في تطور مثير للأوضاع المشتعلة في مصر عاد مساء امس الدكتور محمد البرادعي رئيس الجمعية الوطنية للتغيير واعلن استعداده لتولي السلطة في مصر بصورة مؤقتة إذا وافق مبارك وأراد الشعب ذلك ودعا البرادعي الذي قرر العودة امس للقاهرة قيادة مظاهرات الإسكندرية اليوم في احتجاجات جمعة الغضب وطالب المصريين مسلمين وأقباطاً بالخروج من منازلهم لإسقاط نظام الرئيس مبارك.
فيما تقدم مركز نصار للقانون ببلاغ للنائب العام لمنع تهريب أموال رجال الأعمال خاصة المرتبطين بالنظام للخارج.
اما أشد هزة تعرض لها النظام المصري أمس فكانت في مبنى البورصة المصرية بشارع الشريفين بوسط القاهرة حيث فقد المؤشر الرئيسي للبورصة من قيمته السوقية 64 مليار جنيه 10.5 بالمئة الى 5646 نقطة وهو ثاني أكبر انخفاض منذ السابع من تشرين الاول/ أكتوبر 2008 حين انخفض بنحو 16.5 بالمئة. ونزل المؤشر الثانوي 15.4 بالمئة الى 537 نقطة.
وخرج أمس اول تصريح يكشف عن إنزعاج الحكومة الإسرائيلية على النظام المصري حيث اعرب مسؤول بارز عن رغبة تل ابيب في ان يتعامل أي نظام يحكم مصر بنفس الطريقة التي تعامل بها نظام الرئيس مبارك وأن تستمر اتفاقية كامب ديفيد بين البلدين وتواصلت أمس المظاهرات في العديد من المحافظات بينما خلع العديد من المواطنين رداء الخوف وسمحوا لأبنائهم بالنزول للشوارع لإجبار نظام الرئيس مبارك على الرحيل تركزت المظاهرات في أربع محافظات أشدها ضراوة في السويس والإسماعيلية وشمال سيناء.
وفي القاهرة تقدم مركز نصار للقانون ببلاغ للنائب العام لمنع رجال الأعمال خاصة من المنتمين للحزب الحاكم من تهريب اموالهم للخارج .. وحاصر عدد من المتظاهرين احمد نظيف الذي عقد اجتماعا للحكومة في السادس من أكتوبر بمقر الحكومة الذكية وبالقرب من القصر الذي يمتلكه فيما هرب جمال مبارك من مواجهة الصحافيين وترك صفوت الشريف ليواجههم وقرر النائب العام الإفراج عن ما يزيد 167 معتقلا ضمن متظاهري القاهرة الذين تم اعتقالهم خلال اليومين الماضيين... وشهدت ضاحية مدينة نصر مظاهرة مساء أمس تصدت لها القوات الأمنية كما تظاهر طلبة عدد من الجامعات رغم موسم امتحانات نصف العام وحاول طلاب جامعة الفيوم الخروج للشوارع لكن الشرطة تصدت لهم ووجت القوى الوطنية نداء للمصريين للمشاركة في المظاهرات في مختلف مدن وقرى مصر اليوم الجمعة هو يوم الغضب الحقيقي بدأ الآن عدد كبير من شباب محافظة الإسماعيلية بالقرب من حديقة الممر مظاهرة كبرى لتخفيف الضغط عن متظاهري السويس بعد ورود أنباء عن نقل تعزيزات أمنية من محافظة الإسماعيلية، ودعا نشطاء لمظاهرات في العباسية وباب الشعرية، وأخرى أمام محطة مترو حلوان بمشاركة عمال المصانع. وشهد مجمع المحاكم بطنطا تجمعاً حاشداً أمس وهتف أكثر من خمسمائة محام في الإسكندرية 'الشعب يريد إسقاط النظام'.
