولة وهي قائمة على أمرين : سلطة قائمة على الدفاع عن الحدود عندما يصدر إليها أمر، والدفاع عن الوفاق الوطني إذا وجدت حالة تطالبها بالتدخل كما في أي دستور.
وحول سؤال ما اذا كان الفريق أول عبد الفتاح السيسي هو الحل؟ ام هو المشكلة؟ قال هيكل : ان الفريق السيسي هو الحل والمشكلة معاً، شخصياً لا أعرف إذا كان السيسي سوف يترشح للرئاسة أم لا، لكنني اعتقد انه يشكل >حل الضرورة< فليس أمامنا حزب قادر او زعيم كبير مثل سعد زغلول او أحمد عرابي، ولكن لدينا حالة ضرورة وطنية ألجأت الشعب إلى قواته المسلحة وقائدها الشجاع.