خاص لـ أخبار البلد : المحلل السياسي
في اكثر من مقتل استراتيجي لشكل وحجم وثقل جماعة الاخوان المسلمين في الاردن، شهد مهرجانها الذي أقامته يوم امس في منطقة طبربور بعمان، جملة من التناقضات التي وسمت وختمت المهرجان بالفشل التام، بعد ان تم تجيير التجمع الذي لم يزد عن 2000 شخص الى مؤازرة ميدان رابعة المصري !!
حالة التخبط التي يعيشها اخوان الاردن في المنظور السياسي هي حالة استنزاف ذاتي، أخلت وخلحلت بناء الجماعة التي تشهد حربا ضروس في صفوفها الداخلية ، قكان ان انعكست اثار هذا الاحتراب وذلك الاقتتال على شكلها ووجودها بالشارع الاردني.
ووفق محللون اعلاميون وسياسيون، فقد كان الفشل الكبير الذي مني به المهرجان متوقعا بكل الاحوال لان الاجندة الاخوانية انكشفت تماما وانهارت روافعها وسقطت شعاراتها امام الشعوب في الاردن وفي مختلف انحاء الوطن العربي.
الصدمة كانت للجمهور الذي تابع هذا المهرجان تتمثل بمراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين همام سعيد الذي نسي على ما يبدو مناسبة المهرجان ليطلق صواريخه وعتاده الكلامي ضد حزب الله مبتعدا كلية عن محاربة دولة الكيان الصهيوني واركانها وهي الداعية لخطر الوطن البديل بعد ان استعمرت البلاد والعباد والمقدسات على ضفة النهر الغربية، فقد تضاربت الاهواء والاجندات والمصالح للجماعة ولمراقبها همام بن سعيد هداه الله ، وبدأت تصفية حسابات اعلامية تخوينية تارة !!وتكفيرية تارة اخرى، وكان واضحا ان الطخ في طبربور والعرس في ميدان رابعة !!
وللحق ولا شيء غيره، فقد مارست قيادة جماعة الاخوان المسلمين ما لم يخطر على بال حينما جيشت وحشدت الراي العام الاردني لمهرجانها الجماهيري بانه لصالح اقصانا المبارك، فاذا به لميدان رابعة ومناصري الرئيس المخلوع مرسي !
جماعة الاخوان في الاردن وبعد ان تم احراق ورقة شقيقتها في مصر، تصر على التحدث بذات الخطاب المأزوم وخلط الاوراق والدخول في ازمة تلو اخرى مرة داخلية وثانية مع الراي العام وثالثة مع القوى السياسية المختلفة وكل هذه الفئات التي تشكل قوى المجتمع الساحقة سئمت الاخوان واجندتهم وشعاراتهم الزائفة والبعيدة عن الواقع كل البعد.
المقتل الرئيسي في مهرجان همام سعيد وزمرته من اخوان الاردن، يتمثل في الاستماتة على الدفاع عن موضوع رابعة العدوية على واعطاءه الاولوية على قضية العرب والمسلمين الاولى القضية الفلسطينية والقدس ومقدساتها وخصوصا المسجد الاقصى المبارك حتى ان القلة التي حضرت المهرجان سارعت بالمغادرة مستنكرة ما جرى على انه حالة من اسوأ انواع التضليل والمتاجرة بالشعار لمجرد الاستعراض والظهور في المشهد مجددا دون جدوى.
اللافت في مشهديات الفشل التي شهدها مهرجان طبربور يوم امس ان الجمهور ومنه الاخواني ايضا خرج بخفي حنين، فيما بدا واضحا ان الشارع الاردني بدأ يتلمس الضجر ويزعجه الملل من اساليب التضليل والانقياد التي تمارسها الجماعة بحق منتسبيها وبحق مواليها، لتظل الجماعة وهمام سعيدها وحدهم يدورون خلف بعضهم كقطار ظل وجهته واضاع بوصلته، فاضاعوا طحينهم الوطني بجعحعة رابعة !!
يُشار الى انه ورغم الاستعدادات منذ فترة طويلة والتحشيد غير المسبوق الذي قامت به جماعة الاخوان المسلمين لإقامة مهرجان خطابي نصرة للمسجد الاقصى المبارك بمنطقة طبربور في عمان مساء امس الجمعة، الا ان عدد الحضور والمشاركين في المهرجان كان ضعيفا بشكل لافت، وذلك بعد ان حولت قيادات الجماعة مضمون المهرجان الخطابي من نصرة للأقصى الى نصرة جماعة الاخوان المسلمين في مصر، واللافت الخطير ايضا ان العلم الاردني اختفى من سماء المهرجان لصالخ شعار رابعة .... !!!