واضطرت وزارة الداخلية أمس للاستعانة بمئات من أتوبيسات هيئة النقل العام المخصصة للمدنيين لنقل الجنود كما تقرر إلغاء كافة الإجازات من مختلف الأجهزة الأمنية وحاصرت الداخلية وسط القاهرة وخاصة ميدان التحرير بأكثر من 200 سيارة أمن مركزي المكتظة بجنود الأمن المركزي، وعشرات من سيارات الميكروباص المعبأة بعناصر شرطة ترتدي الزي المدني، وعدد كبير من المصفحات، كما انتشرت في كل الشوارع المحيطة بميدان التحرير سيارات عمليات ميدانية، وسيارات مجهزة بكاميرات المراقبة، وخاصة أمام وزارة الداخلية ومحيط مجمع التحرير. واقتحم متظاهرون صباح امس بوابة وزارة الخارجية وقاموا بإشعال النيران في عدد من 'الكاوتشات' في شوارع مختلفة بوسط البلد.
وشهدت محطة مترو جمال عبد الناصر 'خط المرج حلوان'، حالة من الارتباك والفوضى، بعد أن اقتحم مئات الناشطين والمتظاهرين المحطة، وتسببوا في إيقاف المترو. وواصل المحامون احتجاجهم لليوم الثالث على التوالي حيث تظاهر المئات أمام مقر النقابة العامة بشارع رمسيس، وسط حصار أمني مكثف.
السويس تشتعل
وفي السويس تجمع أكثر من خمسين الف مواطن مصري في شارع الجيش معلنين استمرارهم في التظاهر لحين الاستجابة لمطالبهم مما دفع قوات الأمن للاشتباك معهم وإطلاق القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي وسقط العديد من الجرحى من بينهم سيدات واضطر المتظاهرون لاستخدام زجاجات المولوتوف للرد على الرصاص الحي الذي أطلق عليهم. اللافت أن جسراً نشأ عبر الهواتف النقالة بين المتظاهرين في السويس وبين التونسيين الذين يقدمون لهم النصائح على مدار الساعة من أجل تدريبهم على كيفية التعامل مع الصعقات الكهربائية والسيارات المدرعة والقنابل المسيلة للدموع. وانتقلت المظاهرات لمحافظة الإسماعيلية المجاورة للسويس حيث فوجئ الامن بعدة مظاهرات تخرج من شوارع وحارات عدة وتجمع انصارها في تظاهرتين كبيرتين
وفوجئ المواطنون الذين تخلوا عن خوفهم كثيراً ودفعوا بابنائهم للخروج للتظاهر وهو ما يزعج الأجهزة الأمنية فوجئوا بتطور كبير في تعامل كبار المسؤولين معهم فقد قال صفوت الشريف، رئيس مجلس الشورى، إن 'مطالب الناس فوق رؤوسنا، وهناك تكليفات واضحة للحكومة بحل عدد من القضايا المهمة التي تحقق الراحة الاجتماعية والمعيشية'، موضحاً أنه لا بد أن تلتزم الحكومة بتوجيهات رئاسية ولن نضغط على زر للتغيير وحذر الشريف من وجود مندسين بين المتظاهرين لإثارة الفتنة، كاشفاً عن العديد من الجهات التي تريد القفز على الأحداث لتحقيق أغراضها على حد زعمه.
وأكد صفوت الشريف الأمين العام بالحزب الوطني أن الحزب مستمر في دعم الحكومة لتنفيذ التكليفات التي أصدرها الرئيس مبارك لها، وسيتابع مع الحكومة معالجة القضايا المهمة 'البطالة والفقر وارتفاع الأسعار' خلال الفترة المقبلة، وهي القضايا التي تعتلي أجندة الحزب الوطني.
وأشار الشريف الذي لطالما كان يتحدث عن شعبية الرئيس والحزب الحاكم داخل كل بيت مصري إلى أنه لا بد من احترام حق المواطن المصري في التغيير فيما قال فتحي سرور رئيس مجلس الشعب إن جميع مطالب المتظاهرين مشروعة داعياً للحفاظ على الوطن.
