أخبار البلد
يستقبل الاردنيون اليوم اول ايام عيد الاضحى المبارك، بعد ان اثقلتهم اعباء عام مضى، شهدت فيه اوضاعهم المعيشية تراجعا واضحا، جراء سلسلة ارتفاعات للاسعار، طاولت سلعا وخدمات اساسية عديدة، تصدرتها المحروقات والكهرباء.
ورغم تراجع مستويات المعيشة والاوضاع الاقتصادية غير المريحة، يجد الاردنيون في عيدهم مساحات للفرح والبهجة، حيث تزدان الشوارع والحواري بضحكات الاطفال والوان ملابس العيد الزاهية، فيما يمنح ذبح الاضاحي في اليوم المبارك، وما يولده من تكافل اجتماعي وانساني، اجواء حميمية ومبهجة اوسع.
ويرى مراقبون ان عدم استلام موظفي القطاعين العام والخاص لرواتبهم قبيل عطلة العيد دفع الى تراجع القدرة الشرائية لشرائح واسعة، ما انعكس في ركود واضح في الاسواق، طال محال الالبسة، والحلويات، وحتى اسواق الاضاحي الى حد ما.
في الوقت ذاته، يتحدث مراقبون عن ان محلات البالة "الالبسة المستعملة" شهدت عشية هذا العيد، أقبالا لافتا من قبل العديد من الاسر، جراء ارتفاع اسعار الالبسة الجديدة اولا، ونتيجة لعدم استلام ارباب الاسر لرواتبهم، بعد ان كانوا يراهنون على صرفها قبل العيد، ما دفع ارباب اسر عديدة لاستخدام خطة بديلة، للتوزيع "العادل" لنفقات العيد الشحيحة.
"سناء ع"، ربة بيت وغير عاملة، تقول انه، ونظرا لان زوجها موظف حكومي، لا يتجاوز راتبه 500 دينار، اضطرت وبسبب عدم استلام الراتب، لشراء ملابس اطفالها الاربعة من "البالة" في سوق العبدلي، كذلك اشترت "شوكلاته" من ماركات محلية، كونها اقل سعرا وكلفة، من الشكولاته المستوردة، باهظة السعر.
وتضيف "نحن كطبقة فقيرة او متوسطة نراهن دائما على عيديات الاقارب، وكذلك على ما يرزقنا الله به يوم العيد من لحوم في موسم الاضاحي". في هذا الوقت، لجأ عدد من الموظفين، وتحديدا من العاملين في القطاع الخاص، لخطط بديلة، لعدم استلام الراتب، من بينها استلام سلف نقدية على الراتب او الاقتراض الشخصي من الاصدقاء والمعارف، لتغطية نفقات العيد.
يقول سامي عطية ان العيد "اصبح مكلفا ماليا"، وبالتالي فإن المواطن، الذي يواجه ظروفا مالية صعبة، "من الافضل له ان يبقى رهين منزله خلال العيد، خاصة وان الحكومة تزيد برفع الاسعار والضرائب، فيما لا تشهد رواتبنا ودخولنا اية زيادات حقيقية". فيما يقول تاجر اضاحي منصور ابو رياش، جنوب العاصمة، انه على غير العادة، ثمة ركود غير مسبوق في الطلب على الاضاحي، لافتا الى ان الامر ليس له علاقة بأسعار الاضاحي، بل بضعف القدرة الشرائية للمواطنين. ويضيف ان اسعار الاضاحي العام الحالي "تتقارب مع مستواها للعام الماضي، والذي سبقه"، ويرى أن الاضاحي البلدية "لم يعد اقبال المواطنين عليها كبيرا من قبل المواطن الاردني، بسبب ارتفاع سعرها"، مقارنة بالمستورد. مشيرا الى ان الطلب زاد على الخاروف الروماني، كون سعره بمتناول اليد، ولا يزيد عن 180- 200 دينار.
وحدها، صالونات الحلاقة، للرجال والنساء، على حد سواء، شهدت، كالعادة عشية الاعياد، ازدحاما لافتا من المواطنين، صغارا وكبارا، للتزين استعدادا للعيد، وهو مظهر من مظاهر الاحتفال بالمناسبات لدى كافة شرائح المجتمع.
ويحمل العيد معاني ممزوجة بالحزن لدى البعض، بسبب فقدان أحباء، بينما يحضر الفرح ويغطي على تفاصيل ومشهد هذا اليوم، الذي تسبقه تحضيرات خاصة، من إعداد كعك ومعمول العيد، وشراء الحلويات ومستلزمات ضيافة العيد. ورغم تنوع مظاهر الاحتفال بالعيد لدى المواطنين، إلا أن الزيارات الاجتماعية والتواصل بين الأرحام والأصدقاء، تبقى السمة الغالبة على طقوس "الأضحى".
وتبدأ مراسم العيد الاحتفالية في مختلف المساجد صبيحة اليوم، حيث تشق جموع غفيرة من المصلين طريقها إلى بيوت الله، وهي ترفع أصواتها بالتكبير والتحميد والتهليل، لتأدية صلاة عيد الأضحى المبارك في المساجد الكبيرة، في مواكب احتفالية رائعة تشمل الشباب والنساء والشيوخ والأطفال، لإحياء سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. يقول محمد الرجوب "العيد له مذاق خاص، وله رونق مميز، فهو يلم شمل الأهل والأحباب، ويبعث الفرحة والسعادة بين الجميع، صغارا وكبارا، ويرسل الحب والوئام ويزيل الحزن والخصام".