التونسيون يقدمون النصائح للمصريين
وفي سياق متصل يتناقل المصريون عبر هواتفهم المحمولة فيديو يظهر ضابط أمن مركزي ينضم للمتظاهرين ويهتف معهم 'الشعب يريد إسقاط النظام' والتف حوله المتظاهرون.
فيما أشارت مصادر قيام شركات المحمول الثلاث بتلقي أوامر من الاجهزة الأمنية بالتشويش على الهواتف من أجل قطع الخدمة عن المتظاهرين لقطع الاتصالات فيما بينهم.
وفي سياق حالة الذعر التي تنتاب النظام فرضت أجهزة الأمن حراسات مشددة على كل مقرات الحزب الحاكم في القاهرة والعديد من المحافظات خشية اقتحامها من قبل المتظاهرين وفي هذا السياق فرضت أجهزة الأمن كردونات أمنية على مداخل ومخارج مدن محافظة المنوفية المختلفة كما عملت على زيادة الأكمنة المتحركة وكثفت من تواجد سيارات الأمن المركزي أمام أقسام الشرطة ومقار الحزب الوطني والمحاكم ومجمع الكليات بشبين الكوم وكلية الهندسة الإلكترونية بمنوف، كما انتشرت قوات مكافحة الشغب بالقرب من محكمة القضاء الإداري ومجمع الكليات النظرية بجامعة المنوفية كما كثفت الشرطة من حراستها على المقرات التابعة للحزب في السويس والإسماعيلية.
واستمرت لليوم الثالث في قرية الشيخ زويد بشمال سيناء مظاهرات حاشدة واشتباكات مع الامن وقتل شاب يدعى محمد عاطف وقطع الآلاف من المتظاهرين الطريق الدولي الذي يصل بين مدينتي العريش ورفح، وألقت ثلاث سيارات مدرعة القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين وأطلقت الشرطة الرصاص على المتظاهرين. ورد المتظاهرون بإطلاق النار على قوات الأمن، ونشبت مواجهة مسلحة بين الطرفين وقرر المئات من عشائر الشيخ زويد وشمال سيناء الانضمام للاحتجاجات التي تبدأ عاجلا احتجاجا على مقتل الشاب وحاصر الأهالي قسم الشرطة ومقر مباحث أمن الدولة بالشيخ زويد، وقذفوه بالحجارة بينما استعانت قوات الأمن بالقناصة الذين انتشرواعلى المبنى. وأكدت تقارير أن الشرطة كثفت من تواجدها في العديد من قرى ومدن سيناء خشية انتقال المظاهرات لمناطق أخرى.
نصائح عمرو موسى للحكام
من جانبه قدم عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية نصيحة إلى الحكام العرب في الدول التي تجتاحها الثورات الشعبية بضرورة إجراء إصلاحات حقيقية لتفادى ما يجري في العالم العربي، موجهًا دعوة للحكام العرب إلى إجراء إصلاحات اقتصادية وسياسية واعتبر عمرو موسى، حالة الغضب الشعبي التي تجتاح العديد من الدول العربية ومنها مصر والأردن واليمن اقتداءً بالثورة التونسية بأنها حالة من الإحباط والغضب نتيجة سياسات الحكام الراهنة واعترف موسى بأن 'العالم العربي يعيش في الوقت الراهن حراكا مستمرا واضطرابات لأسباب كثيرة منها داخلية وأخرى إقليمية'. وطالبت جماعة الإخوان المسلمين في بيان لها النظام بأن يستجيب لإرادة الجماهير ويسارع بإجراء الإصلاحات الكبرى وأن يتخلى عن سياسة العناد والتصدي لمطالب الشعب المشروعة، وأن يتخذ إجراءات فورية وجادة، وفاعلة لتحقيق الإصلاح المنشود، وألا يتعرض للمتظاهرين بسوء وأن يفرج فورا عن كل المعتقلين في هذه الأحداث وما قبلها وأكدت جماعة الإخوان أن حركة الشعب التي بدأت 25 كانون الثاني/يناير، سلمية وناضجة ومتحضرة ويجب أن تستمر هكذا ضد الفساد والقهر والظلم حتى تتحقق المطالب الإصلاحية المشروعة، وعلى رأسها حل مجلس الشعب وإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف قضائي كامل.
وزير الإعلام يعزل أشهر إعلامي
ومما يكشف عن حالة الهلع التي تنتاب كافة المسؤولين قيام وزير الإعلام أنس الفقي بعزل أشهر مقدمي البرامج في ماسبيرو الصحافي محمود سعد على إثر رفضه الظهور امس فى برنامج مصر النهاردة، حيث نمت معلومات للمؤسسة تفيد تعاطف سعد مع المتظاهرين وكشفت مصادر داخل البرنامج الذي يقدمه سعد تفيد بأنه كان يرغب فى استضافة رموز من المعارضة في الحلقة التي كان من المفترض تقديمها اليوم، وهو ما قوبل بالرفض التام من قبل وزير الإعلام والمؤسسة الامنية.. المثير أن محمود سعد كان من أقرب الإعلاميين للرئيس مبارك حيث خصه أكثر من مرة بالعديد من التصريحات والمكالمات الهاتفية.
من جانبها قالت هيلاري كلينتون وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، إن الإدارة الأمريكية دعت الحكومة المصرية للمرة الثانية إلى تأمين حق الشعب المصري في التظاهر السلمي لإعلان رغبته في التغيير، وذلك في خطاب وجهته إلى تحالف المصريين الأمريكيين ودعت الحكومة المصرية، للاستجابة لمطالب الشعب المصري واتخاذ خطوات جادة لإجراء إصلاحات عميقة في بنية النظام السياسي المصري، وكذلك الاستجابة لطلبات الشعب واتخاذ خطوات جادة لإجراء إصلاحات عميقة في بنية النظام السياسي المصري.
فيما قالت صحيفة (الواشنطن بوست) الأمريكية إن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما غيَّرَت من سياستها تجاه الشرق الأوسط؛ لتعمل على دعم حركات الإصلاح، حتى إن كانت تلك الحركات من شأنها أن تعرِّض للخطر حلفاءها القدامى في المنطقة.
فيما تقدم مركز نصار للقانون ببلاغ للنائب العام لمنع تهريب أموال رجال الأعمال خاصة المرتبطين بالنظام للخارج.
اما أشد هزة تعرض لها النظام المصري أمس فكانت في مبنى البورصة المصرية بشارع الشريفين بوسط القاهرة حيث فقد المؤشر الرئيسي للبورصة من قيمته السوقية 64 مليار جنيه 10.5 بالمئة الى 5646 نقطة وهو ثاني أكبر انخفاض منذ السابع من تشرين الاول/ أكتوبر 2008 حين انخفض بنحو 16.5 بالمئة. ونزل المؤشر الثانوي 15.4 بالمئة الى 537 نقطة.
وخرج أمس اول تصريح يكشف عن إنزعاج الحكومة الإسرائيلية على النظام المصري حيث اعرب مسؤول بارز عن رغبة تل ابيب في ان يتعامل أي نظام يحكم مصر بنفس الطريقة التي تعامل بها نظام الرئيس مبارك وأن تستمر اتفاقية كامب ديفيد بين البلدين وتواصلت أمس المظاهرات في العديد من المحافظات بينما خلع العديد من المواطنين رداء الخوف وسمحوا لأبنائهم بالنزول للشوارع لإجبار نظام الرئيس مبارك على الرحيل تركزت المظاهرات في أربع محافظات أشدها ضراوة في السويس والإسماعيلية وشمال سيناء.
وفي القاهرة تقدم مركز نصار للقانون ببلاغ للنائب العام لمنع رجال الأعمال خاصة من المنتمين للحزب الحاكم من تهريب اموالهم للخارج .. وحاصر عدد من المتظاهرين احمد نظيف الذي عقد اجتماعا للحكومة في السادس من أكتوبر بمقر الحكومة الذكية وبالقرب من القصر الذي يمتلكه فيما هرب جمال مبارك من مواجهة الصحافيين وترك صفوت الشريف ليواجههم وقرر النائب العام الإفراج عن ما يزيد 167 معتقلا ضمن متظاهري القاهرة الذين تم اعتقالهم خلال اليومين الماضيين... وشهدت ضاحية مدينة نصر مظاهرة مساء أمس تصدت لها القوات الأمنية كما تظاهر طلبة عدد من الجامعات رغم موسم امتحانات نصف العام وحاول طلاب جامعة الفيوم الخروج للشوارع لكن الشرطة تصدت لهم ووجت القوى الوطنية نداء للمصريين للمشاركة في المظاهرات في مختلف مدن وقرى مصر اليوم الجمعة هو يوم الغضب الحقيقي بدأ الآن عدد كبير من شباب محافظة الإسماعيلية بالقرب من حديقة الممر مظاهرة كبرى لتخفيف الضغط عن متظاهري السويس بعد ورود أنباء عن نقل تعزيزات أمنية من محافظة الإسماعيلية، ودعا نشطاء لمظاهرات في العباسية وباب الشعرية، وأخرى أمام محطة مترو حلوان بمشاركة عمال المصانع. وشهد مجمع المحاكم بطنطا تجمعاً حاشداً أمس وهتف أكثر من خمسمائة محام في الإسكندرية 'الشعب يريد إسقاط النظام'.
واضطرت وزارة الداخلية أمس للاستعانة بمئات من أتوبيسات هيئة النقل العام المخصصة للمدنيين لنقل الجنود كما تقرر إلغاء كافة الإجازات من مختلف الأجهزة الأمنية وحاصرت الداخلية وسط القاهرة وخاصة ميدان التحرير بأكثر من 200 سيارة أمن مركزي المكتظة بجنود الأمن المركزي، وعشرات من سيارات الميكروباص المعبأة بعناصر شرطة ترتدي الزي المدني، وعدد كبير من المصفحات، كما انتشرت في كل الشوارع المحيطة بميدان التحرير سيارات عمليات ميدانية، وسيارات مجهزة بكاميرات المراقبة، وخاصة أمام وزارة الداخلية ومحيط مجمع التحرير. واقتحم متظاهرون صباح امس بوابة وزارة الخارجية وقاموا بإشعال النيران في عدد من 'الكاوتشات' في شوارع مختلفة بوسط البلد.
وشهدت محطة مترو جمال عبد الناصر 'خط المرج حلوان'، حالة من الارتباك والفوضى، بعد أن اقتحم مئات الناشطين والمتظاهرين المحطة، وتسببوا في إيقاف المترو. وواصل المحامون احتجاجهم لليوم الثالث على التوالي حيث تظاهر المئات أمام مقر النقابة العامة بشارع رمسيس، وسط حصار أمني مكثف.
السويس تشتعل
وفي السويس تجمع أكثر من خمسين الف مواطن مصري في شارع الجيش معلنين استمرارهم في التظاهر لحين الاستجابة لمطالبهم مما دفع قوات الأمن للاشتباك معهم وإطلاق القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي وسقط العديد من الجرحى من بينهم سيدات واضطر المتظاهرون لاستخدام زجاجات المولوتوف للرد على الرصاص الحي الذي أطلق عليهم. اللافت أن جسراً نشأ عبر الهواتف النقالة بين المتظاهرين في السويس وبين التونسيين الذين يقدمون لهم النصائح على مدار الساعة من أجل تدريبهم على كيفية التعامل مع الصعقات الكهربائية والسيارات المدرعة والقنابل المسيلة للدموع. وانتقلت المظاهرات لمحافظة الإسماعيلية المجاورة للسويس حيث فوجئ الامن بعدة مظاهرات تخرج من شوارع وحارات عدة وتجمع انصارها في تظاهرتين كبيرتين
وفوجئ المواطنون الذين تخلوا عن خوفهم كثيراً ودفعوا بابنائهم للخروج للتظاهر وهو ما يزعج الأجهزة الأمنية فوجئوا بتطور كبير في تعامل كبار المسؤولين معهم فقد قال صفوت الشريف، رئيس مجلس الشورى، إن 'مطالب الناس فوق رؤوسنا، وهناك تكليفات واضحة للحكومة بحل عدد من القضايا المهمة التي تحقق الراحة الاجتماعية والمعيشية'، موضحاً أنه لا بد أن تلتزم الحكومة بتوجيهات رئاسية ولن نضغط على زر للتغيير وحذر الشريف من وجود مندسين بين المتظاهرين لإثارة الفتنة، كاشفاً عن العديد من الجهات التي تريد القفز على الأحداث لتحقيق أغراضها على حد زعمه.
وأكد صفوت الشريف الأمين العام بالحزب الوطني أن الحزب مستمر في دعم الحكومة لتنفيذ التكليفات التي أصدرها الرئيس مبارك لها، وسيتابع مع الحكومة معالجة القضايا المهمة 'البطالة والفقر وارتفاع الأسعار' خلال الفترة المقبلة، وهي القضايا التي تعتلي أجندة الحزب الوطني.
وأشار الشريف الذي لطالما كان يتحدث عن شعبية الرئيس والحزب الحاكم داخل كل بيت مصري إلى أنه لا بد من احترام حق المواطن المصري في التغيير فيما قال فتحي سرور رئيس مجلس الشعب إن جميع مطالب المتظاهرين مشروعة داعياً للحفاظ على الوطن.
التونسيون يقدمون النصائح للمصريين
وفي سياق متصل يتناقل المصريون عبر هواتفهم المحمولة فيديو يظهر ضابط أمن مركزي ينضم للمتظاهرين ويهتف معهم 'الشعب يريد إسقاط النظام' والتف حوله المتظاهرون.
فيما أشارت مصادر قيام شركات المحمول الثلاث بتلقي أوامر من الاجهزة الأمنية بالتشويش على الهواتف من أجل قطع الخدمة عن المتظاهرين لقطع الاتصالات فيما بينهم.
وفي سياق حالة الذعر التي تنتاب النظام فرضت أجهزة الأمن حراسات مشددة على كل مقرات الحزب الحاكم في القاهرة والعديد من المحافظات خشية اقتحامها من قبل المتظاهرين وفي هذا السياق فرضت أجهزة الأمن كردونات أمنية على مداخل ومخارج مدن محافظة المنوفية المختلفة كما عملت على زيادة الأكمنة المتحركة وكثفت من تواجد سيارات الأمن المركزي أمام أقسام الشرطة ومقار الحزب الوطني والمحاكم ومجمع الكليات بشبين الكوم وكلية الهندسة الإلكترونية بمنوف، كما انتشرت قوات مكافحة الشغب بالقرب من محكمة القضاء الإداري ومجمع الكليات النظرية بجامعة المنوفية كما كثفت الشرطة من حراستها على المقرات التابعة للحزب في السويس والإسماعيلية.
واستمرت لليوم الثالث في قرية الشيخ زويد بشمال سيناء مظاهرات حاشدة واشتباكات مع الامن وقتل شاب يدعى محمد عاطف وقطع الآلاف من المتظاهرين الطريق الدولي الذي يصل بين مدينتي العريش ورفح، وألقت ثلاث سيارات مدرعة القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين وأطلقت الشرطة الرصاص على المتظاهرين. ورد المتظاهرون بإطلاق النار على قوات الأمن، ونشبت مواجهة مسلحة بين الطرفين وقرر المئات من عشائر الشيخ زويد وشمال سيناء الانضمام للاحتجاجات التي تبدأ عاجلا احتجاجا على مقتل الشاب وحاصر الأهالي قسم الشرطة ومقر مباحث أمن الدولة بالشيخ زويد، وقذفوه بالحجارة بينما استعانت قوات الأمن بالقناصة الذين انتشرواعلى المبنى. وأكدت تقارير أن الشرطة كثفت من تواجدها في العديد من قرى ومدن سيناء خشية انتقال المظاهرات لمناطق أخرى.
نصائح عمرو موسى للحكام
من جانبه قدم عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية نصيحة إلى الحكام العرب في الدول التي تجتاحها الثورات الشعبية بضرورة إجراء إصلاحات حقيقية لتفادى ما يجري في العالم العربي، موجهًا دعوة للحكام العرب إلى إجراء إصلاحات اقتصادية وسياسية واعتبر عمرو موسى، حالة الغضب الشعبي التي تجتاح العديد من الدول العربية ومنها مصر والأردن واليمن اقتداءً بالثورة التونسية بأنها حالة من الإحباط والغضب نتيجة سياسات الحكام الراهنة واعترف موسى بأن 'العالم العربي يعيش في الوقت الراهن حراكا مستمرا واضطرابات لأسباب كثيرة منها داخلية وأخرى إقليمية'. وطالبت جماعة الإخوان المسلمين في بيان لها النظام بأن يستجيب لإرادة الجماهير ويسارع بإجراء الإصلاحات الكبرى وأن يتخلى عن سياسة العناد والتصدي لمطالب الشعب المشروعة، وأن يتخذ إجراءات فورية وجادة، وفاعلة لتحقيق الإصلاح المنشود، وألا يتعرض للمتظاهرين بسوء وأن يفرج فورا عن كل المعتقلين في هذه الأحداث وما قبلها وأكدت جماعة الإخوان أن حركة الشعب التي بدأت 25 كانون الثاني/يناير، سلمية وناضجة ومتحضرة ويجب أن تستمر هكذا ضد الفساد والقهر والظلم حتى تتحقق المطالب الإصلاحية المشروعة، وعلى رأسها حل مجلس الشعب وإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف قضائي كامل.
وزير الإعلام يعزل أشهر إعلامي
ومما يكشف عن حالة الهلع التي تنتاب كافة المسؤولين قيام وزير الإعلام أنس الفقي بعزل أشهر مقدمي البرامج في ماسبيرو الصحافي محمود سعد على إثر رفضه الظهور امس فى برنامج مصر النهاردة، حيث نمت معلومات للمؤسسة تفيد تعاطف سعد مع المتظاهرين وكشفت مصادر داخل البرنامج الذي يقدمه سعد تفيد بأنه كان يرغب فى استضافة رموز من المعارضة في الحلقة التي كان من المفترض تقديمها اليوم، وهو ما قوبل بالرفض التام من قبل وزير الإعلام والمؤسسة الامنية.. المثير أن محمود سعد كان من أقرب الإعلاميين للرئيس مبارك حيث خصه أكثر من مرة بالعديد من التصريحات والمكالمات الهاتفية.
من جانبها قالت هيلاري كلينتون وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، إن الإدارة الأمريكية دعت الحكومة المصرية للمرة الثانية إلى تأمين حق الشعب المصري في التظاهر السلمي لإعلان رغبته في التغيير، وذلك في خطاب وجهته إلى تحالف المصريين الأمريكيين ودعت الحكومة المصرية، للاستجابة لمطالب الشعب المصري واتخاذ خطوات جادة لإجراء إصلاحات عميقة في بنية النظام السياسي المصري، وكذلك الاستجابة لطلبات الشعب واتخاذ خطوات جادة لإجراء إصلاحات عميقة في بنية النظام السياسي المصري.
فيما قالت صحيفة (الواشنطن بوست) الأمريكية إن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما غيَّرَت من سياستها تجاه الشرق الأوسط؛ لتعمل على دعم حركات الإصلاح، حتى إن كانت تلك الحركات من شأنها أن تعرِّض للخطر حلفاءها القدامى في المنطقة.
